«الأطفال لا يريدون مؤسسة خيرية.. الأطفال يريدون المستقبل».. كان هذا هو العنوان التي اتخذته البرازيل للقضاء على ظاهرة التشرد والتى ارتفعت نسبتها إلى درجة غير مسبوقة واستطاعت البرازيل على مدى 5 سنوات القضاء غلى هذه الظاهرة.... ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة عن أطفال الشوارع في مصر فإن عددهم يقدر بـ3 ملايين طفل يتواجدون داخل مجموعات حيث يصبح الشارع وأسفل الكبارى هو مقر إقامتهم مما يؤدى إلى انحرافهم وتعاطيهم المخدرات والبلطجة وما يتعرضون له من انتهاكات بدنية وجنسية... كما يتم حاليا استخدامهم في التظاهرات والعمليات الإرهابية.. ولكن كيف تمكن محمد على باشا من القضاء على مشكلة أطفال الشوارع والذين بلغ عددهم 300 ألف على مستوى الجمهورية حيث قبض عليهم جميعا (ذكورا وإناث) ووضعهم في معسكر بالصحراء بالقرب من الكلية الحربية بأسوان لمدة 3 سنوات...وأمر قائد الجيش سليمان باشا الفرنساوى أن يأتى بأعظم المدربين الفرنسيين قى شتى المهن والحرف اليدوية لتدريبهم... ثلاث سنوات ويخرج لمصر أعظم الصناع المهرة قى تاريخ مصر الحديثة في مختلف الحرف بل ويجيدون اللغة العربية والفرنسية... بل أرسل بعضهم كخبراء للدول التي تفتقر إلى هذه الحرف......ومن المثير للدهشة أن أحد هؤلاء الحرفيين المهرة هو والد عبدالله النديم والذى كان يشغل رئيس النجارين في الأسطول البحرى والذى صنعه محمدعلى والذى كلل بالنجاح في كل حروبه إلى أن تآمرت عليه كل الدول الأوروبية.
هل يفعلها الرئيس عبدالفتاح السيسى كما فعلها محمد على باشا وإلحاقهم بمدارس تعليمية فنية في كل التخصصات إنها كفيلة بتغيير مستقبل مواطن ليكون مواطنا صالحا في خدمة المجتمع.. بل ربما نجد منهم المهندس والطبيب والفنان.....المهم متى نبدأ؟
محمود الراوى- القاهرة
