x

أحمد عمر هاشم: أقول لـ«الإخوان» عودوا إلى رشدكم

الإثنين 28-07-2014 15:37 | كتب: أحمد البحيري |
«المصري اليوم» تحاور «أحمد عمر هاشم» الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر «المصري اليوم» تحاور «أحمد عمر هاشم» الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر تصوير : علي المالكي

أكد أن كل عمليات التفجير وإراقة الدماء، وما تقوم به جماعة الإخوان والتنظيمات التابعة لها «حرام شرعاً»، داعياً الإخوان «أن يثوبوا إلى رشدهم»، وأن تقوم التيارات الدينية والقوى السياسية بإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مشيراً إلى إن الرئيس عبدالفتاح السيسى «ذو نزعة دينية» ويتقى الله تعالى وأنه متفائل خيراً بقدومه، منتقدا ما سماه «فوضى الفتاوى» التي تصدر من غير المتخصصين، ومعلناً تأييده لإصدار «قانون يقصر الفتوى على المتخصصين فقط».

ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في حواره لـ«المصرى اليوم» إن فوضى الفتاوى يبوء بها من يقدم عليها، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار»، ولا يصح لغير المتخصصين التجرؤ على الفتوى

ولا يخشى الرجل مما يسمى بالمد الشيعى لأن مصر لا يستطيع أحد أن ينال منها طالما فيها الأزهر الشريف، لافتاً إلى أن حصوله على جائزة «النيل العالمية» تعنى أن مصر بخير وتقدر علماءها.. وتفاصيل أخرى في الحوار التالى:

■ ما الذي تعنيه جائزة «النيل العالمية» بالنسبة لكم؟

- رشحتنى بعض الهيئات ومنها جامعة الأزهر الشريف للجائزة، وهى أرفع جائزة في الدولة، ولم أتصل بأحد لأننى أحب دائماً أن أتوكل على الله، ولا أطلب لنفسى شيئاً، وأقول «دع الملك للمالك»، ويكفى إنتاجى الذي وصل لأكثر من 100 مؤلف وكتاب من بينها «شرح صحيح البخارى في 16 مجلداً» كل مجلد 600 صفحة، وحتى قبل أن يبدأوا في نظر هذه الجوائز استأذنت وانصرفت من اجتماع المجلس الأعلى للثقافة، وفوجئت دون أي مقدمات أن أحد الزملاء يتصل بى ويقول لى مبروك، لقد حصلت بالإجماع على جائزة النيل، وجائزة النيل هي أعلى جائزة في الدولة وأكرمنى الله تعالى بالحصول عليها دون أي مقدمات ودون أي طلب، فالإنسان عوّد نفسه أن يكون متوكلاً على الله تعالى، وأن يدع الأمور عليه تعالى، وهذا الذي جعلنى أؤمن دائماً وأبداً بأن السعى لخير البلاد والعباد وتوثيق الصلة بالله أهم شىء يجب على الإنسان أن يؤديه.

■ وما قيمة جائزة «النيل العالمية» وما تمثله لفضيلتك؟

- الجائزة تعنى بالنسبة لى أن مصر بخير ولا تنسى شوامخ أئمتها وكبار علمائها الذين يؤدون رسالتهم بإخلاص وبإتقان وتفان، وتحافظ على أن تعطيهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، فالجائزة باعتبارها أرفع جائزة في الدولة حصلت عليها بعد حجم الإنتاج الذي أنجزته، ومنه «موسوعة الحديث النبوى» الذي يتضمن الأحاديث الصحيحة وشرحها، و«شرح صحيح البخارى» و«شرح صحيح مسلم» إلى جانب كتب كثيرة في سائر تخصصات العلوم الإسلامية.

■ مارأيكم فيما تقوم به جماعة الإخوان والتنظيمات التابعة لها مثل «بيت المقدس» من عمليات تفجيرية تستهدف الجيش والشرطة؟

- جميع أنواع التفجيرات حرام، والمولى سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا». والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».

ويقول صلوات الله عليه في حجة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت اللهم فاشهد».

■ وما النصيحة التي توجهها للجماعة والتنظيمات التابعة لها؟

- نصيحتى لكل أبناء مصر من الإخوان وغير الإخوان وجميع التيارات والفئات أن يثوبوا إلى رشدهم وأن يتصالحوا وأن يتسامحوا وأن يبدأوا صفحة جديدة وأن يتركوا الخلافات والمهاترات والنزاعات والحزازات، ويعلموا جميعاً أن الدنيا التي يتنازعون عليها فانية لا قيمة لها ولا بقاء فيها ولا خلود لأحد، وهى إلى زوال وفناء فلا يصح التقاتل والتشاحن والحزازات على هذه الدنيا.

وأدعو الجميع إلى التصالح والتسامح والحياة الآمنة والبعد عن العنف والمهاترات والمنغصات، وأن نحافظ على أمن واستقرار مصر وأن نحافظ على التنمية، لأن مصر لو ركعت لا قدر الله ضاع العالم العربى والإسلامى.

■ نرى بعض الحركات التي طفت على السطح مؤخراً مثل «داعش» والتنظيمات الإرهابية تعلن إمارة إسلامية في العراق، فما تعليقك؟

- استخدام العنف مرفوض، وكل تصرف أو تيار يحاول التشدد والعدوان على النفس الإنسانية «محرم شرعاً»، لأن الله تعالى قال: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ»، والرسول صلى الله عليه وسلم أوضح لنا ذلك وقال (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس، والثيب الزانى، والتارك لدينه المفارق للجماعة).

■ هل ترى وجود خطر ومخاوف من «المد الشيعى» في مصر؟

- يستحيل، ولن يحدث ذلك مطلقا، مهما حاول المد الشيعى فلن يستطيع أن ينال من مصر طالما فيها الأزهر الشريف، فالأزهر حماية لنا من أي تيارات، وتلاحظ أن مصر مرت عليها فترات وعانت من الاحتلال الفرنسى والإنجليزى وغيرهما، ولم يستطع الاحتلال مطلقاً أن يؤثر عليها لأن فيها الأزهر الشريف، بعكس ما فعله الاحتلال في الدول الأخرى مثل الجزائر وغيرها من بعض الدول التي في اللغة والدين فيها، والدولة الوحيدة التي لم يستطع أن يغير لغتها ودينها هي مصر، لأن فيها الأزهر، لدرجة أن بعض المؤرخين قال «من لم يذهب إلى مصر لم يعرف مجد الإسلام ولا عزه لأن فيها الأزهر».

■ ماذا عن فوضى الفتاوى وما سبب انتشارها؟

- فوضى الفتاوى هذه يبوء بها من يقدم عليها، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار)، فلا يصح لأحد ليس متخصصاً في الفتوى أن يتجرأ عليها، والقرآن الكريم نفسه قال «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، والرسول، صلى الله عليه وسلم، حذر وقال (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الصدور، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) وفوضى الفتوى يبوء بها من يتجرأ عليها.

■ وما قولك لمن يتصدى للفتوى بغير علم؟

- أقول له أنت في حل من أن تفتى، وهل أنت أعظم من إمام دار الهجرة الإمام مالك، الذي سئل في مسائل كثيرة أجاب عن بعضها وترك البعض الآخر وقال لا أدرى حتى قالوا «لا أدرى نصف العلم».

■ هل ترى ضرورة لتجديد الخطاب الدينى في الوقت الراهن؟

- نعم وهذا شىء ضرورى، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتيه السائل ويقول له «ما أفضل خصال الإسلام يا رسول الله؟ قال: إيمان بالله، قال ثم ماذا؟ قال جهاد في سبيل الله»، ويأتى آخر ويقول ما أفضل خصال الإسلام يا رسول الله؟ قال أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، ويأتى آخر ويقول «ما أفضل خصال الإسلام يا رسول الله فيقول صلى الله عليه وسلم: إطعام الطعام وإفشاء السلام»، السؤال واحد ولكن الإجابة اختلفت لماذا؟ لأن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، فتطوير وتجديد الخطاب الدينى ليطابق مقتضى الحال من البلاغة واقتداء بالرسول الذي قال (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها) فهذا أمر ضرورى ويجب أن تهتم به جميع مؤسسات الدولة.

■ وما أبرز سلبيات الخطاب الدينى الحالى من وجهة نظر فضيلتك؟

- لا أرى مسالب فيه سوى اقتحام غير المتخصصين ساحة الفتوى وإحداث فوضى الفتاوى، هذا الذي يخشى من ورائه ويرجى مضاعفة الجهود من العلماء والدوائر العلمية والمؤسسات الدينية.

■ الرئيس السيسى لأول مرة يتحدث عن تجديد الخطاب الدينى فما تعليقك؟

- لأن الرئيس عبدالفتاح السيسى ذو نزعة دينية، وأحسبه والله حسيبه له صلة بالله تعالى ويتقى الله تعالى.

■ ما الرسالة التي تريد توجيهها للرئيس والحكومة والمواطنين؟

- يدعونا هذا إلى أن نذكر السيد الرئيس، ورئيس الوزراء وكل أعضاء الحكومة وكل أفراد الشعب أن نقول لهم «بدأت ساعة العمل» لزيادة الإنتاج والتنمية وكبح الحزازات والخلافات والنهوض بالدولة لنتدارك ما فات ولنعمل لمستقبل مشرق إن شاء الله تعالى.

■ ما الذي يعنيه لفضيلتك تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم؟

- إننى أتوسم خيراً كثيراً فيه، لأنى أحسبه والله حسيبه يتقى الله وعلى صلة به، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس الحكومة ولا أقول ذلك مدحاً لهم ولكن إقرار للحق، فهذه حقيقة تجعلنا نتفاءل ونطمئن إن شاء الله.

■ هل تؤيد وجود قانون للخطابة يقصرها على المتخصصين؟

- هذا شىء واجب ومفروغ منه فمازلنا نقول «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، حين يصعد على المنبر أي شخص فالمنبر له حرمته، فهو موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب أن يكون مصوناً عن المهاترات والسياسات والتيارات وأن يكون مقصورا على الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ورب العزة سبحانه وتعالى أنزل منهاج الدعوة على رسوله الكريم وقال له «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي أحسن».

■ كيف تنظر لمشروع «بيت الزكاة المصرى» وهل يتوافق مع أحكام الشريعة ويحقق المقاصد في مصارف الزكاة وتوجيهها لمستحقيها؟

- لى تحفظ على هذا المشروع لأمرين: الأول أن الله تعالى حين أوجب الزكاة قال للفقراء والمساكين والعاملين عليها، يعنى اعطى الزكاة في يد الفقير، وهناك اقتراحات لبعض الناس يقولون نبنى بها مصانع نشغل بها أيدى عاطلة، أنا من رأيى أن يملك الفقير الزكاة لأنها ملك له ولا نؤخرها عنه، لكن لا مانع من المشروعات ومن صندوق للزكاة أنا لا أمانع في هذا لأنه لا يصح أن نمانع في أمر فيه خير للمسلمين، ولكن بحيث لا يكون على حساب البطون الجائعة وعلى حساب الفقراء.

■ وإذا كانت هذه المشروعات للفقراء ويعمل بها المحتاجون؟

- لا مانع ولكن نعجّل بإشباعه باللقمة، نريد أن نشبع البطون الجائعة أولاً ونلبى الضرورات ثم بعد ذلك نقيم المشروعات، فهذه المشروعات لأجل وأمامها سنوات، لكن أنا عاوز أعطى الفقير الآن وأسد حاجته في المأكل والملبس والعلاج فهذا أولى عندى.

■ كيف ترى وضع العالم الإسلامى والعربى وأبرز التحديات التي تواجهه من وجهة نظرك؟

- أبرز المخاطر أن بعض الدول الأجنبية تقوم الآن بمحاولة إثارة الفتن بين الدول العربية والإسلامية بما يقولون عنه «الربيع العربى» وهم يركبون الموجة ويريدون أن يفتتوا أمتنا وأن يعيدوا تقسيم هذه الدول واستعمارها من جديد.

■ ماذا عن مستقبل العالم الإسلامى من وجهة نظرك؟

- أنا دائماً أتفاءل بالخير طالما فيه يقظة من علماء الإسلام ومن أهل الخير، لأن أهل الشر يحاولون تفتيت أمتنا العربية والإسلامية ويحاولون فصلها عن رسالتها وعن قرآنها، لأن الله تعالى يريد لهذه الأمة بل أراد لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية