استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على قطاع غزة، أمس، واستشهد 11 فلسطينياً على الأقل، بعد رفض تل أبيب مقترحاً بهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، ليقضى سكان القطاع عيد الفطر المبارك تحت نيران الاحتلال والقصف المستمر براً وبحراً وجواً.
وبينما ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 1060 شهيداً، فضلاً عن 6 آلاف جريح، أفادت مصادر إسرائيلية، أمس، بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو رفضت الدعوة لهدنة جديدة لمدة 24 ساعة فى غزة، متهمة حركة «حماس» بخرق تلك الهدنة، وذلك بعد ساعات من إعلان الحركة موافقتها على تهدئة إنسانية فى القطاع متراجعة عن قرار سابق بالرفض.
كانت إسرائيل وحركة «حماس» اتفقتا على وقف إطلاق النار لمدة 12 ساعة، أمس الأول، وقررت حكومة نتنياهو تمديد الهدنة حتى منتصف ليل الأحد استجابة لطلب من الأمم المتحدة، بشرط أن تتمكن القوات الإسرائيلية من مواصلة استهداف وتدمير شبكة الأنفاق التابعة لحماس، التى تمتد عبر حدود غزة، لكن «حماس» رفضت الاقتراح، وأعلنت الليلة قبل الماضية أن أى تهدئة إنسانية لا تضمن انسحاب إسرائيل من داخل حدود قطاع غزة وتمكين سكانه من النازحين من العودة لمنازلهم «غير مقبولة» بالنسبة لها.
ولاحقاً أعلنت «حماس»، صباح أمس، أنها «وبالتوافق مع الفصائل الفلسطينية فى القطاع» وافقت على «تهدئة إنسانية» فى غزة لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة الثانية ظهراً (بالتوقيت المحلى)، وذلك «استجابة» لطلب من الأمم المتحدة، ونقلت صحيفتا «هاآرتس» و«يديعوت أحرونوت» الإسرائيليتان عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن حكومة نتنياهو رفضت اقتراح الهدنة، فيما نقلت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية عن رئيس الوزراء الإسرائيلى اتهامه لحماس بـ«اختراق التهدئة التى أعلنتها من جانبها»، متعهداً بأن «إسرائيل ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن شعبها».
وكان جيش الاحتلال أعلن أن حوالى 28 صاروخاً أطلقت، مساء أمس الأول وصباح أمس، على جنوب إسرائيل، وأكد أن جنديا قُتل، فيما توفى آخران متأثرين بجروح أصيبا بها فى وقت سابق خلال الأسبوع، ما يرفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء العملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة إلى 43 عسكرياً.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «أوتشا» أن عدد النازحين ارتفع إلى 200 ألف منذ بداية الأزمة فى غزة.
وعلى الجانب المصرى من الحدود أعلن الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة والسكان، عن استقبال 21 مصاباً فلسطينياً، أمس، من مصابى العدوان على قطاع غزة، ليصبح إجمالى عدد المصابين الفلسطينيين من ضحايا العدوان، والذين تم استقبالهم عبر معبر رفح لعلاجهم بالمستشفيات المصرية، 94 حالة منذ بدء العدوان وحتى أمس الأول السبت.