x

جيهان فوزي «هولوكوست غزة».. هل يتحول إلى طوق نجاة؟! جيهان فوزي السبت 02-08-2014 20:04


آه يا وجعى عليك يا غزة.. تقفى شامخة شامقة رغم المحن التى تعصف بوجودك، طابور الشامتين يتزايدون يتفذلكون فى إدانتك والدعس عليك بالأقدام، وأهلك يودعون شهداءهم بالجملة، لم يبق فيك سوى نعوش مرفوعة إلى عنان السماء، وجثث تفترش شوارعك المعتمة بظلام الألم والغبن الذى يطاردك أينما حللت، هل يحتمل القلب المزيد من المجازر من مشاهد الدم والقتل والحرق والتدمير؟ إلى متى يمكن أن تحتملى هذا التخاذل الفاضح المريب؟ إلى متى يمكنك الصمت وأنت شاهدة عيان على من شاركوا فى قتلك عربا ومسلمين؟ .. يدهشنى صمودك وأنت تزفين شهداءك صلبة صامدة عتية لم يهزك قصف الطائرات أو دوى القنابل أو دك الصواريخ التى شوهت معالمك وجثت على تاريخك أملا فى تغييره.

يسخر أحد جنود القناصة الصهاينة على حسابه الخاص على موقع تويتر مستمتعا متباهيا بقتل أطفال غزة قائلا: «قتلت اليوم 13 طفلا فلسطينيا، والدور عليك أيها المسلم الأخرق».

إذا هو اعتراف صريح بالقتل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد للأطفال الفلسطينيين دون أن يرف له جفن، أطفال غزة يذبحون من الوريد إلى الوريد ولايزال المطبلين للأنظمة يتعامون عن الحقيقة ويدسون رؤوسهم فى الرمال، همهم الوحيد صب الجحيم على حركة حماس المتسبب فى مجازر غزة (مثل الكاتبة التى تطالب بترحيل الفلسطينيين من مصر ومصادرة أموالهم ومحاكمة المتعاطفين معهم بتهمة الخيانة العظمى!!، ونحن بدورنا نطالب بالكشف الطبى على قواها العقلية التى أنهكتها مشاعر الغل وشهوة الانتقام ولا ندرى لذلك سببا)، دون مس حقيقة الدمار والإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى على يد جنود الاحتلال ليل نهار وممارسة نظرية الأرض المحروقة على أهلها، يتصيدون سكان غزة بتلذذ سادى وليس أدل على ذلك من اعتراف أحد قناصى جيش الاحتلال المذكور، لم يهتم الإعلام العربى فى مجمله بفضح ما تقترفه إسرائيل من محرقة، بإبراز المشاهد المفجعة التى تفضحها أمام الرأى العام العالمى من أقصاه إلى أدناه، الصورة لها مفعول السحر والإعلام بجميع تنويعاته لا يهتم بنقلها كما هى دون تجميل أو مزايدة، ربما يكون صداها على المجتمع الدولى بحجم المأساة التى يتعرض لها الغزيين ليتحققوا مما تخفيه إسرائيل عن العالم من مذابح «هولوكوست» فى حق الفلسطينيين.

إسرائيل بمطالبة من شعبها يجب أن تخرج «بفوز واضح» عكس ما حصل خلال حرب يوليو 2007 ضد حزب الله فى لبنان، لذا فى كل مرة تفقد فيها أحد جنودها تزداد إصرارا على مواصلة خطة التدمير والإمعان فى القتل، وعندما فقدت 13 جنديا من لواء جولانى فى حى الشجاعية المشهود له بالكفاءة والحرفية العالية والأرفع فى قوات جيشها، ازدادت حدة الأصوات المطالبة بالانتقام وازداد معها إصرار قيادتها على مواصلة التدمير والقتل صامة أذنيها عن مطالبات المجتمع الدولى بوقف إطلاق النار، محمية بالتأييد الأمريكى والتخاذل العربى، فلا مجال هنا للبحث فى مبادرات لوقف إطلاق النار، ولا هدنة يلتقط فيها الشعب الفلسطينى فى غزة الأنفاس, ففى كل هدنة يتم التوصل إليها تسارع إسرائيل إلى خرقها بحجج مسبقة وجاهزة تتذرع بها أمام المجتمع الدولى، لأنها تريد تهدئة وفق رؤاها هى، تهدئة تخرجها من مأزقها العسكرى والسياسى والاقتصادى دون شروط ودون تلبية المطالب الفلسطينية، تريد إسرائيل الخروج من الحرب دون أن تدفع أى ثمن، وفى المقابل المقاومة الفلسطينية لم تفقد وهجها على الأقل حتى الآن، وهى لا تريد الخروج بتهدئة مجانية بلا ثمن سيحاسبها سكان غزة أيضا عليها بعد كل هذا الدمار والتخريب والقتل.

الفلسطينيون من حقهم أن يرفع عنهم الحصار الذى امتد لثمانى سنوات، من حقهم أن يكون لهم مطار وميناء ويمارسون الصيد فى بحرهم لمسافة 12 ميلا كما جاء فى الاتفاقيات السابقة، من حقهم فتح المعابر والسفر والتنقل بحرية، من حقهم خروج أسراهم ومعتقليهم من سجون الاحتلال .. هم لا يطلبون الكثير، اختنقوا ولم يعد باستطاعتهم تحمل المزيد، فلكل بداية نهاية والنهاية بدأت بمشهد الحرب الثالثة التى ستتطور إلى انتفاضة ثالثة كانت بشائرها واضحة قبل هذه الحرب بكثير، لكنها كانت فى انتظار شرارة البدء ليس فى غزة فقط بل فى الضفة الغربية التى أعيد احتلالها وتفتت أوصالها وباتت عبارة عن كنتونات محاصرة، وعرب 48 أو عرب إسرائيل هم أيضا يعانون الشيفونية الإسرائيلية والاضطهاد العرقى، ولم يعد هناك طاقة للاحتمال، كل العوامل تنفجر الآن فى وجه إسرائيل الباحثة عن مخرج رغم المكابرة لأن مأزقها كبير وخسائرها فادحة، خصوصا بعد الاجتياح البرى الذى نفذته ويستنزف منها معظم قوات جيشها، فقد حشدت على حدود غزة من شرقها إلى غربها حتى الآن اكثر من 86 ألف جندى، ورصيدها فى الذخائر شارف على النفاذ وهى تستعين الآن بمخزون محلى للأسلحة الأمريكية وضع فى إسرائيل لتستخدمه الولايات المتحدة فى حالة الطوارئ, وهذا يدلل على حجم الذخيرة التى استخدمت فى دك غزة ليل نهار وبشكل متواصل، تفعل إسرائيل ذلك لأنها عجزت عن كسب المعركة أو تحقيق أهدافها حتى الآن، لم تستطع حليفتها أمريكا فى الوصول إلى تهدئة تلبى شروطها، وهى مطالبة أمام شعبها بكشف حساب قاس عن الحرب التى أفقدتها حتى الآن ما يقارب 60 جنديا فضلا عن ثلاثة مدنيين، فإلام ستنتهى الحرب إذا؟؟

هل ستتوصل فى الأيام القادمة إلى مبادرة ترضى غرورها بمساعدة أمريكية؟ أم ستدخل فى تهدئة من طرف واحد يعطيها الحق فى خرقها فى الوقت الذى تشاء؟؟ أم يتحقق شىء من التوازن بين طرفى المعادلة ويتحقق للفلسطينيين بعض مطالبهم العادلة التى لا غنى ولا تنازل عنها؟؟ الأيام القادمة كفيلة بالرد على كل هذه التساؤلات!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية