يصفها محبو أغانيها بأنها «حالة عشق نادرة، نابعة من إحساس عميق تمتلكه مطربة ذكية، تختار كلمات أغنياتها لتدغدغ بها مشاعر العشاق»، وبناء على التعريف السابق أطلقوا عليها «ملكة الرومانسية»، فيما أصبحت من أكثر المطربات نجاحًا في الوطن العربي بشهادة مبيعاتها وجوائزها، هي بنت دير الأحمر ببلاد الأرز، إليسا، التي تعود لجمهورها بعد غياب عامين بألبوم «حالة حب».
«إليسا إحساسها راقٍ وصوتها دافئ وقريب من القلب، تختار موضوعات مهمة وتقتحم طرقاً غنائية لم تدخلها مطربة قبلها، وتركز على ألحان تمس مشاعر الجمهور، وتشعر وأنت تسمع الأغنية بأنك تراها أمامك»، هذه كلمات وصف بها الموسيقار الموجي الصغير إليسا، قبل بضع سنوات.
لم يختلف رأي الموسيقار عمر خيرت عن «الموجي» الذي قال عنها: «لديها قدرة على اختيار الأغاني التي تدفعها إلى الأمام ولديها ذكاء في اختيار أغان تلمس الناس وتتفاعل معهم، فكل من يسمع أغنية لها يشعر أنها تغني له وتصف حالته، ويكون إحساسه من إحساسها، فهي تستطيع أن تجعل الجمهور مرتبطاً بها ارتباطاً كاملاً».
إليسا بدأت مشوارها بشكل فعلي عام 1999، مع طرحها لألبوم «بدي دوب»، وتبعته في العام التالي بالألبوم الثاني «وآخرتها معك»، والذي تضمن أغنية دويتو مع راغب علامة، بعنوان «بتروح بتغيب»، وكان الطابع الأبرز والمسيطر على أغانيها في هذه الألبومات هو الإيقاع السريع، ورغم نجاحها في تأديته بشكل جيد إلا أنه لم يحقق لها النجاح المنتظر.
ألبوم «بدي دوب»:
في عام 2002، قدمت إليسا ألبوما جديدا باسم «عايشالك»، وقدمت فيه 10 أغان، فيما صورت منها أغنيتين بطريقة الفيديو كليب، نالتا نجاحًا كبيرًا، هما أغنية الألبوم، وأغنية «أجمل إحساس»، والتي شهدت أول تعاون بين المطربة اللبنانية والملحن المصري محمد رحيم، واللذين شكلا ثنائيًا لاحقًا، ورغم أن الألبوم تضمن معظم الأغاني بإيقاع سريع، فقد كانت الأغنيتان الرومانسيتان المصورتان هما ما حققتا شهرة كبيرة، ووضعت قدمها على أول طريق مملكة الرومانسية.
كليب أغنية «أجمل إحساس»
اختفت إليسا عامين عن الساحة الغنائية، بعد «عايشالك»، لكن العودة جاءت أكثر قوة بعد أن اختارت طريقها في ألبومها «أحلى دنيا» الذي تعاونت فيه مع شركة روتانا، وفي هذا الألبوم جاءت معظم أغاني الألبوم رومانسية كبيرة كما في أغاني «أحلى دنيا»، و«حبك وجع»، و«جوايا ليك»، و«كان نفسي أعرف». وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا ترجم في سوق المبيعات، وقادها لمسرح جوائز ورلد ميوزيك أووردز، لتحصل على أول جائزة عالمية لها، بعد حصدها أعلى نسبة مبيعات في الشرق الأوسط.
إليسا في حفل الميوزيك أوردز:
كليب أغنية «حبك وجع»:
وكعادتها، امتنعت إليسا عن إصدار ألبومات في العام التالي، مكتفية بتصوير كليبات لأغنيات من الألبوم هي «كل يوم في عمري»، و«أرجع للشوق»، و«حبك وجع»، فيما عادت في فبراير عام 2006، بألبوم جديد بعنوان «بستناك»، حرصت فيه على المزج بين الأغنيات باللهجات المصرية واللبنانية، وحرصت على الحفاظ فيه على اللون الرومانسي الهادئ الذي اختارته لنفسها، فقدمت فقط ثلاث أغان ذات طابع موسيقي سريع، فيما حملت 9 أغان طابعا رومانسيا صورت لحظات حب حالمة وحالات انكسار ووجع منها «كرمالك» و«لو بصيت» و«ماتخافش مني» و«لو تعرفوه»، فيما حلت مرة ثانية ملكة متوجة على عرش المبيعات في الشرق الأوسط، لتحصد جائزة الورلد ميوزيك أورد الثانية في مشوارها.
إليسا على مسرح الميوزيك أوردز للمرة الثانية:
كليب «لو تعرفوه»:
في ديسمبر 2007، كسرت إليسا قاعدتها، وطرحت ألبوما جديدا قبل اكتمال سنتين على الألبوم الذي سبقه، وحمل الألبوم اسم «أيامي بيك»، ونجح الألبوم بشكل كبير وتصدر قائمة المبيعات في الميجا ستورز لفترات طويلة، واستخدمت فيه إليسا تميمة نجاحها، الرومانسية الهادئة، معتمدة على إحساسها العالي، حيث قدمت أغاني «خد بالك عليا»، و«أديك عرفت» و«يا عالم» وغيرها.
وشهد نفس الألبوم أول خطوات إليسا في غناء ما يمكن أن نطلق عليه «المشهد الغنائي»، وهو وصف مشهد معين بطريقة الأغنية، فتصبح الأغنية بالنسبة للمستمع قصة أكثر منها فقط كلمات حب وعشق، فكانت البداية من أغنية «أواخر الشتا» التي كتب كلماتها الشاعر المصري نادر عبدالله وقالت كلماتها: «كنا في أواخر الشتا قبل اللي فات.. زي اليومين دول عشنا مع بعض حكايات.. انا كنت لما احب اتونس معاه.. أنا كنت باخذ بعضي واروحلو من سكات.. والناس في عز البرد يجرو ويستخبو.. وأنا كنت بجري واخبي نفسي أوام في قلبه.. ولحد لما الليل يليل بابقى جنبه.. وأفضل في عز البرد وياه بالساعات».
فيما وصفت تغير الحال بينها وبين حبيبها بعد ذلك قائلة: «وسط الشوارع ناس كتيره مروحين والناس يا قلبي هم هم وهو فين.. وأنا ماشيه بتلفت واسأل كل يوم بيعمل ايه دلوقتي وبيحلم بمين».
كليب «أواخر الشتا»:
وعادت إليسا لسياستها بطرح ألبومها «تصدق بمين»، بعد عامين، وحمل الألبوم الجديد طابعًا مختلفًا وتضمن 9 أغان من نوعية «المشاهد الغنائية»، فكانت إحداها أغنية «وبيستحي»، والتي قدمت فيها مشهد حبيبها الذي يرتبك ويستحي في حضرتها فتقول: «واقف حبيبي من الخجل عا حفة البسمه.. كل ما إجا يحكي غزل بيضيع الكلمه.. وبيستحي بعرف حبيبي بيستحي.. وبعز لحظات الهوى كل شي عا بالو بينمحي».
فيما كان للجرح والألم مشاهد أيضًا في من أبرزها أغنية «مصدومة»، والتي وصفت فيها احساس امرأة ورجل افترقا، فيما قام الرجل بالتحدث في حق المرأة بشكل سيئ، وتقول: «بيقول في حقى كلام كتير مش حلو ليه.. بيقول ماليش لازمة في حياتة من النهاردة.. وعلشان ماهوش عارف يقول بغلط في إيه.. بيقول تعب مني علشان مشاعرى باردة.. لو فيا عيب مش عيب يقول للناس عليه ويحاكى فيه.. ماهو مش صغير على الكلام دة».
أغنية «مصدومة»:
صورت إليسا أغنية «من غير مناسبة»، عن قصة سيدة وقعت ضحية عنف أسري، بعد ضربها من قبل زوجها، فيما ترفض العودة إليه، فتقول كلمات الشاعر نادر عبدالله: «من غير مناسبة وبمناسبة بيقابلني.. بيجيلي يستغلب عليّا وبيحايلني.. وبيعتذرلي كتير وانا مهما اعتذرلي.. مش هانسى إنه في كبريائي كان قاتلني»، وتابعت: «ما عدش ينفع اسامحو عاللي عمله فيا.. لو ييجي يتأسفلي ولاّ يبوس إيديا.. بعد النهارده ازاي أنا على نفسي هرضى.. أرجع لحد قدر يمد إيديه عليا».
وأعادت إليسا غناء أغنية «سلملي عليه» للفنانة فيروز في ألبومها، فيما حقق الألبوم نجاحًا، لتعود لتحتل مسرح الورلد ميوزيك أووردز حاصدة جائزتها الثالثة باعتبارها الفنانة الأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط.
صورة لإليسا من حفلة الميوزيك أووردز:
إليسا تغني «تصدق بمين» على مسرح :
تأخرت إليسا على جمهورها بعد نجاح «تصدق بمين»، فتجاوزت لأول مرة حاجز السنتين، وعادت بألبوم جديد بعد عامين ونصف حمل اسم «أسعد واحدة»، لتأخذ عشاقها في رحلة من الأحلام الرومانسية والمشاهد المؤلمة بنفس النهج الذي اتبعته في الألبومين السابقين، فيما كانت أغنية «متفائلة» حالة في ذاتها، حيث عكست مشاعر امرأة في حالة حب من طرف واحد مع رجل تأمل أن يرى فيها من يتمنى الارتباط بها، فتقول: «متفائله إني أبقى أنا اللي انت بتحلم تلاقيها.. بطيبتها وبراءتها طبيعتها فيها وفيها.. هتلاقي فيا حاجة حلوة أنا أتحب عليها.. وعيوبي اللي شايفها فحبك ليا تحليها»، وقد استمرت إليسا في نجاحها، فيما يبقى ألبومها هذا، والذي صدر عام 2012، ضمن الأكثر مبيعًا، حتى الآن.
كما شهد ألبوم «أسعد واحدة» إعادة غناء إليسا أغنيتي «لولا الملامة»، لوردة الجزائرية.
الطابع الرومانسي واضح على صورة الألبوم:
آخر كليبات إليسا «تعبت منك» من ألبوم «أسعد واحدة»:
وتعود «ملكة الإحساس» كما وصفها جمهورها بألبوم جديد، حرصت فيه على الحفاظ على هويتها الفنية، ومكانتها على عرش الرومانسية. ويحمل الألبوم اسم «حالة حب»، ويحوي 14 أغنية، هم «يا مرايتي»، و«بطلي تحبيه» و«لو إتقابلنا» و«إنسانة بريئة» و«وجعت قلبي» و«أنا مجنونة» و«حب كل حياتي» و«برغم الظروف» و«عمر جديد» و«أنا نفسي» و«حالة حب» و«قد الأيام»، كما تستمر في إعادة تسجيل بعض الأغاني القديمة بغنائها كأغنية «حلوة يا بلدي»، لداليدا، و«أول مرة»، للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.
وقدمت إليسا في الألبوم الجديد، الذي تم تسريبه قبل موعد طرحه، عدة أغان عبرت فيها عن آلام المرأة، خاصة في أغنية «أنا نفسي»، وتقول الأغنية: «ليه كل واحدة أقابلها تحكى حكاية آخرتها الندم.. تحكي وكلامها عذاب وياس وخوف وبتموت من الألم.. كل واحده حاسه بالغربه عايزه تروح بعيد.. لنفسها مطمنة ولا قلبها عايش سعيد.. أنا نفسى ألاقى واحدة مبسوطه بحياتها.. أنا نفسى أقابل واحده حاسه بالأمان».
فيما عبرت عن قوة المرأة وتحملها في أغنية أخرى بعنوان «برغم الظروف»، وتقول: «برغم الظروف وبرغم إنى بقيت لوحدي برغم إن بعده الدنيا والناس كانوا ضدي.. واجهت الحاجات دي كلها وأنا ماسكه نفسي.. ورغم اني شايفه السكه سد قدرت أعدي.. برغم الظروف وبرغم أنى بقيت لوحدى برغم أن بعده الدنيا والناس كانو ضدي.. كبرت وعافرت كتير علشان أنسى اللي راح وعنيك تبكي وأنا راسي وألف سيف لغيرله فكره.. إني مكسورة الجناح وأغيرله فكره إن أنا مخلوق ضعيف».
إحدى صور الألبوم الجديد:
أغنية «برغم الظروف»:
النجاح المستمر لإليسا جعل الشاعر بهاء الدين محمد يصفها يومًا ما بأنها «مؤسسة وليست مجرد مطربة، فهي مديرة أعمال جيدة لنفسها، تعرف ماذا تختار لجمهورها، وتعرف تماماً كيف تطور من نفسها في كل ألبوم».
وعلى مدار مشوارها الفني، أصبحت إليسا صوتًا يعكس مشاعر المرأة العميقة في مواقف الفرح والأمل، والارتباك والحزن والانكسار والألم والصدمة، في مواقف العشق، والحب من طرف واحد، والفراق، وحتى خلافات ما بعد الفراق، وتناولت مشكلات كالعنف الأسري، وتحمل المرأة من أجل بيتها، وغيرها من مشكلات عميقة.
يذكر أن إليسا غنت تتري مسلسلين هما «مع سبق الإصرار»، بأغنية «جربت تموت»، ومسلسل «لو» هذا العام، في أغنية بنفس اسم المسلسل، وقد حققت الأغنيتان نجاحا كبيرا.