x

فاطمة ناعوت القتل أرحم فظاعات داعش فاطمة ناعوت الأحد 27-07-2014 20:12


لم يعد نحرُ الرقاب وركلُ الجماجم، أكبرَ فظاعات داعش، بل أرحمها. فالقتل الفورىّ أرحمُ من «القتل البطىء». هذا ما يفعله الآن شياطيُن داعش فى العراقيين.

كشفت إذاعة دويتشه ڤيله الألمانية DW أن داعش تقتطع يوميًّا من حصص طعام مرضى أحد مستشفيات الموصل ما يكفى إطعام ٣٠٠٠ من عناصرها. كما يمنع مسلحو داعش وصول الدواء والوقود وأوراق الأشعات وأنابيب الدماء والإدرار من الحكومة المركزية للمستشفى. حتى رواتب الممرضين استولوا عليها بعد سيطرتهم على البنوك، فقالت إحدى الممرضات: «عندى سبعة أطفال وزوجى مشلول ولم أعد أملك أجرة المواصلات فامتنعتُ عن الذهاب للمستشفى، لكن المسلحين الذين احتلوا الإدارة أنذرونى بالقتل فاضطررت للعمل دون أجر».

لكن، إياك أن تظنّ أن سرقة قوت المرضى ودوائهم واقتناص رواتب الكادحين يعنى أنهم فقدوا تقواهم. فهم، كما تعلمون، حُرّاسُ الطُّهر والفضيلة. لهذا حرص الدواعش على الفصل بين الجنسين فى المؤسسات؛ فمنعوا دخول الأطباء والممرضين الذكور مستشفيات الولادة، كما منعوا البنج المخدر ما اضطر الطبيبات لإجراء العمليات دونه ودون تعقيم، فوصل عدد وفيات الأمهات وحديثى الولادة إلى عشر حالات كل يوم، بسبب التلوث وسوء التغذية وغياب الأدوية، كما أقرّت الدكتورة سلمى، عدا حالات الإجهاض وتسمم الحمل، وانتشار فيروس شلل الأطفال والكبد الوبائى، بسبب تلف الأمصال لانقطاع الكهرباء وارتفاع سعر قالب الثلج من نصف دولار إلى عشرة دولارات، كما أقر «معن سعد الله» مدير مركز اللقاح.

ويضيف أن مرضى السكر والجلطات الدماغية والسرطانات الذين تعودا على استلام علاجهم من المستوصفات الشعبية لم يعودوا يجدونها ولا حتى فى الصيدليات الخاوية، لأن داعش قطعت الماء عن معمل الأدوية الوحيد فى «الموصل» بعد سقوطها، فتوقف المعمل نهائيًّا عن العمل وسرّح ما يناهز الألفى عامل منذ منتصف يوليو، كما يقول السيد أبوأحمد، أحد العاملين فى قسم الإنتاج. نسمع بكاء رجل على أمه التى فشل الأطباء فى إنقاذ حياتها قائلا: «إن لم تتدخل المنظمات الإنسانية فى الموصل، سنشهد كارثة بشرية مروعة، لأن داعش لا تعبأ بحياة العراقيين مادامت تملك الأموال لعلاج عناصرها فى أماكن نظيفة».

وتبقى عدة أسئلة صادمة. هل أولئك بشرٌ؟ هل تركوا موبقةً لم يأتوها؟! وأين العالم؟! إلامَ صمته وعلامَ؟! وثمة سؤال محلىّ: لو لم يكتب لنا اللهُ انفراجة ٣٠ يونيو و٣ يوليو ٢٠١٣، هل كانت مصر، لا سمح الله، ستشهد ما تشهده «الموصل»، التى يفتت السفاحون أوصالها، على مرأى العالم ومسمعه؟! طوبى لمن قتلته داعش برصاص الرحمة، أو سيف الفجاءة، والرحمة يا الله لمن يخضعون للقتل البطىء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية