حصلت «المصري اليوم» على تفاصيل التحقيقات الكاملة لنيابة الصف، بإشراف المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، في حادثة انفجار قنبلتين كان يتم نقلهما داخل سيارة ربع نقل بقرية الشرفا بالصف، ما أدى لمصرع 3 إرهابيين كانوا يستقلونها، حيث كانوا يعتزمون استهداف مركز شرطة ومجلس مدينة الصف.
وطلبت المخابرات والأمن العام من النيابة صورة من التحقيقات، وأفادت النيابة تلك الأجهزة بمعلومات أولية حول الحادث، وما أدلى به أهالى الإرهابيين، الذين يرجح انتمائهم إلى جماعة الإخوان من أقوال، فضلاً عن أقوال شاهد العيان الوحيد من القرية، وحصلت الأجهزة على معلومات دقيقة بشأن معاينة النيابة لمسرح الأحداث.
وأكد مصدر قضائى رفيع المستوى، لـ«المصرى اليوم»، أن المخابرات تجمع تلك المعلومات، خاصة بعد العثور على أعلام لتنظيم القاعدة بمنزل كان يستأجره الإرهابيون القتلى منذ قرابة شهرين، وأمرت النيابة بالتحفظ عليه، ووضعه تحت حراسة مشددة، وكذلك إرسال المواد الكيمائية التي تم العُثور عليها داخل المنزل إلى المعمل الجنائى لفحصها وبيان استخدامها.
وأوضحت التحقيقات التي أجراها محمد جمال، وكيل النائب العام، أن الإرهابيين القتلى هم: إسلام سيد قرنى، 23 سنة، طالب بكلية هندسة حلوان، وتوبة راتب منصور محمد، 34 سنة، نقاش، وتامر ضاحى أحمد، 27 سنة، سائق، وأنهم يقطنون قريتى الإخصاص وكفر طرخان، وتبين من خلال التحقيقات أن الإرهابى الأخير كان يقود السيارة المنفجرة، لكن أسرته أكدت أمام النيابة أنها لا تخصه وسيارته الخاصة موجودة أمام منزلهم منذ قرابة الشهر ولم يستعملها.
وأكدت التحقيقات أن الإرهابى «تامر»، السائق، تم العثور، خلال معاينة النيابة لمسرح الأحداث، على نصف جسده الأعلى فقط، وكانت ملامح وجهه واضحة ما مكن أهله من التعرف عليه، أما «توبة» فتم العثور على رأسه فقط، ما مكن أسرته أيضاً من التعرف عليه، لكن طالب الهندسة لم يتم العثور على جثته أو أجزاء من جسده، وأمرت النيابة بدفن الجثمانين وطلبت من مصلحة الطب الشرعى إجراء تحليل البصمة الوراثية لأسرة طالب الهندسة، وإعداد تقرير مفصل حول سبب وفاتهم وإرساله إلى النيابة.
واستدعت النيابة أسر القتلى لسماع أقوالهم حول الواقعة، حيث أكدوا أن أبناءهم مجنى عليهم، وادعوا أن السيارة تم تفخيخها من قبل أناس ربما معادين لأبنائهم، ولا يستبعدون أن يكونوا من الشرطة، ولفتوا إلى أن «توبة» و«تامر» كانا متزوجين ومقبلين على الحياة، بالإضافة إلى أن «إسلام»، طالب الهندسة، كان يصل رحمه، ولا يمكنه تدبير وتخطيط أي أعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة.
وواصل الأهالى الإدلاء بأقوالهم لقرابة 5 ساعات متواصلة، وأشاروا خلالها إلى أن بعض سكان منطقة الشرفا أخطروا أسرة السائق والنقاش بأنهم رأوا أبناءهم الساعة 8 صباحاً، بينما الانفجار وقع 3 فجراً، لكن النيابة أكدت لهم أن هذه المعلومة محل شك، لأن فريق النيابة العامة تمكن من معاينة موقع الانفجار في تمام الساعة 6 صباحاً، وطلبت النيابة من رجال المباحث العامة بمديرية أمن الجيزة التشديد على دقة تلك المعلومة، وتحديد موعد الانفجار ومصرع الإرهابيين الثلاثة.
وعلمت «المصرى اليوم» أن أجهزة المخابرات العامة والأمن العام، خلال مباشرة النيابة التحقيقات في الحادث الذي هز منطقة الشرفا، طلبت الاطلاع على حركة سير التحقيقات بدقة شديدة، وبالمثل كانت تلك الأجهزة على اتصال دائم برجال المباحث بمديرية أمن الجيزة، وطلبت إفادتها بما عثروا عليه بداخل منزل الإرهابيين المستأجر بالصف.
وأكدت النيابة لرجال المخابرات أن انفجار سيارة الإرهابيين كان شديد القوة، وأنه وقع إثر انفجار قنبلتين وليس مجرد عبوات بدائية الصنع، حتى أن بعض أفراد الأمن والحراسات بمحكمة الصف الجزئية التي تبعد 15 كيلومتراً عن موقع الانفجار سمعوا دوياً هائلاً، وتسبب الانفجار في تطاير أشلاء الإرهابيين على مسافة 60 متراً، ولأعلى أسطح المنازل، وتم تحطيم نوافذها، وتم جمع بقاء دماء غزيرة من الأرض بمعرفة رجال الطب الشرعى، للتأكد من هوية القتلى وعددهم، ولم يتأكد حتى الآن نوع القنبلة أو حتى حجمها.
وأفادت تحقيقات النيابة بأنه تم انتداب خبير هندسى لفحص السيارة المنفجرة لمحاولة التعرف على رقم الشاسية الخاص بها، والوصول إلى مالكها، لكنه لم يفلح في الفحص لتحطم هيكل السيارة تماماً، وتبين أنه جرى تغيير لون السيارة من الأحمر إلى الأبيض، حيث وجدت أجزاء من هيكل السيارة مطلية بالأبيض من الخارج بينما الأجزاء الداخلية باللون الأحمر، بما يرجح أن الأحمر هو اللون الأساسى للسيارة.
وأدلى إسلام وحيد، الشاهد الوحيد على الحادث، بأقواله أمام النيابة، وأوضح أنه كان يغسل سيارته الملاكى في تمام الساعة 3 فجراً، ثالث أيام عيد الفطر، على بعد مسافة 20 متراً من محل الانفجار، وفوجئ بدوى انفجار هائل واشتعال نيران سيارة ربع نقل، وانكفأ على وجهه، بعد تحطم زجاج سيارته، وأصابه الرعب لانقطاع التيار الكهربائى عن المنطقة بأكملها، لكنه لم يتمكن من رؤية الإرهابيين قبل الحادثة، لأنه كان منهمكاً في تنظيف سيارته.
واستعجلت النيابة تحريات جهاز الأمن الوطنى للوقوف على ملابسات الحادث، والتأكد من وجود أفراد تابعين لعناصر التنظيم الإرهابى الذين لقوا مصرعهم بقرية الشرفا بالصف من عدمه، تمهيداً لضبطهم وإحضارهم.