رفضت كتلة برلمانية مسيحية في العراق، الأربعاء، قرار الحكومة الفرنسية القاضي بفتح باب اللجوء للعوائل المسيحية النازحة من مدينة الموصل بعد سيطرة «الدولة الاسلامية» عليها الشهر الماضي، وفرضها إجراءات بحقهم أجبرتهم على النزوح عنها.
وقال يونادم كنا، رئيس كتلة «الرافدين» المسيحية في البرلمان العراقي، إن قرار الحكومة الفرنسية باستعدادها لاستقبال النازحين من مسيحيي الموصل، كان «متسرعاً وربما يضر بالمسيحيين كما هو تدخل بشؤون العراق وإساءة للمكون المسيحي فيه».
وأوضح «كنا» أن مشكلة المسيحيين محصورة فقط في مدينة الموصل، وتعامل فرنسا مع المشكلة بهذه الصورة «يعطي مؤشرات سلبية حول وضع المسيحيين في العراق».
ورأى أنه كان من المفترض إعلان باريس دعمها للحكومة الاتحادية في بغداد في جهودها لمواجهة الإرهاب بدلاً من اتخاذها القرار المذكور، مشيراً إلى أن ذلك القرار «سلبي ويخدم مصالح داعش»، على حد قوله.
واعتبر رئيس الكتلة البرلمانية أن على الحكومة الفرنسية «مراجعة سياساتها تجاه الأقليات الدينية في العراق، والعمل على دعم المسيحيين للبقاء فيه بدلا من التشجيع على تركه».
وتابع: «كنا على ضرورة أن تقوم وزارة الخارجية العراقية باتخاذ موقف رسمي واضح» مما اعتبره «تدخلاً فرنسياً في الشؤون الداخلية العراقية»، على اعتبار أن ما تعرض له المسيحيون في الموصل «وقع مثله أيضاً على الأقليات الأخرى مثل الشبك والتركمان».
وأعلنت الحكومة الفرنسية رسمياً، الإثنين الماضي، عن استعدادها لاستقبال العوائل المسيحية التي نزحت عن مدينة الموصل بعد تهديدات «داعش» لها، بحسب بيان صادر عنها.
وأمهلت «الدولة الإسلامية» في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، قبل أسبوعين، المسيحيين المتواجدين في المدينة مهلة 24 ساعة، دعتهم فيها إلى الاختيار بين اعتناق الإسلام أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو مغادرة المدينة دون ممتلكاتهم باعتبارها «غنائم».
وفي ضوء هذا الإجراء، نزحت أكثر من 600 عائلة مسيحية من مدينة الموصل باتجاه محافظات إقليم شمال العراق ومحافظات الوسط والجنوب.