شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات جوية مكثفة وقصفا مدفعيا عشوائيا على مختلف أنحاء قطاع غزة، خاصة على مدينة رفح التى تسعى لعزلها بحثا عن الجندى المفقود، هدار جولدين، على الرغم من إعلان كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، أنها لا تملك معلومات عنه، وأنه قد يكون قتل فى عملية رفح الجمعة ، وحولت إسرائيل رفح إلى حمام دم، وسقط فيها أكثر من 150 شهيدا ومئات الجرحى منذ انهيار الهدنة الإنسانية الجمعة ، واستهدف الاحتلال عشرات الأهداف المدنية والمساجد وجامعة غزة الإسلامية، وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلى إلى أكثر من 1660 شهيدا ونحو 9 آلاف جريح، فى ظل ما يعانيه القطاع من نقص حاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة تدمير غالبية المستشفيات والمراكز الطبية.
وتواصل حمام الدم والمجازر الجماعية الإسرائيلية بحق الأسر والعائلات نتيجة القصف العشوائى الذى طال عشرات الأهداف المدنية والعمارات السكنية والمنازل فى القطاع، بعد إعلان جيش الاحتلال إنهاء الهدنة الجمعة ، من جانب واحد، ليبرر مجازره بحق المدنيين.
سقط بعد انهيار الهدنة أكثر من 170 شهيدا، ونحو 350 جريحا، ودمرت عشرات المنازل، وكان لمدينة رفح فى جنوب قطاع غزة النصيب الأكبر من الغارات والقصف الإسرائيلى العشوائى الذى حولها إلى جحيم، مع سقوط أكثر من 150 شهيدا، تحولت جثث العديد منهم إلى أشلاء تحت الأنقاض وفى أنحاء المدينة، إضافة إلى أكثر من 250 جريحا، وهروب آلاف المواطنين من القصف بحثا عن ملاذ آمن.
وقال التليفزيون الإسرائيلى إن الجيش يسعى إلى عزل محافظة رفح خلال بحثه عن الجندى المفقود بعد أن وجهت قوات الاحتلال رسائل لسكان رفح بعدم مغادرة منازلهم لأى سبب وإلا سيكونون عرضة للقصف المتواصل. وقال مصدر عسكرى إسرائيل إن الجيش على وشك الانتهاء من تدمير الأنفاق الهجومية، موضحا أن الحكومة لاتزال تحاول فهم حقيقة ما حصل فى رفح، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل جنديين وأسر ثالث وإصابة آخرين، ملمحا إلى احتمال مقتل الجندى «هدار»، مشيرا إلى أن الجيش لم يرجح بعد أىٍ من فرضيتى مقتله أو كونه لايزال على قيد الحياة.
وقال المصدر إن العمليات تتواصل فى رفح، وتشمل تمشيطا وإطلاق النار، مشيرا إلى الحديث عن منطقة واسعة تتركز فيها عمليات الجيش، وقال إنه تم تدمير 4 أنفاق، وتم قصف 200 هدف فى القطاع السبت . وقال المصدر العسكرى إنه لا توجد أى قيود مفروضة على الجيش الإسرائيلى، وبالتالى فإنه يهاجم فى كل فرصة.
وكتب رئيس الأركان الإسرائيلى السابق، شاؤول موفاز على صفحته على «فيس بوك» شعرا بالعبرية قال فيه: «سنذهب لمحاربة أعدائنا وسنقطع رؤوس من أخذ الجندى»، فيما هدد قادة بالمجلس الوزارى المصغر «الكابينت» باغتيال قادة حماس السياسيين.
وفى المقابل، أكدت كتائب القسام، فجر السبت، عدم امتلاكها أى معلومات عن الجندى الإسرائيلى المفقود، وقالت فى بيان «إننا فى كتائب القسام لا علم لنا حتى اللحظة بموضوع الجندى المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه». وأضافت: «فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التى تواجدت فى هذا الكمين، ونرجح أن جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا فى القصف الصهيونى بمن فيهم الجندى الذى يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندى أثناء الاشتباك».
وقال مسؤول بالخارجية الأمريكية، إن وزير الخارجية، جون كيرى، طلب من قطر وتركيا التوسط لإطلاق سراح الجندى المفقود. وردت تركيا، على لسان وزير خارجيتها، أحمد داوود أوجلو، بأنها ستفعل ما بوسعها للمساعدة، لكنها أكدت أن الهدنة يجب أن تكون أولوية، وعبرت عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين. وقال أوجلو: «إذا توقف إطلاق النار لأن جنديا إسرائيليا خطف فلابد من محاسبة أحد على 70 فلسطينيا استشهدوا.. نرى أن الناس جميعا سواسية».
وفى الوقت نفسه، قالت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وبخ فى اتصال هاتفى السفير الأمريكى لدى إسرائيل، دان شابيرو، وأعرب عن غضبه من التصريحات الأمريكية المتشككة فى أن حماس مسؤولة عن خطف الجندى. وقالت الوكالة وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة على المكالمة، إن نتنياهو قال للسفير الأمريكى: «إياكم فى أى وقت وفى أى زمن من هنا حتى تقوم الساعة أن تشككوا بى وبما أقوله، ويجب عليكم الثقة بى والاعتماد علىّ فى طريقة معالجة حماس ومواجهتها». وأضاف «نتنياهو»: «أتوقع الآن من الإدارة الأمريكية ودول أخرى أن تدعم بشكل مطلق ودون تحفظ العملية الإسرائيلية فى غزة».
واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاى أردعى، باستهداف 5 مساجد، بحجة أنها استخدمت كمخازن للسلاح، وذكر الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، أشرف القدرة، أن حصيلة العدوان السبت تخطت الـ60 شهيدا وأكثر من 100 جريح، بسبب القصف العشوائى لمنازل المواطنين والمنشآت والمساجد فى غزة ورفح وخان يونس وجباليا.
وفى دفعة لإسرائيل، اعتمد مجلس النواب الأمريكى، بأغلبية أعضائه 225 مليون دولار تمويلا عاجلا لمنظومة القبة الحديدية، وأحيل الإجراء إلى الرئيس الأمريكى للتوقيع عليه حتى يصبح قانونا.