يشكل الصومال نموذجا صارخا للدولة الفاشلة التي تعد نتيجة حتمية لسقوط الأنظمة الديكتاتورية من جهة وتعتبر صناعة دولية من جهة أخرى.
ومنذ الإطاحة بالجنرال سياد برى عام 1991 سادت البلاد الفوضى وغرق الصومال في الوحل حتى دخلت القوات الأمريكية تحت مسمى قوات «حفظ السلام»، وانتهى الأمر بقتل 18 من أفراد القوات الخاصة الأمريكية سحلا أمام الكاميرات، فغادر الأمريكان الصومال، تاركين بلداً فاشلاً لا يمكنه البقاء دون المساعدات الخارجية واختفت الدولة أو وظائفها منذ 1991م وانتشرت الفوضى وعدم الاستقرار منذ ما يقرب من عقدين، وأصبحت تهدد الأمن الدولى حيث أصبحت القرصنة البحرية تعم سواحلها وتهدد الملاحة الدولية، حتى صنفتها مجلة فورين بوليسى الأمريكية في دراسة عن الدول الضعيفة، فاحتلت الصومال صدارة الدول الفاشلة.
وبجانب الفشل تسيطر حركة «الشباب المجاهدين» المحسوبة على تنظيم القاعدة، وكانت تسيطر على مناطق واسعة في جنوب وجنوب غرب البلاد قبل أن تقوم الحكومة بالتعاون مع القوات الأفريقية باستعادة بعضها، لتقوم جيوب حركة الشباب بشن حرب إرهابية عبر السيارات المفخخة والتفجيرات كان أحدثها الشهر الجارى باقتحام القصر الرئاسى لعدة ساعات وخوض معارك فيه مع حراسه داخل ساحة القصر.