علمت «المصرى اليوم» أن الاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية والمسؤولين المصريين استمرت الخميس، لليوم الثالث على التوالى، رغم رفض المبعوث الإسرائيلى الذى غادر القاهرة، الأربعاء، الاقتراحات التى أدخلتها الفصائل على المبادرة المصرية.
وأوضحت مصادر مطلعة أن المسؤولين المصريين رفضوا حضور رئيس المكتب السياسى لحركة حماس للقاهرة للمشاركة فى المفاوضات، وفضلت التعامل مع نائبه الدكتور موسى أبومرزوق.
وقال القيادى فى حركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، أن التعديلات التى أدخلت على المبادرة تم الاتفاق عليها مع جميع الفصائل الفلسطينية، وتم اطلاع رئيس المكتب السياسى لحماس، خالد مشعل، عليها أثناء وجود الرئيس محمود عباس «أبومازن» فى الدوحة الأسبوع الماضى.
وأضاف الرقب: «إن زيادة النخالة حضر المفاوضات ممثلاً عن حركة الجهاد، وموسى أبومرزوق والدكتور عزت الرشق ممثلين عن حركة حماس، بسبب وجودهما فى القاهرة وصعوبة تنقل أعضاء آخرين من غزة بسبب الوضع الأمنى، وأن تعديلات المبادرة كان من المفروض أن يعلن عنها أمس بشكل رسمى، لكن تم تأجيلها بسبب رفض المبعوث الإسرائيلى التعديلات التى أدخلتها الفصائل على المبادرة، بعد الذى دعته مصر للاطلاع عليها، بسبب إصرار إسرائيل على نوع سلاح المقاومة وهدم الأنفاق، وهو الأمر الذى ترفضه حماس تماماً».
فيما قال قيادى بحماس إنه تم الاتفاق على إضافة بند وقف الاستيطان، بالإضافة إلى الطلبات الأخرى التى قدمتها الفصائل لتعديل المبادرة.
وأوضح القيادى أن الفصائل بصدد إعداد ملف بالجرائم التى ارتكبتها إسرائيل فى غزة لتقديمه إلى محكمة العدل الدولية «حتى أننا طلبنا مهلة 72 ساعة لإجلاء الجرحى وإجراء المفاوضات، لكن إسرائيل رفضتها».
وواصل: «أسماء أعضاء الوفود الموجودة فى القاهرة سرية للغاية، ولن يتم الإعلان سوى عن أسماء رؤساء الوفود».
وشكك القيادى بـ«حماس» فى قبول إسرائيل لمقترحات الفصائل، رغم الخسائر الاقتصادية الجسيمة التى ألحقتها بها المقاومة الفلسطينية.
وانتقد المصدر تصريحات رئيس وزراء تركيا، أحمد داوود أوغلو، والتى قال فيها إن حركة حماس كلفت تركيا التفاوض باسمها، وقال: «لا أحد يفاوض باسمنا ومن يريد تقديم المساعدة فأهلاً به، لكن لا بديل عن الدور المصرى».
كان مبعوث إسرائيلى قد غادر القاهرة، مساء الأربعاء، عائداً إلى بلاده بعد زيارة قصيرة لمصر استغرقت عدة ساعات التقى خلالها مسؤولين أمنيين مصريين، لبحث التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين.
كانت مصادر مطلعة بمطار القاهرة صرحت، لدى وصول المبعوث قبل ساعات، بأن المبعوث يرافقه اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين، حيث توجه من المطار للقاء مسؤولين أمنيين من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل، على ضوء المبادرة التى أطلقتها مصر الشهر الجارى، وتتفق التهدئة مع نظيرتها عام 2012 من أجل وقف نزيف الدماء فى قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن زيارة الوفد الإسرائيلى لمصر تأتى فى إطار الدور القومى الذى تلعبه مصر لحماية أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة فى حرب لا تتساوى فيها كفتا النزاع، وقبل استقبال وفد الفصائل الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة فى أقرب وقت ممكن بما يحفظ دماء الشعب الفلسطينى.