x

صعود «داعش» اختبار قوي للجيش السوري

الجمعة 25-07-2014 11:03 | كتب: رويترز |
هلال داعش في سوريا والعراق هلال داعش في سوريا والعراق تصوير : other

مع تصاعد القوة القتالية لتنظيم «داعش»، فإنها تعني أن الجيش السوري عليه الآن أن يواجه جماعة لم يكن مستعدا حتى الآن لمهاجمتها لأسباب سياسية.

فصعود التنظيم الذي كان يعرف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، سمح للرئيس السوري، بشار الأسد، بأن يقدم نفسه للعالم باعتباره حصن في مواجهة المتشددين.

وفي الوقت ذاته ساعد ميل التنظيم لمحاربة مقاتلي المعارضة الأكثر اعتدالا على تقسيم المعارضة السورية، مما سهل على قوات «الأسد» استعادة السيطرة على أراض خسرتها في فترات سابقة من الحرب الأهلية السورية.

ويرى بعض المحللين أن قادة الجيش السوري تبنوا استراتيجية قائمة على محورين، فقد سعوا من ناحية لتقليص خطر التنظيم على الدولة مع ضمان أن يبقى قويا بما يكفي ليواصل قتاله مع الجماعات المعارضة الأخرى.

وبعد أن اكتسب مقاتلو «داعش» زخما في سوريا بسبب المعدات التي استولوا عليها من هجوم خاطف في العراق، فقد يحتاج الجيش السوري لأن يتبنى أسلوبا صداميا أكثر مع التنظيم، إذا كان لا يريد أن يخسر أرضا لصالحه.

وأعلن التنظيم الشهر الماضي قيام «الخلافة الإسلامية» على أراض يسيطر عليها في العراق وسوريا وتعهد بالتوسع.

وحقق التنظيم تقدما في سوريا بانتزاع أراض من مقاتلي المعارضة الأكثر اعتدالا، لكن معدل اشتباكاته التي يخوضها ضد الجيش السوري زادت الآن، ورد الجيش بتصعيد القصف الجوي لمواقعه.

وقال دبلوماسي سوري سابق طلب عدم نشر اسمه «إن سوريا لم يساورها قلق شديد بشأن التنظيم على المدى القصير».

وأضاف «ولكن على المدى البعيد الموضوع يبعث على القلق الشديد، لأنه سيزيد من صعوبة الأمر إذا رسخ التنظيم وضعه بشكل شبه دائم ولا سيما في ظل سيطرته على موارد مثل النفط».

وقال «هناك تضارب مصالح هنا بين ما هو عملي وقصير المدى وبين اعتبارات طويلة المدى».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا إن التنظيم قتل خلال الأسبوع الماضي 270 من الجنود والحراس والموظفين عندما استولى على حقل غاز في وسط سوريا في أعنف اشتباك حتى الآن بين التنظيم والقوات الحكومة النظامية.

وذكرت صحيفة «الوطن »السورية نقلا عن مصادر أن 60 من أفراد قوات الأمن قتلوا.

كما خاض جنود سوريون معارك مع مقاتلي «داعش» خارج مطار عسكري خاضع لسلطة الحكومة في شرق البلاد، الجمعة الماضية، في إطار تصعيد كبير في أعمال القتال بين الجانبين.

والمطار هو واحد من آخر المواقع الاستراتيجية الكبيرة في محافظة دير الزور التي لا تخضع لسيطرة التنظيم وسقوطه يعني حرمان الجيش السوري من منصة إطلاق الغارات الجوية على شرق البلاد.

ويقول مراقبون إنه لو أراد الجيش السوري أن يستعيد السيطرة على أراض في شمال وشرق البلاد فسيتعين عليه مواجهة تنظيم «داعش».

ويتألف التنظيم من بضعة آلاف مقاتل من جنسيات مختلفة ويفتقر إلى قوة النيران التي يملكها الجيش السوري. لكنه لا يزال من بين أقوى الجماعات المسلحة وأكثرها ثراء، على الرغم من أنه لم يكن له وجود يذكر في سوريا قبل عامين.

ولجأ مقاتلوه أيضا إلى أساليب غير عسكرية لتحقيق مكاسب، مثل تشجيع وإقامة تحالفات خاصة، واستغلال المظالم المحلية إلى جانب شراء مقاتلي جماعات المعارضة الأخرى.

ويقول نشطاء معارضون لـ«الأسد»، ومسؤولون غربيون إن الحكومة سمحت لمقاتلي «داعش» بالصعود بينما كانت تهاجم جماعات معارضة أقل تشددا.

ويقول دبلوماسيون إن «الأسد» استغل صعود التنظيم ليدعم حجته بأن سوريا تواجه خطر التشدد الإسلامي.

وقال دبلوماسي غربي «الحكومة السورية تريد داعش قويا بما يكفي لأغراضها الدعائية وبالتالي فهي مترددة في مهاجمتها»، مضيفا أن أي هجمات حكومية كانت تنفذ لأن «الأسد» كان بحاجة لأن ينظر إليه على أنه يتحرك ضد التنظيم.

ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إنه رغم أن قوات الحكومة تفادت مهاجمة قوافل التنظيم ومواجهته على الأرض ما لم يكن ذلك ضروريا فهذا لا يعني أنها تجاهلته كعدو.

وأضاف أنه «منذ 10يونيو الماضي، وحتى الآن تنفذ قوات الأسد ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة التنظيم يوميا». وأشار إلى أنه قبل ذلك كانت الضربات الجوية تحدث كل أربعة أو خمسة أيام.

وأضاف أنه إذا زادت قوة التنظيم سيشكل خطرا على النظام السوري، أما إذا كان أضعف قليلا ويقتتل مع الجماعات المعارضة الأخرى فسيستفيد النظام السوري من ذلك، لأنه سيستريح ثم سيسيطر على المنطقة.

وقال «عبد الرحمن» إن بؤر التوتر المحتملة بين الجيش و«داعش» تشمل محافظة دير الزور ومناطق حول مدينة الرقة في وسط سوريا وحلب في شمال غرب البلاد والمناطق الشرقية من محافظة حماة.

ويقدر المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة من المصادر على الأرض في سوريا أن الدولة الإسلامية تسيطر على 35% من أراضي سوريا.

ويصر البعض على أن «الأسد» يرى «داعش» عدوا صرفا.

ويقول سالم زهران، وهو محلل لبناني متعاطف مع «الأسد»، ويجتمع مع مسؤولين سوريين بشكل منتظم، إن دمشق تعتبر التنظيم خطرا مثل كل الجماعات المسلحة الأخرى في سوريا.

وقال إن القيادة السورية لا تفرق بين «داعش» وباقي الفصائل، مشيرا إلى أن أي فصيل يحمل السلاح يشكل خطرا.

وقال المسؤول السابق بوزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، الذي غادر البلاد وبات شخصية سياسية مستقلة تدعم عملية جنيف للسلام في سوريا، إن دمشق تعتبر التنظيم خطرا على الأرض حتى لو كان ساعدها على تحقيق أهداف سياسية.

وقال «بالتأكيد يرونه خطرا على البلاد من منظور أمني وعسكري وهم يقاتلونه بالفعل في أماكن كثيرة وفقا لأولوية الحكومة».

لكنه أوضح أنه من المنظور السياسي فقد حقق التنظيم أهداف الحكومة السورية بتحطيم معنويات المعارضة وشيطنتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية