وصلت إلى القاهرة، مساء الخميس، أولى رحلات «مصر للطيران»، لنقل العاملين المصريين في ليبيا، وعليها ٣١٩ راكبًا مصريًا، بسبب تردي الأوضاع الأمنية هناك في ظل القتال بين الفصائل الليبية المتناحرة.
وقد عادت الطائرة وهي من طراز «بوينج 737»، وتسع 319 راكبًا، من مطار جربة التونسي لغلق مطار طرابلس.
ووجه المصريون العائدون نداء إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلين: «ربنا يقدرك يا سيسي وتجيب أولاد مصر العالقين بين الحدود الليبية التونسية بعد خروجهم من منفذ رأس جدير الليبي ولا يستطيعون دخول تونس، مؤكدين أن عددهم يقترب من 10 آلاف بخلاف الذين لم يستطيعوا الخروج من ليبيا».
وهتف عدد من المصريين وهم يتسلمون متعلقاتهم قائلين: «الحقوا المصريين في ليبيا ليس لديهم أموال لدفعها لليبيين لنقلهم إلى الحدود التونسية».
كما اشتكى المصريون من سوء المعاملة من قبل الليبيين، قائلين: إن «كل مصري دفع 70 دينارا ليبيا للخروج من رأس جدير، و30 دينارا مقابل دخول جربا، ولم يتبق لديهم أي أموال للعودة إلى محافظاتهم، وأغلبهم من الصعيد، وإنهم سيتصلون بأهلهم للمجيء إلى القاهرة لنقلهم إلى منازلهم».
وانتقد المصريون العائدون البعثة الدبلوماسية المصرية في تونس التي لم تهتم بهم، وقال أحد العائدين، إنهم كانوا 60 مصريا منذ 5 أيام، ولم يتم تسفيرهم حتى زاد العدد إلى أكثر من 5 آلاف، عندها فكروا في تنظيم رحلات للعودة، وأكدوا أن عدد المصريين في ازدياد، ولابد من تنظيم أكثر من رحلتين يوميا، لسرعة عودة المصريين الذين لا يملكون أموالا لدخول تونس.
وأشاد المصريون العائدون بمعاملة السلطات التونسية لهم بعد دخولهم إلى الأراضى التونسية، قائلين إنهم «أمدوهم بالماء والبسكويت طوال مدة إقامتهم على الحدود بين البلدين».
واشتكى المصريون من قيام المسؤولين المصريين من أخذ بصماتهم على تذاكر السفر، وأخذ عناوينهم لمطالبتهم بثمنها في منازلهم، قائلين: «كيف سندفع الثمن، ونحن لا نملك 10 جنيهات للعودة إلى محافظتنا»، وانفجر أحد الركاب قائلا: «أيام المشير طنطاوي تحملت مصر تكلفة عودتنا، واليوم يطالبوننا بدفع ثمن تذكرة الهروب من الموت».
وفي نهاية تصريحاتهم، كرر المصريون العائدون من الجحيم الليبي نداءهم إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ووزير الطيران، بسرعة عودة المصريين المحاصرين داخل ليبيا لانعدام الأمن، وكذلك المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية منذ 5 أيام في انتظار طائرة تعيدهم إلى مصر.