x

أسامة خليل كابتن ميدو.. شربت لبن العصفور «المعصفر».. إيه رأيك؟ أسامة خليل الأربعاء 30-07-2014 21:59


الصديق والكاتب الصحفى الكبير، إبراهيم عيسى، دائما ما كان يكتب، قبل ثورة ٢٥ يناير، عن استكانة الشعب، وتبلده، وخضوعه أمام الظلم والقهر والفقر والفساد والمرض، واستسلامه لنظام حكم لا يراعى الله في آدمية البشر، وحقهم في حياة كريمة، وكان الوحيد من بين كتاب شرفاء ومناضلين حقيقيين كثيرين حاربوا الفساد والظلم، يلوم الناس مباشرة، دون تورية أو لف ودوران، على ما وصلوا إليه من حال، ويحمّلهم مسؤولية حياة «الضنك» التي يعيشونها، وبالفعل ثار الشعب مرة واثنتين، وغيّر بإرادته نظام حكم ديكتاتورى فاسد، وآخر دينى مستبد، حتى وصلنا إلى نظام حكم، في ظنى أنه الأكثر رشداً وحرصاً على مصلحة الناس. لكن المشكلة الآن لم تعد في نظام الحكم، بل في الشعب نفسه، الذي استكان للكسل والتواكل والاعتماد على ماما الحكومة، وأغلبه يكره العمل والنظام والتفكير والإبداع والمشاركة، ويحتاج للثورة على نفسه، وإدراك أن المسؤولية تحتم المشاركة، والوطن لن ينهض بساعد فرد أو جسارة رئيس، أو نشاط وزير.

أقول هذا بمناسبة الحملة التي تشنها الأندية واتحاد الكرة والجماهير على الأمن، لتحميله مسؤولية غياب الجماهير عن المباريات، فالجميع رفع يديه عن القضية وتخلى عن مسؤوليته بشأنها وألقى بالمشكلة في ملعب وزارة الداخلية، فهى المقصرة والمتباطئة، ولم يبق سوى أن يطالبوا بقطع رقبة مديرى الأمن وإقالة الوزير، لأنه لم يلب طلب السادة رؤساء الأندية والاتحادات المنتخبين، ويعيد الجماهير للملاعب، ويتحمل غصبا عن عينه شغب المشاغبين وإهانات المنفلتين وشماريخهم وصواريخهم وشعاراتهم وهتافاتهم المسيئة لأى مسؤول في مؤسسة لا يأتى على هواهم.

للمرة الألف أقولها: إن حل مشكلة الجماهير ليس في يد الأمن وحده، فهو طرف من أربعة أطراف، أما الثلاثة الباقون فهم الأندية واتحاد الكرة والألتراس، لكن لأن القائمين على الأمر لا يريدون أن يغيّروا أنفسهم ويشاركوا في حل المشكلة، بل يقذفون بكرة النار في صدر الشرطة، حتى يستريحوا من مواجهة الجماهير التي تريد فئة منها أن تعود للمباريات بشروطها وشماريخها، وليس بقانون اللعبة وقواعدها.

وقد استوقفنى في هذه الحملة التي يلقى فيها كل الأطراف بالمسؤولية على الحكومة، أن إدارة الزمالك تلقى باللوم على تعادلها مع فريق مازيمبى الضعيف لغياب الجمهور، والشىء نفسه تفعله إدارة الأهلى عند كل مباراة وتطالب الأمن بدخول الجماهير وهو ما طالب به مسؤولو اتحاد الكرة أيضاً في نهائى الكأس، فكلهم يحجون بتصريحاتهم إلى وزارة الداخلية باعتبارها الطرف المتحجر المتسلط المتجبر المفترى، ولهؤلاء أقول إن الأمن قد لا يمانع في حضور الجماهير، شرط أن تكتبوا تعهدا بتحمل المسؤولية عن أي تصرف شاذ متهور، أو هتافات خارجة، أو إصابات، وتحاسبوا جنائياً عن أي خسائر مادية أو بشرية تقع في المباريات. أما أن تجلسوا في منازلكم وتتركوا الأمن في ساحة المعركة فذلك هو الهروب من المسؤولية والتواكل على الغير لحل مشاكلكم. أما القول إن عدم حضور الجماهير يؤثر على أداء اللاعبين بالسلب ويحرمهم من فرص إضافية في الفوز، خاصة نادى الزمالك، فهو كلام قد يبدو صحيحاً نظرياً، فالجمهور عصب اللعبة ومتعتها، ومصدر دخلها، لكن تطبيقه على الواقع الزملكاوى تحديداً يحتاج إلى مراجعة، لسببين:

الأول: جماهير الزمالك الصابرة الصبورة العظيمة كانت تحضر المباريات منذ ٢٠٠٤، وحتى اليوم المشؤوم، أول فبراير ٢٠١٢، وهو يوم موقعة بورسعيد، أي طوال ما يقرب من ٨ سنوات، حضرت الجماهير ولم يحصل الزمالك على بطولة ذات قيمة، اللهم إلا بطولة كأس يتيمة، بما يعنى أن حضور الجماهير لا يمثل أي فارق لدى الزمالك، فلماذا اللهث خلفهم؟، ولو حضرت جماهير الزمالك مباراة مازيمبى، هل كان أحمد على سيحرز ضربة الجزاء؟، هل كان هؤلاء المتجمدون المتكلسون سيحرزون الفوز؟.. أشك.وعلى العكس تماماً، فالأهلى بجمهوره فاز ببطولات عديدة، وعندما غاب الجمهور فاز أيضاً ببطولتين أفريقيتين وبطولة دورى.

الثانى: من المفترض أن الجماهير هي المصدر الثالث لدخل الأندية، بعد الإعلانات والبث التليفزيونى، لكن الواقع عندنا مختلف، وهنا أرجو مراجعة حصيلة شباك التذاكر، بالمقارنة بالعقوبات والغرامات التي يتكبدها الأهلى والزمالك بسبب شغب الجماهير، وتكاليف إصلاح الملاعب التي تستضيف مبارياتهم، فالأندية- في حدود علمى- تخسر أكثر مما تكسب من جراء حضور الجماهير.

فيا أيها المسؤولون في جميع الأندية واتحاد الكرة، ومعكم وزير الشباب والرياضة، ثوروا على أنفسكم وطريقة تفكيركم البالية، واعتمادكم على الحكومة، وحاولوا أن تتصدوا لحل مشكلة عودة الجماهير، لا أن تصدّروها للأمن، فإذا لم تفلحوا، فلتستقيلوا وتفتحوا المجال لقيادات لديها القدرة على الحوار والمواجهة وتحمل المسؤولية.

في نفس هذا المكان كتبت، في الأسبوع الماضى، ما نصه: «أتمنى أن تستمر تجربة ميدو مع الزمالك، وأن يحصل على فرصته كاملة، دون ضجيج أو إرهاب بورقة الاستبعاد، خاصة أننى أخشى أن يعاد التفكير في الإطاحة به حال خروجه من البطولة الأفريقية، وهو أمر أراه وارداً هذه المرة بنسبة كبيرة (أرجو أن يخيب ظنى).. ولكن ظنى خاب وكانت إدارة الزمالك عند وعدها وهذا حقها تفعل ما تشاء كيفما تشاء وفى الوقت الذي تشاء ولا تسأل عما تفعل طالما تتحمل المسؤولية أمام الشعب الزملكاوى، ولكن لى سؤال: إذا سمح لنا بحق السؤال هل هناك علاقة بين تنازل ميدو عن مستحقاته وإقالته بعدها بيومين؟ ولماذا أقيل ميدو قبل أن يشرب لبن العصفور المعصفر ويقود اللاعبين الأربعة عشر الجدد الذين تعاقد معهم الزمالك؟ مجرد أسئلة هامشية وعبثية لا أنتظر الإجابة عليها.

إذا كان ما يشيعه أحمد فتحى وحواريوه من أن الزمالك عرض عليه ٧ ملايين جنيه في الموسم صحيحاً، فأرجوه ألا يتردد، وأن يذهب فوراً، حتى ولو بخمسة أو أربعة ملايين. أما إذا كان يناور من أجل المزايدة، فما أعلمه أن الأهلى سيعطيه أعلى أجر للاعب في الفريق، تقديراً لقدره وعطائه، وأكثر من المعروض بجنيه واحد «يبقى عيب»، ولا يتناسب مع الدورى المصرى الضعيف أو ظروف البلاد وضعف موارد الأندية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية