x

تقرير إسرائيلي: «مبادرة قطر» استهدفت تهميش دور مصر لا تعظيم مكاسب «حماس»

الخميس 24-07-2014 22:47 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : أ.ف.ب

قال تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إن المبادرة القطرية- التركية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، لم تستهدف تعظيم مكاسب «حماس» من الحرب بقدر ما استهدفت تهميش دور مصر والسعودية، وأضاف التقرير أن المعسكرين السياسيين الأساسيين في المنطقة، منقسمين في الأساس حول الموقف من تيار الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين.

وأشار المعهد، الذي يترأسه مدير المخابرات الحربية السابق، الجنرال عاموس يادلين، إلى أن الحرب على غزة، وخاصة المفاوضات الرامية لإنهائها، عززت من الانقسامات السياسية والأيديولوجية في الشرق الأوسط، وأن المعسكرين السياسيين الأساسيين في المنطقة اليوم، يضمان من جانب، اللاعبين المرتبطين بالإسلام السياسي: قطر، تركيا، وحماس، ومعسكر في الجانب الآخر، تقوده مصر والسعودية يرى في جماعة الإخوان المسلمين وبالتبعية «حماس» تهديد على أمن دوله، ومصالحها السياسية.

وقال التقرير إن «قطر، التي حصلت وساطتها على مباركة تركية، والداعمة الرئيسية لحماس والأيديولوجية التي تتبناها، إلى جانب تركيا، هي اللاعب صاحب التأثير الأكبر على الحركة»، وأوضح: «رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، مقيم في الدوحة، وقطر هي الممول الرئيسي للحركة. إضافة إلى أن قناة الجزيرة القطرية، تعمل بشكل جاد لتعزيز رواية حماس».

وأضاف التقرير أن «الأمريكيين، الذين لم يتدخلوا بشكل مباشر في المفاوضات في البداية، دعموا التدخل القطري، بسبب مصالحهم الأمنية والاقتصادية في الإمارة، وتأثير الدوحة على حماس، والعلاقات الباردة بين واشنطن والقاهرة».

ولفت التقرير أن «مصلحة قطر وتركيا، الذين اعتمدوا معظم مطالب حماس، لم تكن فقط الحفاظ على سيطرة الحركة على غزة، وتعظيم مكاسبها في الحرب أمام إسرائيل، ولكن محاولة لتهميش دور مصر والسعودية».

وأشار معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن «العداء بين الدوحة والنظام الحالي في القاهرة، سبق المواجهة الحالية، وارتبط بالصراع حول الهيبة والمكانة على الساحة العربية، ولكنه زاد بعد الدعم الذي منحه أمير قطر حمد وابنه تميم لجماعة الإخوان المسلمين وامتداداتها حول العالم».

وأضاف: «منذ سقوط محمد مرسي، رفضت تركيا القبول بشرعية النظام الجديد، وصدر من رئيس وزرائها، رجب طيب أردوغان، تصريحات لاذعة، تعليقًا على نظام السيسي»، وتابع: «مصر طردت في نوفمبر 2013 سفير تركيا في القاهرة. ولذلك فإن كثير من المحللين يرون أن حقيقة عدم وجود سفير لتركيا في القاهرة، تل أبيب ودمشق، يمثل أحد العناصر التي تضعف تأثيرها الإقليمي، ولذلك فإنه في الأيام الأولى للعملية وعلى ضوء الانتقادات التركية تجاه إسرائيل، كان هناك شك كبير في فرص وجود مبادرة وساطة تتدخل فيها أنقرة».

وذكر التقرير أن أحد العوامل التي توضح موقف معظم الدول الإسلامية من «حماس» في المرحلة الحالية «هو توقيت المواجهة بينها وبين إسرائيل، البرنامج اليومي للعديد من هذه الدول يتضمن مواجهات مع تهديدات تؤثر على استقرارها، ومرتبطة بالوضع الأمني في عدة ساحات ليست أقل مركزية في الشرق الأوسط، مثل العراق، سوريا، لبنان، ليبيا، اليمن والبحرين. ولكن مع العملية البرية، المظاهرات في بعض الدول الإسلامية تحولت لأعمال عنف، متحدثون رسميون انتقدوا الإدارة الإسرائيلية وخاصة العملية البرية في القطاع، بدعوى أنها تزيد من سقوط الضحايا الأبرياء».

وخلص التقرير إلى أن «تأثير تعدد اللاعبين أصحاب البرامج المختلفة، المتدخلين في المواجهة الحالية، أدت كما يبدو إلى استمراريتها، بسبب الضغوط القطرية والتركية على حماس لعدم الاستجابة للمبادرة والوساطة المصرية، التي وافقت عليها إسرائيل، وأيضًا بسبب صعوبة قبول حماس الوسيط المصري على ضوء العداء الكبير بين الحركة ونظام السيسي».

وأضاف: «الاضطراب الذي شهده العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، أدت إلى تآكل حاد في القدرة على الوحدة، حتى أمام ما كانت في الماضي قضية قادرة على تجنيد الإجماع، وهي انتقاد إسرائيل فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني»، وتابع: «عملية الجرف الصامد لم تساهم فقط في تسليط الأضواء على الانقسام في العالم الإسلامي ولكنها وسعت من هوة الخلاف».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية