تساءلت شبكة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية عن مدى إمكانية تفتيش المسؤولين السياسيين رفيعي المستوى ومبعوثي الدول الأجنبية أم لا عند زياراتهم لدول أخرى، وذلك على خلفية تفتيش وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجهاز كشف المعادن عند زيارته للقصر الرئاسي لمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقالت الشبكة البريطانية، في تقرير لها أمس، إنه في الوقت الذي ينتظر عامة الناس في طوابير طويلة في نقاط التفتيش الأمني في المطارات، فإن السياسيين رفيعي المستوى وكبار الدبلوماسيين مضمونة لهم حريتهم بعيداً عن أيدي موظفي الأمن أو على الأقل هذا ما يجب أن يحدث.
وأضافت أن توقيف وزير الخارجية الأمريكية ومروره من جهاز كشف المعادن قبل لقائه السيسي يعد «واقعة غير عادية».
وتابعت الشبكة: «كيري ليس أول مبعوث دبلوماسي يتم توقيفه من موظفي الأمن، إذ أوقفت الولايات المتحدة وزير الدفاع الهندي السابق جورج فرنانديز مرتين في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. وفي عام 2010، أوقف موظفو الأمن في مطار هيوستن بولاية تكساس مبعوث الهند للأمم المتحدة وفتشوا عمامته».
ونقلت «بي بي سي» عن باول وايتواي، الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية ومدير الدبلوماسية المستقلة، وهي مجموعة تقدم خدمات استشارية تتعلق بالشؤون الدبلوماسية، قوله إن «الدبلوماسيين وأعضاء لحكومة عادة ما يتمتعون ببعض الحصانة التي تمنعهم من التفتيش».
وأوضحت الشبكة البريطانية الإخبارية أنه بالنسبة للسياسيين رفيعي المستوى تعد الإجراءات الأمنية، حتى السطحية منها، مثل المرور على جهاز كشف المعادن، أمرًا غير ضروري ومزعج.
وأشارت إلى اتفاقية فينيا بشأن العلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تحدد الإجراءات المتبعة مع الدبلوماسيين، إذ تمنع تعرضهم للتحرش بهم دون مبرر. وصدقت على هذه الاتفاقية 90 دولة من بينها مصر.
وعلى الرغم من الاختلاف بين وزراء الخارجية والدبلوماسيين المقيمين، فإن الطريقة التي من المفترض أن يتم التعامل معهما بها متشابهة إلى حد ما، وفقًا لما نقلته «بي بي سي» عن «وايتواي».
وأوضحت «بي بي سي» أن الهدف من منع تفتيش الدبلوماسيين والوزراء يتمثل في السماح لهم بالسفر بسرعة وبسهولة أكبر، وذلك حماية لأي وثائق سرية يمكن أن يحملوها.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن التفتيش يثير الامتعاض ويعد خرقًا نظريًا لاتفاقية فيينا، فإن الدول لا تزال تحتفظ بحقها في توقيف الساسة وتفتيشهم لأسباب أمنية أو في حال رغبتها في توصيل رسالة لضيوفهم.
ونقلت عن «وايتواي» قوله إنه «تعرض للتفتيش من ضباط الشرطة في مطار تشيلي، كما وضعوا أمتعته على سير التفتيش».
وأضاف: «إذا طلبت السلطات ذلك، فليس لدى أي مبعوث أو دبلوماسي ما يفعله سوى أخذ نفس عميق والامتثال للتفتيش».