نشرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية ما يشبه ملخصا ليوميات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجمعت فيه بعض هواياته وكيفية تعامله مع السياسة في بلاده وكذلك كيفية اتخاذه القرارات المختلفة، وقالت إن هذه اليوميات خلاصة 3 سنوات من اللقاءات مع الرئيس الروسي، نشرت في كتاب «الامبراطورية الهشة» للكاتب بن جوده.
ويبدأ يوم بوتين متأخرا، بعد الظهر تقريبا، بإفطار بسيط وتليه القهوة مع حاشيته، وبعدها مباشرة يقضي ساعتين من ممارسة السباحة القوية، وهو الوقت الذي يرى مساعديه أنه وقت التفكير في اتخاذ القرارات الهامة، فيما يتعلق ببلاده.
يعتبر الوقت الطبيعي الذي من الممكن أن ينتظره فيه الوزراء نحو 3 أو 4 ساعات، حيث يحب الرئيس الروسي قضاء بض الوقت في صالة الألعاب الرياضية بينما يستمع للأخبار المحلية، وبعدها يفضل بوتين القراءة لبعض الوقت، حيث أنه يحب لقاء رجاله في الساعات التي تناسب حالته الذهنية، ويميل بوتين لقراءة كتب التاريخ بشغف.
بعد ذلك يقضي بوتين وقتا كافيا للاستحمام ثم يختار ملابسه وعادة ما يرتدي ألوان محافظة وربطات عنق توحي بالصرامة.
والآن يأتي وقت ممارسة السلطة لبوتين، ويبدأ بالنظر إلى مذكرات الإحاطة على مكتبه الخشبي، الذي يحتوي على عدة مجلدات حمراء، حيث لا يؤمن الرئيس الروسي باستخدام الشاشات والتكنولوجيا.
وما يعكس هوسه بالمعلومات، هو ذلك المجلد الكبير الذي يحتوي على قصاصات من الصحف، وهو أكبر من المجلد الذي يحتوي على التقارير الاستخباراتية. ويبدأ بوتين بالصحافة الروسية الرسمية، ثم ينتقل إلى صحافة الفضائح، ومن ثم إلى الصحف الأقل أهمية بالنسبة له وهي الصحافة الأجنبية، والتي يجمعها عادة له مسؤولي وزارة الخارجية الذين لا يخفون عنه الأخبار السيئة.
وبينما يعمل بوتين في مكتبه، فهو يراقب الخدم الواقفين على بابه من حين لآخر عن طريق الفيديو، ويسمعهم يثرثرون ويعبرون عن مللهم من العمل بطريقة أو أخرى.
نادرا ما يستخدم الرئيس الروسي الإنترنت، فهو يجد أن الشاشات دائما ما يكون بها رسائل «مربكة».
كما أن بوتين لا يعيش في موسكو، فهو يكره المكان بسبب ازدحام المرور، والتلوث، وعدم الرضا من الناس هناك، لكنه اختار العيش في قصر في مدينة نوفو أوجاريوفو، بعيدا عن الجدران الحمراء للكرملين، والعقارات الضخمة ومراكز التسوق الضخمة في موسكو.
وفي طريقه من القصر إلى الكرملين، يتم إغلاق الطريق وإخلائه تماما من حركة المرور، حتى يصل في أقل من 25 دقيقة، بعيدا عن الزحام المروري في شوارع موسكو. كما أنه يكره الذهاب إلى الكرملين للعمل، ويفضل العمل من المنزل.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، يصبح برنامج بوتين أكثر عشوائية، ولكن مع ذلك فهو يهتم أحيانا بأخذ دورات في اللغة الإنجليزية لتعلم الكلمات الصعبة، والغناء. وفي يوم الأحد ويقال أنه يصلي أو يذهب للاعتراف في الكنيسة.
ومن أحب الهوايات للرئيس بوتين لعب الهوكي على الجليد.ويرتدي حراسه قميصه في اللعب ويهتفون باسمه لتشجيعه.
لا يوجد في حياة بوتين قصص توحي بأنه يعيش ببذخ، إنه فقط يشعر بالوحدة، حيث أنه ليس لديه عائلة، فقد ماتت والدته وكذلك والده، كما عانت زوجته اضطرابات عصبية ثم انفصلوا لفترة طويلة، ثم حصل على الطلاق منها. ولدى بوتين هناك ابنتان، لكنهما سر من أسرار الدولة، ولم تعد تعيشان في روسيا.
ويحب الرئيس الروسي الحيوانات، ويستمتع بالحيوانات التي ترفض الانصياع له، ويربي كلب لابرادور أسود، يحب الصيد كما يحب سيده، ويبحث كلاهما عن النمور والدببة معا من طائرته الهليكوبتر.
غرفة بوتين الخاصة مغلقة تماما ولا يسمح لأحد الوصول إليها، إلا عندما يصل فريق الأمن الخاص به هناك لإزالة أوراقه الهامة ومستلزماته.
وبحسب الكاتب، فإن بوتين يتصرف كما لو أنه كائن مضيء مصنوع من البرونز، يحب الصمت من حوله، حيث تتغير نبرة أصوات الرجال عندما يتحدثون إليه إلى أدنى مستوى ممكن.