في الوقت الذي تدافع فيه جامعة القاهرة عن تبرعها بمبلغ 20 مليون جنيه لصندوق «تحيا مصر»، والذي قالت مصادر مطلعة، إن مؤسسة الرئاسة رفضت تبرع الجامعة باعتبارها أموال عامة، فإن هناك العديد من المشروعات المهمة المفتوحة في الجامعة دون تمويل كاف لإنجازها، وتبحث الجامعة منذ فترة طويلة عن ممول لها، بل طالب رئيس الجامعة من وزارة التعاون الدولي إدراج أحد المشروعات ضمن الدعم الخارجي.
ولعل من أبرز المشروعات المفتوحة دون تمويل للانتهاء منها معهد الأورام الجديد بالشيخ زايد، والذي تحث الجامعة من خلال إعلاناتها على وسائل الإعلام المواطنين للتبرع له حتى ولو بجنيه، والذي يبلغ تكلفته حسب الدكتور علاء حداد، عميد معهد الأورام، نحو مليار ونصف المليار جنيه، ويأتى أهمية المشروع بسبب التكدس الذي يعانى منه المعهد الجديد، الذي يعانى من تصدعات في المبنى الجنوبي وتم ترميمه مؤخراً.
كما أن من المشروعات المفتوحة وتحتاج إلى تمويل هي، تنفيذ مشروع معهد ومستشفى الأمراض المتوطنة والأوبئة «ثابت ثابت» بشارع الهرم، ليكون أول معهد بحثي وعلاجي في مصر والشرق الأوسط، يقدم خدمة صحية عالية المستوى في مجال مكافحة وتشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة في مصر، والذى تحتاج نحو 120 مليون جنيه لإنهاء المرحلة الأولى فقط.
وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، منذ فترة، إن الجامعة لا تستطيع وحدها إقامة هذا المشروع، وتمت مخاطبة وزارة التعاون الدولي ليكون المعهد ضمن خطة الدعم من الخارج، وساهمت محافظة الجيزة بـ5 ملايين جنيه لسرعة الانتهاء من المشروع الذي يخدم سكان المحافظة في المقام الأول.
ويعد استكمال مستشفى الطوارئ بمستشفى قصر العينى من أبرز المشروعات المفتوحة، والتى افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، المرحلة الأولى منها، الخميس، وتشمل 3 أدوار تتواجد بها 50 سريراً و2 غرفة عمليات، على أن يتم استكمال باقى أدوار المستشفى تباعاً حتى سبتمبر المقبل، لتتسع لـ400 سرير.
ومن أبرز المشروعات المعطلة منذ وقت طويل إنشاءات الجامعة الجديدة في أرض بين السرايات، والتي من المقرر وفقا لمخطط الجامعة بناء مدرجات، ومراكز بحثية تابعة للجامعة، لتخفيف الضغط على الحرم الجامعي، وتبلغ مساحتها 33 ألف متر مكعب، وكانت تابعة للشركة القابضة للسياحة، قبل أن تحصل عليها محافظة الجيزة وتعطيها للجامعة بحق الانتفاع لمدة 25 عاما قابلة للتجديد.
من جانبه، قال هاني الحسيني، أحد قيادات حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، إن قرار جامعة القاهرة بالتبرع بـ20 مليون جنيه لصندوق «تحيا مصر»، هو قرار «مشين»، مؤكدا أنه من الواجب أن تصرف هذه الأموال على تطوير العملية التعليمية في الجامعة.
وأضاف «الحسيني»، لـ«المصري اليوم»، أنه لا يمكن أن نستقطع من الموازنة الخاصة للجامعة لأي أغراض أخرى، موضحا أن هذا يعبر عن اختلاط في الأولويات والمفاهيم، مشيراً إلى أنه من المؤكد أن هذا القرار لم يكن يقر إذا كان اختيار القيادات الجامعية بالانتخاب وليس بالتعيين، لأنه في الوضع الراهن يعتبر «عربون محبة» من قيادات الجامعة للسلطة، لضمان الاستمرار في مناصبهم.
وأوضح أن موقف رئاسة الجمهورية برفض التبرع موقف منطقي وطبيعي، لأنه سيكون من العبث أن نحول أموال الدولة لأمور أخرى، مؤكداً أنه تقدم بطلب، الأربعاء، لرئاسة الجامعة لمعرفة من أي بند من بنود الموازنة تم استقطاع هذا المبلغ للتبرع به، ومدى تاثيرهم عليه.
وأشار «الحسيني»، إلى أن الموارد الذاتية للجامعة مخصصة للصرف على العملية التعليمية بأكملها، كما أن وزارة المالية أقرت على الجامعة مسؤولية تحمل رواتب العمال من الموارد الجامعية.
وأكد أن الميزانية المقررة للجامعة هي مليار و800 مليون جنيه، وترسل وزارة المالية للجامعة مليارا و300 مليون فقط، وتتحمل الجامعة 500 مليون جنيه من مواردها الذاتية.