x

الدكتور مصطفى النجار الغلبان متهان! الدكتور مصطفى النجار الأحد 02-06-2013 22:52


أمام زوجته وأم أطفاله جردوه من ملابسه وهم يسبونه بأبشع الألفاظ وصرخ الضابط فى وجهه: اعترف يا بن الكلب إنت اللى سرقت الشقة مش هتطلع من هنا إلا وإنت معترف، بكت الزوجة المنكسرة وقالت: يا سعادة البيه والله ما سرقنا حاجة إحنا غلابة وراضيين بحالنا، انهالت عليها شتائمه التى طالت عرضها وقال لها: هأقلعك هدومك يا بنت الـ.. وهاكهربك، صرخت من الخوف: كهربنى واقتلنى بس ما تقلعنيش هدومى يا بيه حرام عليك ربنا يستر عرضك، لم يتوقف عن السب والإهانة والتخويف لإجبارها على الاعتراف بتهمة لم يرتكباها.

هو مواطن مصرى بسيط نازح من الريف مثله مثل ملايين المصريين الذين يبحثون عن لقمة العيش وزوجته رفيقة كفاحه، يعمل بوابا لإحدى العمارات بالقاهرة وتساعده زوجته فى تدبير مصاريف الحياة عبر خدمتها لبعض السيدات المقيمات بالعمارة، حجرتهما التى تجمعهما لا تتجاوز مترا فى مترين، يبذلان أقصى جهد من أجل إطعام أطفالهما.

حدثت سرقة لإحدى الشقق بالعمارة ولم تجد الشرطة سوى البواب المسكين وزوجته لتتهمهما بسرقتها ولأن الفقراء فى مصر هم الذين يدفعون الثمن فلا بد من اتهامهم وإرهابهم وانتهاك كرامتهم الإنسانية ليتحملوا أوزار غيرهم.

وبعد أن خرج من محبسه حدثنى بحزن وسألنى: إيه اللى اتغير فى مصر بعد الثورة، إحنا متهانين أهه ومالناش حرمة ومقهورين، آخد حقى إزاى وأرد لمراتى كرامتها إزاى دلوقتى، هما عايزينى أكون مجرم وآخد حقى بإيدى من الضابط اللى أذانى وكسرنى؟! كتر خيرك إنك وقفت معايا وطلعتنى لكن فيه كام واحد فى مصر بيحصل لهم زى اللى حصل معايا ومش بيلاقى حد يقف جنبه وبيتظلم لأنه غلبان ومالهوش ضهر فى البلد دى؟

هو الرئيس اللى بيقولوا عليه أول رئيس إسلامى لمصر عارف إيه اللى بيحصل للشعب اللى بيحكمه فى أقسام الشرطة؟ ولو عارف ساكت ليه؟ ولو عارف وساكت هيروح من ربنا فين؟ حسبى الله ونعم الوكيل فى كل ظالم بييجى على الناس الغلابة ويكسرهم.

وسط الهذيان السياسى المستمر يستمر سحق الغلابة ويدفعون ثمن فشل الساسة فى إصلاح مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة الأمنية، مشغولون بالتفاهات والمزايدات المتبادلة، وأهل الحكم مشغولون بالأخونة اعتمادا على مبدأ الثقة وليس الكفاءة، جثة ميتة يستحلون نهشها ثم يرقصون حول هذه الأشلاء ومن حولهم أصوات تصرخ تطلب العدل والكرامة ولكن الكل عنهم مشغول.

أعتذر إلى هذا المصرى البرىء الذى أهينت كرامته واستحل عرضه وأقول له صبرا فالثورة ستكتمل يوما قريبا وستطيح بكل هؤلاء التجار الذين لم يعرفوا من الثورة إلا اسمها والمتاجرة بدماء شهدائها.. «إنهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية