كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الجمعة، كواليس اللقاء الذي جمعه، الخميس، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى تناولهما قضايا مختلفة، منها حالات خطف الأقباط وبناء الكنائس، بجانب بحث دور المصريين الأقباط في دعم الاقتصاد المصري.
وقال البابا في لقاء مسجّل مع القمص بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إنه تحدث والرئيس على مدار أكثر من ساعة تقريبًا هي مدة اللقاء، حول قضايا عديدة منها «حالات الخطف، وبناء الكنائس، والمناهج التعليمية، والإعلام الإيجابي والخطاب الديني، والمواطنة»، وإن الرئيس كان دائمًا يقول «يوم الدولة بسنة»، موضحًا «هو لا يقصد تأجيلًا، بل على أن أي فكر جديد في المجتمع سيأخذ وقتًا».
وأكد البابا أن الرئيس «استمع جيدًا لكل ما قيل»، مضيفًا: «كما تلمسنا في اللقاء وجود إرادة سياسية في ظل أنه أمام الرئيس ملفات كثيرة، وهذا اللقاء أعطى رسالة قوية في الداخل والخارج بالتأكيد على أننا نسير على الطريق الصحيح».
وشدد «تواضروس» على أن لقاء السيسي بالطوائف المسيحية «يعكس رؤية وتقدير مؤسسة الرئاسة للمسيحية على أرض مصر، وأن الكنيسة ركن من أركان المجتمع تمامًا كالأزهر الجامع والجامعة، والقوات المسلحة والشرطة والقضاء الشامخ والفن».
ووجه البابا، في نهاية كلمته المسجلة، رسالة للمصريين والمسيحيين ورجال الأعمال والفكر والثقافة، قائلاً «يجب أن نعمل، فالعمل الذي سيجعل مصر ثابتة قوية لتستطيع أن تكون لها كلمة مسموعة، لذا نحتاج لكل مساهمة وكل تعضيد، ونحتاج لكل المشروعات وأيدينا في يد بعضنا، ليكون اقتصادنا على أرض صلبة قوية تصمد ضد الرغبات الشريرة التي تحيط بنا من أي جانب».
ووجه دعوة لكل المصريين في الداخل والخارج، خاصة رجال الأعمال والفكر بضرورة الاشترك في فكر واحد في استعادة قوة الاقتصاد، معتبرًا مشروع قناة السويس «مفاجأة سارة» بعد شهرين من تولي الرئيس مسؤولية الرئاسة، ومشددًا على أن صندوق «تحيا مصر» أحد سبل دعم الاقتصاد المصري، معقبًا بقوله «وكلمة مليش دعوة أو خليني في حالي، لم يعد لها مكان في الزمن الذي نعيش فيه».
وأكد البابا أن هذه أول مرة يلتقي فيها رئيس الجمهورية برؤساء الطوائف المسيحية على أرض مصر، قائلاً: «فربما يقابلهم فرادى في مناسبات أو كمجاملات، ولكن هذه أول مرة يحدث الأمر بهذه الصورة، مما يعطى فكرة عن رؤية الرئيس لكل المصريين»، مختتمًا بقوله: «بعد سلامنا على الرئيس وتحركنا، طلب صورة أخرى رغم أننا التقطنا صورة تذكارية قبيل اللقاء، وكانت لفتة طيبة تضاف كصفحة بيضاء في التاريخ المصري».
يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي عقد لقاءين مع قيادات الكنيسة المصرية، الأول فردي مع البابا تواضروس الثاني، والثاني مع رؤساء الطوائف المسيحية.
وحضر اللقاء البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور القس صفوت البياضي، رئيس الكنيسة الإنجيلية، والأنبا إبراهيم إسحاق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، والقس سامي فوزي نيابة عن المطران منير حنا أنيس، مطران الكنيسة الأسقفية في مصر، نظرًا لسفره بالخارج، بجانب عدد من المطارنة الكاثوليك، منهم جورج بكر، مطران الروم الكاثوليك، وفيليب نجم، مطران الكلدان.