كيف يقال «مرافعة القرن» و«محاكمة القرن»، ولم يزل متبقياً من القرن الحالى خمسة وثمانون عاماً؟. تلك مبالغة ليست فى محلها، والذين يرددونها لم يتحروا رشداً؛ لأن خمسة عشر عاماً خلت ليست قرناً من الزمان- ولا بلغت حتى منه السدس- حتى تمسى محاكمة فيه علماً على القرن بسنينه المائة!! ومن الممكن أن تنعقد خلال العقود والسنوات الطوال المتبقية منه محاكمات أخرى قد تتضاءل أمامها محاكمة مبارك ومرافعة الديب، فما يكون القول آنذاك؟!.. لو أن الرئيس الأسبق كان قد حوكم فى نهاية العقد العاشر من القرن المنصرم أى فى نهاية التسعينيات، لجاز وصف محاكمته بمحاكمة القرن، على ألا تسبقها خلاله محاكمة مماثلة. أما محاكمة تجرى فى العقد الثانى من القرن كمحاكمة مبارك اليوم، فيمكن أن نطلق عليها مؤقتاً «المحاكمة الكبرى» أو المحاكمة العظمى؛ حتى إذا ما طوى الزمان السنوات تلو السنوات وبلغ القرن منتهاه، ولم يماثلها محاكمة أخرى جاز تسميتها حينذاك فقط بمحاكمة القرن، ومرافعة الديب بمرافعة القرن، ولكن ليس قبل ذلك.
د. يحيى نور الدين طراف– أستاذ بطب القاهرة
