افتقدت إيطاليا عاملين أساسيين للحفاظ على لقب كأس العالم، الذى حققته فى البطولة الماضية، وهما الروح القتالية والعامل البدنى، ويرتبط الأول بتحقيق الهدف الخاص بالحفاظ على اللقب وطريقة إعداد اللاعبين قبل البطولة لتحقيق هدف بالنسبة لهم قليل الأهمية، بعد أن سبق لنفس الجيل تحقيقه، أما الثانى فيساعد على تحقيق الأداء الخططى للمدير الفنى والاستفادة من القدرات الخاصة للاعبيه، وهو ما ظهر جلياً فى التسدديد على المرمى، باستثناء تصويبة لموتو ليفو.
والسؤال الذى يفرض نفسه وبقوة: كيف لمنتخب مثل إيطاليا أن يفوز بكأس العالم وإنتر ميلان بطل الدورى والكأس الإيطالى وبطل دورى الأبطال الأوروبى، بدون لاعب إيطالى فى تشكيلته الأساسية، فضلاً عن ارتفاع معدل الأعمار للاعبين الأساسيين لدرجة أن خمسة منهم تجاوزوا الثلاثين، وهم كانافارو وزامبروتا ودى ناتالى وكامورانيزى وياكونتا، والأخير فشل فى التعامل مع كل ضربات الرأس التى وصلته خلال المباراة.
والمباراة جاءت من طرف واحد بدليل أن نسبة استحواذ إيطاليا على الكرة بلغت نحو 70٪ وعلى مدار شوط كامل فشل الإيطاليون فى الخروج بنقاط المباراة بفضل براعة المدير الفنى لمنتخب نيوزيلندا ريكى هربرت وحارس مرماه مارك باستون، اللذين تعاملا مع المباراة وباقى اللاعبين بواقعية شديدة حتى كاد القدر يكافأهم بفوز غال فى الدقيقة 83 عندما اخترق كريس وود دفاع إيطاليا وسدد زاحفة بجوار القائم.
من المؤكد أن فرص إيطاليا فى التأهل قائمة بقوة على اعتبار أن المنافس السلوفاكى لا يمثل خطورة، ولكن الوضع الحالى يدق ناقوس خطر بشأن مستقبل إيطاليا، الذى أتوقع أن يكون مظلماً مثلما هو حال إنجلترا التى تفتقد هى الأخرى للاعبين فى الدورى، خصوصاً الفرق الأربعة التى تنافس دائماً على المراكز الأولى.
أتوقع أن تكون باراجواى إحدى مفاجآت البطولة فى الدور التالى بعدما ضمنت بنسبة كيبرة التأهل لأنها تمتلك لاعبين أصحاب خبرات ولديهم الكرة الجميلة لأمريكا اللاتينية، وكان بإمكان الفريق أن يحقق فوزاً كبيراً على سلوفاكيا، وفرض الباراجواى سيطرة شبه تامة وجاء اللعب فى اتجاه مرمى سلوفاكيا وتوالت الهجمات عبر فالديز وإنريكى فيرا ولوكاس باريوس وسانتا كروز، وأعتقد أن الفريق قادر على حسم مباراته المقبلة مع نيوزيلندا بسهولة ليضمن صدارة المجموعة.
