يخبرك أخوك المصرى (أبوسلمة)، إسلام سابقا، خريج مدرسة ليسيه الحرية وحقوق عين شمس الذى هاجر لأرض الخلافة (الداعشية) والتحق بمقاتليها ويقول لك: إن الأمر بسيط، تحتاج إلى جواز سفر وتذكرة لتركيا، ثم تنتقل بالطيران الداخلى لمدينة حدودية مع سوريا لتصل لربوع دولة الخلافة، ويخاطب النساء قائلا: كثير من النساء يتحدثن عن الهجرة والجهاد ولكن دون فعل شىء، الهجرة من دار الكفر لدار الإسلام واجبة على كل مسلم ومسلمة، وتاركها مع القدرة آثم، ودار الكفر هى الدار التى تحكم بغير ما أنزل الله، ولو كان أهلها مسلمين، وفى الهجرة للنساء لا يشترط إذن الأهل ولا محرم فى السفر، فقط إذا استطاعت الهجرة فلتهاجر.
إسلام هذا الشاب العشرينى صار أحد أشهر مقاتلى داعش بعد أن تم تداول نشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو يعتلى حصانا ويرفع سيفا وتتدلى من جانبه بندقيته الآلية، وعلق على صورته هذه ضاحكا هذه صورة للمزاح أول أيام العيد، ثم نشر صورة له بجوار دبابة وسبقتها صور لرأس مقطوعة قال عنها: هذا رأس كلب نصيرى من كلاب بشار.
تابعت حساب إسلام على موقع تويتر لأفهم هذا التحول وساعدنى ذلك على اكتشاف نمط جديد لـ(التكفيرى الكيوت) الذى يمزح ويمارس «الألش»، وفى الوقت نفسه يروج لأفكاره بلغة الشباب، يقول: مش إحنا اللى تكفيريين، الكفار هم اللى كتير، ويصف العملية الديمقراطية قائلا: ديمقراطية وانتخابات، باختصار يعنى لو عشرة دخلوا مطعم مع بعض وستة منهم طلبوا تبن هتقعد تاكل معاهم؟ ويخاطب دعاة الاعتدال: يا دعاة التسامح مع الكفرة إذا أتى أحدهم واغتصب أختك وضرب أمك وقتل أخاك وأهان والدك لا تنس أن تسامحه!
ويسخر ممن هاجموه بعد تحوله للجهاد قائلا: الناس دى لو كنت فضلت بتاع بنات وضايع مكنش حد هيتكلم، ولكن المشكلة عندهم إنى التزمت ثم نفرت للجهاد ولم ألتجئ للإسلام الكيوت بتاعهم، الإسلام بتاع النصارى إخوتنا، الإسلام بتاع القومية والوطن والحدود، الإسلام بتاع المعازف، الإسلام بتاع الديمقراطية والدستور، فوالله وتالله لنا موعد لن نخلفه، ولو قتلت قبلها فإخوانى لكم قادمون وعلى رؤوسكم سيرتفعون وترفرف راية التوحيد فى معاقلكم، والله لئن أطال الله فى عمرى وثبتنى على هذا الدرب حتى أشهد فتح مصر ليرينّ طواغيتها المرتدون منى ما لا يتخيلونه فى أحلامهم.
إسلام يرى مثل داعش أن جماعة الإخوان المسلمين من المرتدين الذين يجب قتالهم، ويقول عن ضحايا فض رابعة: من قُتل من أجل انقلاب فليس بشهيد ونرجو أن يكون فى فسحة من دينه، فالشهيد من قتل لتكون كلمة الله هى العليا لا كلمة البشر والدستور.
السؤال الأخطر الآن ما هى الظروف التى خلقت نموذج إسلام؟ وكم شابا مصريا يحمل فكر داعش ويتمنى اللحاق بها أو تأسيس فرعها بمصر؟ هل مناخنا السياسى البائس يشجعهم على ذلك؟ هل الخطاب الإعلامى والدينى الرسمى يستطيع المواجهة؟ هل الحل أمنى؟ النقاش موصول فمصر فى خطر!