x

هل توصل العلماء لعلاج فيروس «إيبولا» القاتل؟

الأربعاء 06-08-2014 17:08 | كتب: إسراء محمد علي |
فيروس الإيبولا فيروس الإيبولا تصوير : آخرون

السؤال الأول الذي يقفز لعقل كل من يسمع عن فيروس «إيبولا» القاتل، (آكل لحوم البشر): هل يوجد مصل له؟، الإجابة كانت صعبة للغاية كونه يعرف بـ «المرض الذي لا مصل له»، فمنذ اكتشاف المرض في 1979 لم يستطيع أحد من العلماء والباحثين الجزم بإيجاد مصل للفيروس القاتل، ولكن بالبحث عن تاريخ أمصال الإيبولا، رصد «المصري اليوم» العديد من التجارب التي أجريت لإيجاد كابح لهذا المرض الشرس الذي أصبح الشغل الشاغل للعالم أجمع.

نبدأ منذ أنتشار المرض في 1979 والذي أودى بحياة عدد كبير من الأشخاص في وقت قصير، حاول عدد من العلماء إيجاد المصل المعالج لكنهم فشلوا في ذلك لأن فيروس «إيبولا» كانت خريطته الجينية مجهولة بالنسبة لهم، فتعذر معرفة الأجسام المضادة له، ومن ثم عجزوا عن إيجاد المصل المضاد، ولكن تم نقل عينات من المرضى إلى ولاية أتلانتا الأمريكية في محاولة لإيجاد المصل، وتجربة علاجات مبتكرة على «القرد الأفريقي الأخضر» والخنازير، ومن ثم على البشر وكنت النتائج متباينة بين إيجابية وسلبية، وتوفي 22 حالة من بين 34 حالة أصيبت بالفيروس.

ffffffffff_small.png

kkk_small.png

في عام 1995: تفشى «إيبولا» في الكونغو وأودي بحياة 80% من المصابين به، وفي أمر أشبه بالجنون أخذ الأطباء دماء من مصابين الذين في طريقهم للشفاء وحقنوا به مصابين أخرين لا زال جسدهم عاجر عن مقاومة الفيروس، وتكمن الفكرة في هذا الإجراء الغريب في أن الدم الذي أخد من المرضى الذين في طريقهم للشفاء عند دخوله إلى دم المصابين بدرجة متاخرة من إيبولا به أجسام مضادة قادرة على تحييد الفيروس.

__04341918_612_small.jpeg

الأمر لا يمكن اعتباره خارقا فقد كانت هذه «الأمصال الطبيعية» الأكثر شيوعا في القرن التاسع عشر لمحاربة الأمراض المعدية، قبل اختراع المضادات الحيوية، وأثبتت هذه الأمثال نجاحا في علاج أمراض مثل التيفود التسمم الغذائي، فالجلوبولين المناعي الذي يستخدم في علاجات التيتانوس مستوحى من هذه العملية، فعلى سبيل المثال إذا أصابك مسمار ومرضت بالتيتانوس، ولم يتم تطعيمك من قبل، يمكنط الحصول على الجلوبولين المناعي وسيقوم بدوره في الحال، ويقول أستاذ مخضرم في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا إن هذه الأجسام المضادة تبقى فقط في جسمك لمدة 4 أسابيع، وهو ما يكون غالبا كافيا الأحيان ما يكفي لعلاج العدوى المفاجئة مثل «إيبولا».

__04341922_612_small.jpeg

التجربة الأكثر تفاؤلا في هذا الصدد، أن مانحي دمائهم الذين شفوا من «إيبولا»، عادوا إلى الكونغو في 1995، وتم نقل دمائهم إلى 8 مصابين بالفيروس، من الطبيعي أن يموت 80% منهم كما هو معتاد، ولكن في هذه الحالة نجى 7 من الموت من أصل 8 بفضل نقل دماء أشخاص شفوا من «إيبولا» لهم.

ولكن في هذه الأيام، لم تعد عملية نقل دماء الذين شفوا من المرض هي المصدر الوحيد الممكن للأمصال، حيث يقوم عدد من الباحثيين اليابانيين والكنديين بتطوير أجسام مضادة بمواصفات محددة لمكافحة فيروس إيبولا، وهي الأمصال مصصمة خصيصا لمهاجمة فيروس واحد وفي هذه المرة الفيروس المراد هو «إيبولا»، وتم اختبارها بنجاح في القرود، ولكن ليس من الواضح انه تحت أي ظروف سيتم اختبار هذه المواد على البشر.

مصل Zmap

«زماب» مصل طبي سري، يتم تخزينه في درجات حرارة دون الصفر يقوم على تطويره مجموعة من الباحثين الكنديين، وهو عقار تجريبي، من تطوير شركة «ماب بايوفارماكيوتيكال» تجاربه محدودة للغاية على قردة مختبرات حقنت بفيروس المرض، وتعافت منه في غضون 24 ساعة من تقديم المصل التجريبي لها، يقال إن الأمريكيين الذين تم نقلهم من ليبيريا وأصيبوا بالمرض تم حقنهم بهذا المصل التجريبي، حيث وافق المريضان على استخدامه، والذي قدم للقردة المصابة بعد 48 ساعة من حقنها بفيروس إيبولا، ولكن تلاقاه أحد المصابين بعد 9 أيام من العدوى، وقال مسؤولون أمريكيون إن الطبيب والمرأة الأمريكيين اللذين أصيبا بـ إيبولا في ليبيريا قد بدءا في التحسن.

__493161-01-08_612_small.jpeg

vvvv_small.jpg

وقالت مصادر مطلعة لـ «سي إن إن» إن العقار التجريبي عبارة عن مضادات أجسام استخلصت من دماء فئران عرضت لأجزاء من فيروس إيبولا، وهو يعمل عن طريق منع الفيروس من دخول وإصابة خلايا جديدة، ويحفظ بدرجات حرارة متدنية للغاية تحت الصفر.

مصل T.TKM

يستخدم مركب «تي.كيه إم- إيبولا» TKM – Ebola لحماية القرود خلال 30 دقيقة من حقنها بالفيروس، ولكن دراسات السلامة على البشر توقفت من أجل التأكد من تأثيرات المصل، وفقا لمجلة «newscientist» البريطانية، وتسمى العملية «تداخل حمض (آر إن إيه) الريبي»، التي توظف فيها خلايا هذا الحمض بهدف إيقاف الحمض النووي المنقوص الأوكسجين (دي إن إيه) للفيروس من إنتاج البروتينات، وبالتالي منع تكاثر الفيروس.

والوسيلة الثانية لمكافحة الفيروس تتمثل في تعطيل إنزيمات الفيروس، وخنقه تماما، وتجرى اختبارات حاليا على قدرات مركب «بي سي إكس 4430» يجرب على الحيوانات المصابة بالفيروس.

__2014-08-06t015927z_1940891698_gm1ea860

لقاح روسي لـ «إيبولا»

تقول رئيسة الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة وحماية المستهلك آنا بوبوفا، «هذا اللقاح الذي يخضع حاليا بصورة مكثفة للاختبارات السريرية هو من ابتكار المركز الحكومي العلمي الروس «يفيكتور».

واشارت بوبوفا، إلى عدم وجود لقاح مرخص في العالم حاليا ضد حمى «ايبولا»، لذلك يجري العمل في دول مختلفة على ابتكاره، ومن ضمنها روسيا الاتحادية.

أمصال أخرى:

تم تعديل فيروس التهاب الفم الحويصلي جينيا بحيث توضع على سطحه بروتينات من فيروس «إيبولا» لكي تحفز جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الإيبولا ما يؤدي إلى توليد أجسام مضادة لمكافحته، ولا يزال اللقاح في طور التجارب على الحيوانات، وقد اختبر هذا اللقاح عام 2009 على باحثة ألمانية وخزت إصبعها بإبرة كانت تحمل فيروس الإيبولا، ثم نجت منه، ولكن لم يعرف إن كان قد لعب دورا رئيسا في نجاتها أم لا.

__04339978_612_small.jpeg

علماء يطالبون بتخيير المرضى الحقن باللقاح التجريبي:

ودعا 3 من أبرز خبراء العالم في مرض «إيبولا» إلى إتاحة استخدام العقاقير واللقاحات التجريبية في مكافحة تفشي المرض في غرب إفريقيا، وقال الخبراء الثلاثة ومن بينهم بيتر بيوت الذي شارك في اكتشاف «إيبولا» 1976، ويتعين منح الأفارقة المصابين بالمرض فرصة مماثلة.

__04340998_612_small.jpeg

وكتبوا في بيان مشترك «يجب إتاحة الفرصة للحكومات الأفريقية لاتخاذ قرارات واعية بشأن استخدام هذه المنتجات أو عدم استخدامها على سبيل المثال لحماية وعلاج موظفي الرعاية الصحية الذين يتعرضون لمخاطر العدوى».

__04341027_612_small.jpeg

وقال المسؤول عن المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة، إن هناك أملاً في لقاح ضد إيبولا سيكون متوفراً بحلول يوليو 2015.

وأوضح الطبيب أنتوني فاوسي، أن هذا اللقاح الوقائي تم اختباره بنجاح على القرود، وأن التجارب على البشر من متطوعين ستبدأ في سبتمبر، وبحلول يوليو المقبل، سيكون اللقاح جاهزاً للاستخدام.

__2014-08-06t085627z_1262917844_gm1ea860

وكان أكثر من 1300 شخص أصيبوا بالفيروس في غرب إفريقيا، ومات حوالي 900 بسببه في غينيا وليبيريا وسيراليون، وحالة وفاة فس السعودية يشتبه إصابتها بالمرض.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية