دعت صحيفة «لوموند» الفرنسية، في افتتاحيتها، الخميس، إلى «رفع الحصار عن غزة بعد انتهاء الحرب الثالثة عليها في غضون 3 سنوات دون منتصر حقيقى»، حسب تعبيرها.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن «الحرب أوقعت بالفلسطينيين خسائر هائلة تقترب من 1900 شهيد، 80% منهم من المدنيين حسب الأمم المتحدة، و9 آلاف جريح وخسائر مادية تقدر من 4 إلى 6 مليارات دولار، وكبّدت الإسرائليين خسائر تمثلت في مقتل 64 جنديًا، وهو رقم كبير مقارنة بالعمليات الأخرى التي نفذها الجيش الإسرائيلي في السابق، وهو الأمر الذي يشهد على القوة العسكرية لحركة (حماس) رغم الحصار المفروض عليها».
وقالت «لوموند»، إن «الحرب انتهت بوقف لإطلاق النار في انتظار ما تسفر عنه المفاوضات التي تجري في القاهرة، لكنه يمكن أن يكون بمثابة توقف طويل في انتظار معاودة العنف، ومع ذلك هناك أصوات في إسرائيل تستمر في الأسف لعدم التمكن من إنهاء المهمة، كما لو كان من الممكن القضاء على (حماس)، وكما لو كان ممكناً لقطاع غزة أن يتلاشى وسط منطقة البحر المتوسط».
ونوهت الصحيفة إلى خطورة «هذا التصور الذي بدأ في الانتشار داخل المجتمع الإسرائيلي المغتر بقدرته العسكرية وتفوقه التكنولوجي ولكن غير قادر على التفكير في المسألة الفلسطينية بشكل سياسي حتى أصبحت الحرب خياراً يتم اللجوء إليه بشكل آلي دون المرور بالحل السياسي، وهكذا لم يعد السلام غاية تتطلب تضحيات، ولكنه يخضع إلى ضرورة مسبقة في الهدوء المطلق دون شروط وبلا تنازلات».
وطالبت الصحيفة بـ«ضرورة الخروج من المعادلة المميتة (العدوان – الانتقام) التي تخضع لها حياة سكان غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي، خلال 2005».
وأضافت: «المفاوضات حول حصار غزة هي وحدها التي تسمح بتغيير معطيات هذه الدائرة الجهنمية، وذلك بمنح سكان هذه المنطقة الفلسطينية المحصورة الأسباب التي تساعدهم على التنمية».