امتدت المسيرة الوطنية والنضالية للمهندس إبراهيم شكري، لأكثر من نصف قرن، وهو نجل محمود باشا شكري، القاضي المعروف، ثم ناظر الخاصة الملكية، ثم وزير المواصلات في العهد الملكي.
ولد «شكري» في ٦ سبتمبر ١٩١٦ وتلقى تعليمه الأساسى في المدارس الحكومية والتحق بكلية الزراعة جامعة الملك فؤاد (القاهرة) وقد قال لنا ابنا المناضل الراحل (المهندس أحمد شكرى والدكتور إسماعيل شكرى) إن إبراهيم شكري تأكدت قناعاته السياسية مع النداءالذي أطلقه أحمد حسين في تأسيسه لحزب مصر الفتاة في١٩٣٣: «ياشباب ٣٣ كونوا كشباب ١٩».
وشكل هذا الحزب انطلاقته السياسية الأولى بل شارك وهو في السنة الثانية من كلية الزراعةفي مظاهرات ١٩٣٥،والتى جاءت ردًا على تصريح وزير الخارجية البريطانى صمويل هور بعدم ملاءمة دستور ٢٣ أو دستور ٣٠ لمصر،وهى المظاهرة التي سقط فيها شهداء الجامعة عبدالمجيد مرسى وعلى طه عفيفي وعبدالحكم الجراحى، وقد سقط شكرى مثخنا بجراحه إلى جوار عبدالحكم الجراحى، ونقل الجميع إلى مستشفي قصر العينى، وهناك اكتشفوا أن شكرى مازال حيا ومن يومها اكتسب لقب الشهيد الحي.
وحين تخرج في كلية الزراعة في ١٩٣٩أقام وسط الفلاحين في شربين وهو ابن الأسرة الأرستقراطية، وعنى بتطويرها فبنى المدارس والمستوصفات والجمعيات التعاونية، والتف أهل شربين حوله في الانتخابات البرلمانية التي نجح فيها، ومنها دورة ٣ يناير ١٩٥٠، وفي البرلمان طالب بتحديد الملكيةالزراعية بخمسين فدانا.
وبين عامي١٩٥٠ و١٩٥٢ اتهم شكرى بالعيب في الذات العليا وحكم عليه بستة أشهر، وكان قد تولى رئاسة حزب مصر الفتاة خلفا لأحمد حسين إلى أن تم حل الأحزاب في ١٩٥٣.
وفي عهد عبدالناصر تولى موقع نقيب الزراعيين وأمين عام الاتحاد الاشتراكي، وفي عهد السادات تولى منصب محافظ الوادى الجديد وفي ١٩٧٢ وزير الزراعة واستقال اعتراضا على معاهدة كامب ديفيد لينتقل إلى خندق المعارضة.
وبعد عودة الأحزاب في ١٩٧٧ أسس حزب العمل الذي كان واحدًا من أقوى جبهات المعارضة في مواجهة نظام مبارك فتم تجميد الحزب وإيقاف جريدة الشعب في ٢٠٠٠، وكان شكرى قد توفي «زي النهاردة» في ٥ أغسطس ٢٠٠٨ ووفقا لوصيته دفن إلى جوار الجراحى بعد تقصى محمد بدر الأمر واستئذانه أسرة الجراحى.