في كل دقيقة تمر على قطاع غزة، يسقط القتلى والجرحى، في كل مكان، في الشارع، والمستشفى، وداخل البيوت، والمركبات، ولا تكاد الأرقام الطبيّة تتوقف عن سرد ما يّخلفه العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم السابع عشر على التوالي، من مآسٍ إنسانية، وإحصائيات لـ«عدّاد الدم»، الذي لا يتوقف عن النزيف ولو للحظة، ويقول الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، إنّه بات من الصعب على الطواقم الطبية، أن تتعامل مع حجم هذه الكارثة.
وأضاف: «لا تكاد تمر دقيقة، بل أقل، حتى تستقبل مستشفيات القطاع عشرات الشهداء والجرحى، وفي كل دقيقة هناك قصف من الآليات والمدفعيات الإسرائيلية، على البيوت بشكل عشوائي، وعنيف، والطائرات الحربية لا تتوقف عن شن غاراتها».
وفي جميع أنحاء قطاع غزة، لا يتوقف نزيف الدم، كما يؤكد «القدرة»، والذي يعترف بأنّ تلاحق العدوان الإسرائيلي، وامتداده على طول النهار والليل، يجعل من مهمة التوثيق السريع للأحداث صعبة.ويوما بعد آخر، يزداد عدّاد الدم في قطاع غزة، إذ بدأت حصيلة العدوان في يومها الأول بـ10 شهادء لتزداد في اليوم الثاني لـ24 ثم لـ60، وبدأت الأرقام تتجاوز المئة كلما طال العدوان الإسرائيلي، واشتدت وتيرة القصف البري والجوي، وشهد، الأحد، 20 يوليو، الأكثر دموية منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وحتى الأربعاء، إذ سقط 126 شهيدا، بينهم 42 طفلا معظمهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي يزال محاصرا من قبل الجيش الإسرائيلي.
ويجد الصحفيون في قطاع غزة، صعوبة في توثيق الأرقام بشكل آني، وتغطية تداعيات القصف الذي يمتد لأكثر من مكان في وقت زمني واحد. ويتابع «القدرة»: «الآن هناك حديث عن مجازر في أنحاء متفرقة، شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، ونخرج بحصيلة تتغير كل دقيقة، فهناك قتلى وجرحى لا يمكن الوصول إليهم».
وقصفت الآليات والمدفعيات الإسرائيلية، فجر الأربعاء، منازل وأراض فلسطينية في أنحاء متفرقة من بلدة خزاعة وعبسان شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعشرات القذائف والقنابل الغازية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.