قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، إن حركة تغيير رؤساء القطاعات بوزارة الثقافة لم تنته، وإنه بعد الانتهاء من الصف الأول، سيتم تقييم الصف الثانى، مؤكدا أنه لن يحمى فسادا، وأنه تم تحويل رئيس القومى للسينما السابق إلى النيابة الإدارية.
وأضاف «عصفور» فى حواره لـ«المصرى اليوم» أنه يعلم دهاليز وزارة الثقافة جيدا، ما يساعده على اختيار أفضل المستشارين، مؤكدا أن استراتيجية تطوير الوزارة ستنتهى الشهر المقبل.
ونصح الرئيس عبدالفتاح السيسى باختيار مستشارين وطنيين، مؤكدا أن الأداء الحكومى للوزراء جيد، وأن كل الوزراء يسابقون الزمن للانتهاء من مهامهم، مشيرا إلى أن الخلاف على جوائز الدولة لن ينتهى، مطالبا أعضاء لجنة الجوائز بإغلاق باب المجاملات بـ«الضبة والمفتاح»، وإلى نص الحوار..
■ قبلت الوزارة فى وقت هام وصعب تمر به مصر.. هل شعرت بالخوف أو التردد؟
- كان لدى إحساس أن قبول الوزارة فى هذه المرحلة أمر وطنى، ومهمة وطنية لا يصح التخلى عنها، شريطة أن تكون هذه المهمة ضمن مجموعة من القواعد، أو المبادئ التى تؤسس لعلاقة سليمة بين الدولة والمثقفين، لهذا فقد اقترحت استراتيجية، أومنظومة ثقافية تمت الموافقة عليها من الرئيس، ورئيس الوزراء، لم يكن لى بعد هذا القبول إلا أن أقبل تولى المهمة، التى تحتاج إلى آليات عمل من داخل الوزارة، وآليات تفاعل مع مختلف الوزارات التى يوجد بينها تعاون مع وزارة الثقافة.
■ شهدت الوزارة فور قدومك حركة تغيير شاملة طالت أغلب رؤساء القطاعات.. هل توصف هذه الحركة بـ«التطهير أم الهيكلة»؟
- هذه التغييرات مستمرة، وهناك تغييرات فى الطريق، لأن هناك خطة لإعادة هيكلة الوزارة تقوم على أسس ممنهجة، وبالتعاون مع خبراء وزارة التخطيط، تهدف إلى أن يكون البناء الهيكلى لوزارة الثقافة بناء تفاعليا مرنا تتفاعل أجزاؤه على نحو يحقق فعالية أكبر، ولا يوجد شخص ممن اخترتهم لا تتوافر فيه الكفاءة، والنزاهة، وهو نفس المبدأ الذى جئنا نحن كوزراء عليه، مع الانحياز للشباب، حيث راعيت تلك الصفات فى القيادات التى اخترتها، ولن يتم التجديد إلا لمن يتسم عمله بالكفاءة.
■ ماذا عن الصف الثانى بالوزارة؟
- الصف الثانى بالوزارة سيتم مراجعتهم بعد الانتهاء من اختيار القيادات حتى أضمن أن يكون اختيارهم بشكل يحقق فاعلية أكبر للعمل.
■ هناك اتهامات وجهت إليك بـ«عسكرة الوزارة» بعد اختيار رئيس قطاع مكتب الوزير، من قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية؟
- لم يكن لى علاقة باختيار رئيس قطاع مكتبى، فلقد تم الإعلان عن المنصب فى عهد الوزير السابق الدكتور صابر عرب، وتم اختياره بالفعل، وعندما توليت منصب الوزير كان قد تم اختياره واحتراما للوزير السابق، والمسابقة التى تم إجراؤها، كان لا يجب أن أغير ما تم تنظيمه من قبل، وما يقال عن أننى أقوم بعمل «عسكرة للوزارة» وأننى آتى برجال الجيش للوزارة، كلام فارغ، ولا أساس له من الصحة.
■ ماذا عن أزمة اختيار رئيس لهيئة قصور الثقافة، وتقديم الدكتور عبدالناصر حسن استقالته بعد أسبوع واحد من توليه المسؤولية؟
- عبدالناصر حسن كان موجودا فى دار الكتب، وتقدم لى باستقالته مع علمه بالتغييرات التى أجريها فى القيادات، وقد قبلتها، لكننى طلبت منه أن يشغل منصب رئيس هيئة قصور الثقافة مؤقتا حتى أنتهى من اختيار شخصية مناسبة، خاصة أننى قبل أن أجىء، كان قد وقع الاختيار بالفعل على شخصين، فى عهد الدكتور صابر عرب، وتم تصعيد أحدهما وهو الدكتور مسعود شومان، الذى لا أمانع من توليه، لكن قوبل هذا الترشيح بعدد من الشكاوى من قبل العاملين، وعلى الفور طلبت من الرقابة الإدارية التحقق من الشكاوى، وتأكدنا أنها شكاوى كيدية، لهذا وجدت نفسى ميالاً إلى اختيار شومان باعتباره قيادة شابة من داخل الثقافة الجماهيرية.
■هل مازلت عند رأيك بأن الوزارة تعانى من حالة ترهل؟
- الترهل لا يكون بالسن وإنما بالخيال، فالقيادات إن لم يكن لديها رؤية وقدرة على اتخاذ القرارات، فإنها تعانى من الترهل، حيث لا رؤية ولا جرأة، ولحسن الحظ أن الذين تم تعيينهم لديهم رؤية وعندهم سرعة فى اتخاذ القرار والخيال والأدب، وهو ما سيظهر فى الفترة المقبلة للجميع.
■ قمتم خلال الفترة الماضية بعمل لقاءات مع عدد من الوزراء، لعمل بروتوكولات تعاون، كيف نضمن استمرارية هذه البروتوكولات؟
- لقد قمنا بعمل قطاع جديد، يختص بمتابعة التعاون مع باقى الوزارات، ويضمن التفاعل ما بين كل قطاعات الوزارة، وهذا المكتب سيتكون من 4 أساتذة متفرغين، مهمتهم استمرار أواصر التعاون بيننا وبين باقى الوزارات، حتى لا نتوقف عند توقيع البروتوكولات.
■ ماذا عن إعادة هيكلة الرقابة على المصنفات؟
- جميع قطاعات الوزارة سيتم إعادة هيكلتها، لأننى عندما نظرت إلى وزارة الثقافة، ومعى خبير من وزارة التخطيط، وجدتها أشبه بالعشوائيات، ونحن نعيد الهيكلة بحيث يكون بناء الإدارات بناء منطقيا والعلاقة بين هذه المكونات علاقات سلسة وسليمة بحيث تعطى فاعلية أكثر للعمل.
■ لا يستقيم الحديث عن الهيكلة والبناء دون الحديث عن محاربة الفساد؟
- لا يمكن أن أحمى فسادا، والمناطق التى وجدت فيها فسادا تم تحويل مسؤوليها إلى النيابة الإدارية والعامة فورا، وجار الآن التحقيق فى مخالفات رئيس قطاع السينما، إلى النيابة الإدارية، لمخالفات حدثت، وهناك قيادة سابقة تم تحويلها للنيابة العامة، وأنا لن أتردد فى معاقبة المخالفين، وأى شبهة فساد يتم تحويلها إلى النيابة، فأنا «ليس على رأسى بطحة.. ولن أحمى فسادا» ومن لديه أى مستندات فساد فليأت لى بها كى نتخذ الإجراءات القانونية السليمة.
■ هناك اتهام موجه لك بأنك تنتمى إلى الحزب الوطنى السابق، وأنك قمت باختيار بعض القيادات التى تتخذ موقفا معاديا لثورة يناير ومنهم المفكر البارز السيد ياسين؟
- السيد ياسين مفكر مصرى محترم، وأكبر من أن يكون منتسبا لعهد مبارك، ولم أسند إليه شيئا فقد تقدم إليه بمشروع بحثى عن تطوير قطاع مهم من قطاعات الثقافة وأنا وافقت على هذا البحث، فتم تأويل موافقتى على البحث بأنه تم تعيينه ليقوم بعمل استراتيجية تطوير وزارة الثقافة، وهذا سوء فهم، أما الاستراتيجية الفعلية التى نعمل على أساسها فتتم من خلال الحوار المستمر بينى وبين غيرى من الوزراء، وبين قطاعات الوزارة وعلى رأسها المجلس الأعلى للثقافة، وخاصة لجنة الشباب، فالاستراتيجية فى حالة تشكل، وسيتم الانتهاء منها تماما الشهر المقبل.
■ كيف يمكن أن نشعر بجهود وزارة الثقافة فى الشارع المصرى؟
- هنا يأتى دور القيادات غير المترهلة، فهيئة قصور الثقافة مثلا، لديها قصور وبيوت ثقافة فى كل مدن مصر، ابتداء من حلايب وشلاتين، والتى سيفتتحها رئيس الوزراء خلال الفترة المقبلة، حتى مطروح، لابد أن يقدم المسؤول عن هيئة قصور الثقافة، تقارير شهرية عما يفعله، ولابد أن يقدم رئيس المركز القومى للترجمة عن كل ما ينتجه من جديد، وغيرهم من المسؤولين، حتى يحدث توازن بين ما نقدمه من كلمة، ونغمة ولحن، مع علاقات ثقافية خارجية متوازنة، لأننى لا أقدم خدمة ثقافية داخلية وإنما رسالة عالمية، ونحن الآن نتوجه نحو إفريقيا، حيث اجتمعنا مع 33 سفيرا إفريقيا، لأن إفريقيا لها الأولوية، على خلاف الماضى.
■ ماذا عن الأزمة الأخيرة بين وزارة الثقافة والأزهر؟
- لا يوجد صراع وإنما خلاف فى الرأى، فوكيل الأزهر رأى أن ما كتبته عن الأزهر حاد، فكتب مقالا يرد فيه بصورة حادة، فكتبت مقالا آخر للرد عليه وانتهى الموضوع عند هذا الحد، وعلاقتى بشيخ الأزهر علاقة طيبة.
■ قصور الثقافة هى خط الدفاع الأول لوزارة الثقافة، قلت ذلك فى تصريح لك.. هل مازلت عند هذا الرأى؟
- لقد أعلنت هذا الرأى خلال فترة وزارتى الأولى التى استمرت 9 أيام فقط، ومازلت عند هذا الرأى، وزارة الثقافة مثل الجيش، المقدمة القتالية هى قصور الثقافة، لأننى لدى أكثر من 500 قصر ثقافة، كل منها يشبه عمود إنارة، لو أضاءت كل تلك الأعمدة، لأنارت مصر كلها فكريا وثقافيا.
■ هذا يعنى أن تلك القصور لم تكن تعمل؟
- نعم، لهذا لابد من مراجعة كل القصور المعطلة، التى لم ينته إنشاؤها، وأن يكون هناك حساب شهرى، حتى نضمن الحراك الثقافى بها.
■ الثقافة تنتج آلاف المسرحيات والعروض الفنية سنويا، فى كل قطاعات الوزارة، لكن لا يتم تسجيلها، ولا يوجد ذاكرة تخزينية لما يتم إنتاجه؟
- نعم للأسف، فنحن لدينا تقصير، لكن أعدك، أنه خلال الفترة المقبلة، سيتم تسجيل كل عمل فنى سواء مسرحية أو عرض فنى، وسيتم عرضه على شاشة التليفزيون المصرى، فى إطار التعاون ما بين وزارة الثقافة وباقى الوزارات، فأنا لا أستطيع العمل وحدى، دون التعاون مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والشباب والإعلام والأوقاف، وللحق فإن أكثر وزارة نشطة فى التعامل معنا هى وزارة الشباب.
■ مكتبة الأسرة مشروع هام لكن هناك من يرى أن إحياء المشروع هو إحياء لمشروع سوزان مبارك للكتاب؟
- المحبطون ممن يروجون لهذا الكلام، يروجون لتفكير ساذج، لأننا عندما واجهتنا أزمة طابا كان العالم الدكتور وحيد رأفت، من الشخصيات المؤثرة، على الرغم من أنه كان موجودا أيام الملك، ولم يجد نظام مبارك غضاضة فى الاستعانة به، هناك خبرات تتجاوز الشخصيات، فلا يصح أن يتم استبعاد شخصية عملت فى عهد مبارك أو السادات بل يجب أن ننظر إلى ماذا قدم لمصر فى أى زمن.
■ كيف نتخلص من مجاملات النشر فى قطاعات وزارة الثقافة؟
- هناك لجنة برئاسة الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، مسؤولة عن مراجعة خطة النشر فى كل قطاعات الوزارة، وهى على أعلى مستوى تضم كل الخبرات، من الأجيال المختلفة، لبحث كل ما يتم نشره وليس هناك ذرة مجاملة لأحد، وعلى من يرى أن هناك كتابا تم نشره دون المستوى أن ينبهنى.
■ الثقافة حق للجميع، كما نص الدستور، لكن لم يتم النص على ميزانية لها؟
- ميزانية وزارة الثقافة ضعيفة جدا، مقارنة بما نتمنى أن نقدمه من خدمات، لكن أعتقد أنه يمكن حل أزمتها بأى سبيل من السبل، لأن بلدنا الآن يمر بأزمة اقتصادية صعبة، والشطارة ألا نتعلل بالضائقة المالية، وإنما رغم الأزمة علينا أن نعمل، ومع الميزانية الضعيفة علينا أن نبحث عن طرق بديلة، مثل التعاون مع باقى الوزارات، ومشاركتها فى ميزانية مشروعاتها، خاصة فى هذه المرحلة.
■ استحداث وزارات جديدة مثل التطوير العشوائى، وإضافة التراث إلى الآثار لتصبح «الآثار والتراث»، هل تتعارض مع مهام وزارة الثقافة؟
- وزارة الآثار ليس من مهامها «التراث» فهو اختصاص أصيل لوزارة الثقافة، وأنا أرى أن فصل الثقافة عن التراث خطأ فادح لأنه لا يمكن فصل الآثار عن الثقافة، لأننا عندما نتحدث عن الثقافة فإننا نتحدث عن تراث معنوى «فنون شعبية وفنون»، وتراث مادى، هذا التراث المادى هو الآثار.
■ الثقافة هى مفتاح الشعوب، كيف يمكننا إعادة إحياء دور الثقافة فى دول إفريقيا، وماهو دور وزارة الثقافة فى الفترة المقبلة؟
- أى علاقة بين الشعوب تبدأ وتستمر وتقوى بالتواصل الثقافى فهو القوة الناعمة، وهذه القوة هى التى تجعلك تدخل قلوب وعقول تلك الشعوب بطريقة غير مباشرة، وتبقى فيها، فقد غزت أمريكا العالم عن طريق أفلام هوليوود، كما فعلت المسلسلات التركية، وما فعلته المسلسلات المصرية فى العالم العربى عندما كانت على قدر من الجودة، وكانت مسلسلات الراحل أسامة أنور عكاشة ينتظرها سكان العالم العربى لكى يروها.
■متى تعود السينما المصرية إلى جودتها؟ وصدارتها فى الدول العربية؟
- السينما تعانى بسبب مسألة اقتصادية معقدة، مسؤول عنها نسبيًا كبار المنتجين، فأصبحت تكلفة الفيلم عالية جدًا بسبب ارتفاع أسعار النجوم، خاصة أن المتخصصين يؤكدون أن الفيلم الجيد تتراوح تكلفته من 2 مليون إلى 5 ملايين جنيه دون الاستعانة بالنجوم الكبار.
■ هل يمكن لوزارة الثقافة أن تنتج أفلاما تسوق للسياحة والاثار المصرية مستغلة الممثلين المعينين فى قطاعات الدولة؟
- لا هذه ليست مهمة وزارة الثقافة، ولكن يمكن التعاون ما بين المركز القومى للسينما ووزارة الاثار.
خاصة مع عودة أصول السينما للوزارة، وإنشاء قطاعين جديدين بالوزارة، أحدهما يختص بالمسرح وآخر للسينما، وهناك تفكير لعمل قطاع ثالث للحرف الشعبية والتراث غير المادى.
■ هل تعلم أن الفيلم الأجنبى الوحيد الذى تم تصوير بعض مشاهده فى مصر «الخروج» من المتوقع عدم عرضه فى مصر، لأنه يتناول قصة خروج سيدنا موسى من مصر؟
- منع الأزهر عرض عدد من الأفلام، واحدة من المشاكل التى لاتزال موجودة، لكننى أتوقع أن تحل هذه المشكلة بالحوار مع الأزهر، فنحن لا نريد أن نناطح الأزهر، وإنما نحاورهم بوجهة نظرنا القائمة على المرونة، وحرية الثقافة، لأن الديمقراطية السياسية تعنى حرية الثقافة، والحرية الثقافية تعنى حرية إبداعية، والحرية الابداعية لا يمكن أن تزدهر بهذه المفاهيم الضيقة المتأصلة التى يلجأ إليها بعض الشيوخ أحيانا.
■ لقد اعتذرت عن عدم ترشحك لجائزة النيل التشجيعية، خلال العام الماضى، وهذه خطوة شجاعة..
- لم تكن شجاعة وإنما هى خطوة طبيعية، فلا يصح لرئيس المجلس، أن يقبل جائزة، لأننى لو قبلت لكانت «فضيحة»، ولا يجوز أن أقبل بالجائزة خوفا من المجاملة فهناك تشكيك سنوى فى الحاصلين على جوائز الدولة.
■ متى نتخلص من هذا التشكيك؟ وكيف فسرت استقالة الأمين السابق للأعلى للثقافة أثناء إعلان جوائز المجلس؟
- باب مفتوح للمجاملات ونحن مسؤولون عنه جميعنا، لأننا نجد حيلا عجيبة، بأن يتصل أحد المرشحين بكل أعضاء لجنة الجوائز ليؤكد لهم أنه سيخسر لكنه يريد أن يخسر بصورة جيدة، لنفاجأ بفوزه، وأطالب كل أعضاء المجلس الأعلى للثقافة بإغلاق باب المجاملات «بالضبة والمفتاح»، أما تقديم استقالة الدكتور سعيد توفيق أثناء إعلان جوائز الدولة، فهو تصرف غير لائق، لكنه لم يؤثر على الأمور، ومر كأنه ولا شىء، فللأسف ما كنت أتمنى له أن يكون فى هذا الموقف.
■ تقييمك لتجربة الـ 9 أيام داخل الوزارة؟وما هى أوجه استفادتك من هذه التجربة؟
- احتفظت باستقامتى الداخلية، وهو الأهم، لأننى لم أفعل شيئا رغما عنى، واحتفظت بمبادئى، وقد ندمت لأننى أسأت تقدير الأمور، وأخطأت، حيث تخيلت أنها حكومة إصلاحية ولو كنت أمتلك بصيرة نافذة كنت قد علمت أنه لا يوجد إصلاح فيها، لان الأمور وصلت إلى حارة سد، وكان يجب أن أرفض، فقد أخطأت بالموافقة على المنصب.
■ من خلال كونك أستاذا للنقد الأدبى، هل تجد عملا أدبيا يصور الوضع السياسى الذى عاشته مصر ابتداء من ثورة يناير وحتى الآن؟
- إلى الآن لا يوجد اى عمل أدبى يصف تلك المرحلة السياسية الهامة التى عشناها منذ أحداث 25 يناير حتى الآن، فقد مررنا بمرحلة تحولات سريعة متعاقبة، اختلطت فيها أشياء كثيرة، رغم وجود بعض الاعمال، مثل رواية عمار على حسن الأخيرة.
■ ما هى النصيحة التى توجهها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- هى نفس النصيحة التى وجهها له المستشار عدلى منصور، البعد عن مستشارى السوء، والبحث عن المستشارين المخلصين والوطنيين 100%.
■ هل تلتزم أنت بهذه النصيحة؟
- طبعا، خاصة أن علاقتى بوزارة الثقافة علاقة وثيقة، فقد عملت أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة 14 عاما، ومديرا للمركز القومى للترجمة، وأعرف دهاليز الوزارة وكواليسها معرفة كبيرة، وهو ما يساعدنى على العمل.
■ ما تقييمك للأداء الحكومى خلال الفترة الماضية؟
- من خلال اجتماعات مجلس الوزراء، فأنا أرى أن أغلب الوزراء الجدد من الشباب على التحديد يعملون عملا جيدا والجميع يشتغل بهمة ونشاط وكأنه يسابق الزمن لأننا نعمل فى ظل تحدٍ، نحن نعرف أن الوزارة محدودة وقبلنا التحدى أن ننجز ما طلب منا لوضع أساس جديد خلال أشهر محدودة، وهذا أمر لا يحتاج إلى تراخ أو مجاملة، ولا بد من تنفيذ ما طلب منا فى أسرع وقت وبأقصى درجات الحزم.