باتت الهواتف الذكية والحواسب اللوحية من مفردات الحياة اليومية لأطفال المدارس والمراهقين في وقتنا الحاضر، حيث يحرص الأطفال على استخدام مثل الأجهزة الجوالة للاستمتاع بالألعاب أو تصفح مواقع الويب إلى جانب الاستفادة من وظائف الاتصالات المعتادة، ويتعين على الآباء وضع ضوابط معينة للأطفال عند استعمال هذه الأجهزة لضمان الاستفادة منها وتجنب المخاطر التي قد تنجم عنها.
وأكدت مدربة الميديا الألمانية كريستين لانجر أن الهاتف الجوال البسيط يمكن أن يكفي احتياجات الطفل حتى عمر تسع سنوات، أما الهواتف الذكية فيمكن استعمالها بدءاً من عمر 12 عاما، وأوضحت الخبيرة لدى مبادرة «راقب ما يفعله طفلك بالميديا» قائلةً: «في هذا العمر يكون الأطفال على دراية بوظائف الهاتف الجوال والإنترنت، كما يمكنهم تقدير التكاليف التي تكون مرتبطة باستخدام الجهاز»، في حين أن الأطفال الأصغر سنا لا يلقون بالاً لتكلفة الاتصالات عند استعمال الهواتف الذكية.
وإلى جانب شرح كيفية التعامل مع الهواتف الذكية من الناحية التقنية يتعين على الآباء توضيح أن هناك تكاليف قد تظهر خلال الاستمتاع بالألعاب على الهواتف الذكية، وهو ما يعرف باسم المشتريات داخل التطبيقات «In-App Purchases».
وتعتبر المشتريات داخل التطبيقات من الموضوعات المهمة جدًّا التي يجب توضيحها للأطفال، نظراً لأن الألعاب تعتبر واحدة من أكثر الوظائف استخداماً بالهواتف الذكية، ومن ضمن قواعد الاستخدام الصحيح للهواتف الذكية مراعاة مشاعر الآخرين عند قيام الأطفال بالاستماع إلى الموسيقي أو إجراء المكالمات الهاتفية أثناء التنقل.
وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على الآباء ضبط الأجهزة الجوالة مع أبنائهم، بحيث يتمكن الطفل من حماية نفسه وبياناته من اختراق القراصنة، وتشتمل الهواتف الذكية على إعدادات بسيطة للأمان، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق بنود القائمة «الأمان» وكذلك «الخصوصية وحماية البيانات».
وتنصح الخبيرة الألمانية لانغر قائلةً: «يتعين على الآباء حظر الوصول إلى الإنترنت بواسطة الهواتف الذكية في حال الأطفال الأصغر سنا، وفي الخطوة التالية يمكنهم تحديد مواقع ويب معينة، حتى يكون نطاق البحث في الإنترنت آمناً للطفل». ومن الأفضل أن تقتصر عملية تنزيل التطبيقات على الهواتف الذكية في البداية على الآباء فقط.
ويجب تحديد تكلفة الاتصالات بالهواتف الذكية الخاصة بالأطفال بحيث تتناسب مع ميزانية الأسرة ومصروف الطفل، حيث يجب أن يتحمل الطفل في نهاية المطاف تكاليف استعمال الهاتف الذكي، ويمكن في البداية الاعتماد على بطاقات شحن الرصيد المدفوعة مسبقاً.
وإذا بحث الطفل عن إمكانية أرخص لإجراء الاتصالات وتصفح الإنترنت بواسطة الهاتف الذكي، فيمكنه التشاور مع الأسرة بشأن تغيير تعريفة الاتصالات، وكي يتطور إدراك ووعي الطفل بتكاليف الهاتف الجوال، ينبغي أن يشارك في تحمل نفقات الاتصالات.
وبالنسبة لمدة استعمال الأطفال للهواتف الذكية شددت الخبيرة الألمانية على ضرورة اتباع قواعد صارمة، حتى لا يطغى استعمال الهاتف الجوال على جوانب الحياة الأخرى، وينبغي على الآباء التأكيد على فكرة أن المرء ليس بالضرورة أن يكون متاحاً ويمكن الوصول إليه في أي وقت، ولذلك يكفي تحديد ساعة واحدة فقط في اليوم للمبتدئين في استعمال الهاتف الذكي، وأضافت الخبيرة الألمانية أنه يجب إيقاف الهواتف الذكية أثناء الليل ووضعها بعيداً عن متناول يد الأطفال.
ويمكن للآباء تثبيت تطبيقات التتبع على الهواتف الذكية لمراقبة الأطفال ومعرفة أماكن تواجدهم على الدوام، وأضافت جينيفر بوخهولتس، المحررة بمجلة «Teltarif» الألمانية، قائلةً: «تتيح هذه التطبيقات للآباء معرفة ما إذا كان الطفل قد وصل إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي أو التدريب الرياضي».
كما يتمكن الطفل عن طريق تطبيقات التتبع إخبار الآباء بالمكان الذي يتواجد فيه، ولكن يشترط لذلك أن تكون البطارية مشحونة وأن يكون الهاتف الذكي مشغلاً، وإذا لم يكن الجهاز مع الطفل، فلن تكون هناك فائدة لمثل هذه التطبيقات على الإطلاق.
ومع كل هذه القواعد قد تظهر هناك إشكالية تتمثل في عدم وجود نطاق من الحرية للأطفال عند استعمال الهواتف الذكية وقد يؤثر ذلك بالسلب على عملية بناء الثقة بين الآباء والأبناء، وأشارت الخبيرة الألمانية بوخهولتس إلى أنه يمكن للآباء على أي حال إهداء الطفل هاتفا ذكيا مزودا بتطبيق تحديد الموقع، دون الإفصاح أن هناك تطبيقا مثبتا على الجهاز، ويمكن إخبار الطفل أن تطبيق تحديد الموقع يتم استعماله في حالات الطوارئ فقط.
ويمكن للآباء إدخال مظاهر البهجة والسرور على الطفل، إذا كان في سن المدرسة، من خلال شراء حاسب لوحي، حيث إن هذه الأجهزة الجوالة تعتبر في نظر الأطفال أكثر من مجرد لعبة للترفيه والتسلية، ويمكن استعمال في التعليم أيضاً من خلال تطبيقات تعلم الرياضيات أو في قراءة الكتب والمجلات، وتعمل الحواسب اللوحية على تحفيز بعض الأطفال بشدة، وبالتالي فإنها تمثل إضافة جيدة للغاية أثناء عملية التعليم.