x

ثورة يوليو: تتجدد أم تتقاعد؟

تصوير : آخرون

«يجب ألا ننسى، ويجب ألا نخطئ»، هذا ما قاله الراحل الدكتور أنور عبد الملك فى كتابه الشهير «المجتمع المصرى والجيش»، وهذا ما يحاول ملفنا أن يسير عليه. لا نطلب نسياناً أو غفرانا ليوليو فيما أخطأت فيه، وما أكثر أخطائها، ولن نطلب فى المقابل صمتا على تشويه مقصود للحركة الوطنية المصرية والضباط الذين قاموا بالثورة وخرجوا من رحمها. نربط الماضى بالحاضر ونقدم أسرارا ومواقف ووثائق جديدة. ما يقوله الملف إن ثورة يوليو أكبر من بدايتها ومن شخوصها وبيانها الأول ومن كل أوراقها ومراحلها وانتصاراتها وهزائمها، وأهم ما فيها أنها نقلت مصر من دولة ظلت «ملطشة» منذ 525 قبل الميلاد زمن غزو قمبيز – وباستثناء فترة محمد على – حتى ليلة 23 يوليو، إلى دولة قوية بل وقمعية أحيانا أو كثيراً، تمكنت بفضل قوتها هذه أن تعبر حرب 1956 وتتجاوز كارثة 1967 وتستعد لحرب التحرير وتنتصر فى أكتوبر 1973 وتتحطم على أرضها أخيراً وبوعى شعبها وجيشها كل محاولات تفتيت المنطقة والعودة إلى زمن «سايكس بيكو» مرة أخرى. ولأن الذكرى 62 للثورة تحل فى زمن يفور بطموحات المصريين إلى الحرية والحداثة والعدل وتتشابه فيه الأجواء الدولية والإقليمية مع لحظة اندلاعها، فإن السؤال يطرح نفسه: هل تتجدد يوليو بعد هبة الشعب والجيش فى يناير ويونيو أم تأخذ مصر مساراً آخر وتطوى نظام يوليو، لتبدأ صفحة جديدة فى تاريخها وأى صفحة؟. هنا محاولات للإجابة، وسعي إلى أن تكون مصر «محلاً لسعادتنا المشتركة نبنيها بالحرية والفكر والمصنع».

الجيش المصرى الوطنى أهم إنجازات ثورة 23 يوليو

فى الوقت الذى يعتبر فيه البعض أن ثورة يوليو 1952، أصبحت أوراقا فى دفاتر التاريخ، وتم الانقضاض على مكتسباتها خارجيا وداخليا، سواء بحرب يونيو 67، ونكستها، أو الانفتاح الاقتصادى العشوائى الذى انتهجه السادات، بعد انتصار أكتوبر 73، الذى زاد إفقار الفقراء، يرى البعض الآخر، أن تحقيق أحد مبادئ الثورة الستة، ببناء جيش وطنى وقوى، أنقذ مصر فى النهاية من براثن نظامى مبارك والإخوان، وانحاز للشعب فى ثورتى يناير ويونيو، ليستكمل ما بدأته الثورة الأم.

فيما تظل ثورة يوليو، بمبادئها الستة، درسا ونموذجا يجب أن يظل أمام أى قائد وشعب يريدون أن يبنوا وطنا، بعد ثورتين جديدتين، خاصة فى ظل تشابه الظروف الداخلية والخارجية، حيث نجحت ثورة 52 فى تحقيق بعض أهدافها، وأخفقت فى تحقيق أخرى، وعلى رأسها الديمقراطية.

«المصرى اليوم»، استطلعت آراء عدد من السياسيين والمواطنين، فى المحافظات، حول مدى تحقيق تلك الثورة أهدافها، بعد 62 عاما على قيامها، ومدى إخفاقها، فكانت الإجابات التالية:

قال الدكتور عيد صالح، القيادى بالحزب الناصرى بدمياط، عضو اتحاد الكتاب، إن حلم التغيير لثورة 1952، تشابه مع حلم التغيير فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وكانت الأهداف المشتركة باختلاف القضاء على الاستعمار فقط فى ثورة 1952، حيث رحل آخر جندى عام 1954 من بورسعيد، ليعود ويقصف بورسعيد ومدن القناة 1956، وتحتل سيناء وبورسعيد فى مؤامرة العدوان الثلاثى، وينتفض العالم ضد هذا العدوان الغاشم، وتتصدى المقاومة المصرية الباسلة، ويذهب الاستعمار إلى غير رجعة.المزيد

الابن ومدير المكتب في حوار المكاشفة بمنزل «سيد الصمت»..والغموض زكريا محي الدين
محمد زكريا يسار سمير مصلح فى حوار مع «المصرى اليوم»

الغامض والقاسى والنبيل والحازم والمنجز والمحافظ والكتوم والمنضبط والدقيق. كل هذه الصفات أطلقت على كاتم أسرار يوليو ومؤسس أجهزة أمنها زكريا محيى الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، ونائب عبدالناصر ورئيس الوزراء ووزير الداخلية مرتين. رحل زكريا بعد أيام من تنحى مبارك مكملا رحلة صمت واعتزال للعمل العام بدأت فى 1968 بعد أن شعر بأن عبدالناصر لا يستجيب للمطالب التى عرضها عليه فى استقالة مسببة اختفت بقدرة قادر حتى هذه اللحظة.

ما حقيقة سكوته وما طبيعة علاقته بناصر وماذا فعل حينما وقعت هزيمة 1967؟ وماذا قال حين رحل ناصر؟ كيف نظر إلى عبدالحكيم عامر ورجاله؟ خلافاته مع اليسار ورفضه لسياسة الدعم؟. خلفيات عدائه للإخوان ومدى شعوره بالمسؤولية عن استفحال دور أجهزة المخابرات والأمن التى أسسها؟ هل كان يرى فيما حدث فى يناير 2011 وما بعده تجديدا ليوليو أم اعتبر أنها «ثورة وعدت». ما أوجه الشبه بينه كمدير للمخابرات الحربية ومثيل له كان أيضا مديرا للمخابرات الحربية ثم أصبح رئيسا وهو السيسى؟

فى هذا الحوار المثير مع الابن محمد زكريا محيى الدين - الرئيس التنفيذى لشركة إنتاج كيماويات وأحد مؤسسى التيار الشعبى - ومع سمير مصلح، مدير مكتب زكريا محيى الدين، لمدة خمس سنوات من 1963 نتعرف خلال المشاهد التالية على أبعاد أخرى فى شخصية الراحل ومواقفه.المزيد

«بني مر» .. قرية عبد الناصر التي تحلم بـ«نظرة» من الحكومة
منزل جمال عبد الناصر في قرية بني مر

مازال الأهالي في قرية بني مر بمحافظة أسيوط، مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، يحفظون الخطب الشهيرة لابنهم الذي قاد الثورة على الملك وحاشيته، ورفع الظلم علن الفلاحين، وبعد مرور 62 سنة على ثورة يوليو، يحلم الأهالي بأن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسي إمتدادا للزعيم الراحل، وبأن تتجه الدولة لتنمية محافظات الصعيد.
وأكد جمال عبدالناصر، أحد أقارب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أن 23 يوليو ثورة شعبية أنقذت مصر من ظلم الملك وحاشيته.
وقال عبدالناصر: أتذكر جيداً عندما قال الرئيس عبدالناصر «ارفع رأسك عالياً فقد انتهي عصر الاستبداد»، وكنا في ذلك الوقت نرى جدنا الأكبر الحاج حسين في حالة فرح، وكان أهل القرية يلتفون حوله ويباركون له، وكنا نرى الفرحة في عيون الناس التي خرجت للشوارع تهتف «عاش ناصر عاش».
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الأهالي خرجوا وقتها في موكب ضخم إلى مدينة أسيوط، يرفعون صور الزعيم عبدالناصر، وكان أغلبهم من العمال والفلاحين، موضحا أن البعض صنعوا تماثيل من الخشب لعبدالناصر ووضعوها في المقاهي، خاصة التي كان يجلس عليها عمال المصانع والموظفين والحرفيين، وأشهرها مقهى العمال بمنطقة القيسارية بوسط مدينة أسيوط، وكان بها راديو قديم يلتف حوله الناس ليستمعوا إلى الأخبار .
وأضاف عبدالناصر: «أرى أن الرئيس السيسي الذي خرجت ورائه الملايين، وهي تحلم بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية، سيحقق حلم الفلاح والعدالة الاجتماعية ويعيد كرامة الصعيد المهمش، ويفتح آفاق الإستثمار لأبناء الصعيد لينقذهم من البطالة .المزيد

الخبير الاستراتيجى عبدالحليم المحجوب يكتب: مواقف أهم القوى الإقليمية من يوليو
عبدالناصر يستقبل احد زعماء العرب

لم تكن ثورة يوليو 1952 مجرد طفرة مفاجئة، أو حادثا عارضا فى التاريخ المصرى أو نبتا شيطانيا أنبتته تربة جرى تشكيلها على عجل وإنما كانت نبتا مصريا أصيلا وحلقة من حلقات النضال الوطنى لامتلاك الإرادة المستقلة والمحافظة على مقومات الشخصية المصرية.

لقد جاءت الثورة فى توقيت كان يجرى فيه إعادة تركيب خريطة الشرق الأوسط بالكامل، تماما كما يحدث الآن، ونرصد هنا فى إيجاز مواقف 3 قوى إقليمية كبيرة من الثورة لنأخذ العبر إزاء ما يجرى حاليا:

أولا: موقف المملكة السعودية

تعد كل من مصر والسعودية الدولتين الأكثر تأثيرا وفاعلية على السياسات العربية بحكم ما يمتلكانه من مقومات جغرافية تؤهل كل منهما لممارسة دور مؤثر فى مناطق بالغة الحساسية من المنظور الاستراتيجى، وبحكم خلفيات تاريخية تدعم قدرتهما على المبادرة والفعل على الصعيدين العربى والإسلامى وليس مجرد رد الفعل، كما يملكان من الثروات الطبيعية البشرية ما يؤهلهما لتحمل أعباء الأدوار والمسؤوليات المطلوبة من كل دولة على حدة أو منهما معا مما يجعل من توافقهما حول سياسات مشتركة وآليات منتظمة لهذا التوافق عاملا جوهريا فى استقرار المنطقة عامة، من جانب، وخدمة مصالحهما الوطنية من جانب آخر.المزيد

«المصري اليوم» تكشف عن وثيقة جديدة بتوقيع الرئيس السادات تنشر لأول مرة
بداية عمل السادات بالصحافة كانت فى مجلة «المصور»

تظل شخصيته واحدة من الشخصيات الغامضة المثيرة للجدل.. بعض من حياته عرفناه.. ولكن الكثير لم نعرفه حتى الآن.. الفتى الأسمر الذى تنقل بين مهن مختلفة، وظل مطارداً لسنوات طويلة قبل العام 1952 من سلطات الاحتلال، ومن رجال البوليس السياسى نظراً لنشاطه السياسى والوطنى. إنه الرئيس أنور السادات الذى عمل فى كثير من المهن، كان غالبيتها بعد إبعاده عن الخدمة بالجيش المصرى، فى أعقاب اتهامه وآخرين فى قضية اغتيال أمين باشا عثمان وزير المالية الأسبق عام 1946. ولكن تظل المهنة الغامضة من بين عشرات المهن التى عمل بها.. هى الصحافة.. هل فعلا كان السادات «بيشتغل صحفى»؟.ربما يكون ذلك سؤالا بسيطاً أو عنواناً فرعياً، من الممكن أن نكون قد عرفناه من خلال فيلم أيام السادات.. أو من خلال بعض القراءات فى كتابه الذى يتضمن سيرته الذاتية «البحث عن الذات».. ولكن ما الذى دفع الرئيس السادات للعمل بالصحافة؟.. وهل كان مضطراً للعمل بهذه المهنة؟المزيد

سامى شرف يكتب : والآن... من نحن؟
سامي شرف مدير مكتب جمال عبد الناصر

لماذا أطرح هذا السؤال؟

أجيب فأقول

هل دورنا هو أن نحزم حقائبنا ونسافر لنصل إلى أى مكان لنجتمع ونسمع تقارير ثم يقوم بعضنا ليتكلم ونتكلم ثم نتكلم ثم نقترح وبعد ذلك نستنكر ثم نشجب وبعد ذلك نعتقد أنه كان من الواجب أن.. ثم نأكل ونشرب ونتواعد على لقاءات قادمة وهكذا ينفض مجلسنا إلى أوراق ومكلمة..

إذا كان هذا هو واجبنا والمطلوب منا أن نقدمه لأمتنا العربية فلنفضها سيرة وكل واحد يروح لحاله

لكن إذا كان لنا دور.. فلماذا لا نعلن قيام لجان القومية العربية المتحدة من هنا والآن، وليكن لها هياكل تنظيمية فى الأقطار العربية تفعل وتنشط العمل القومى العربى ولنبدأ بقضايا محددة نعمل كلنا من أجل تحقيقها وهى تفعيل المقاطعة الأمريكية بشكل مكثف.. نزرع قمحنا ـ رغيف العيش ــ نستغل طاقتنا وخصوصا شمسنا ونفعلها ونسعى بجدية لتصنيع الصناعة، وقطننا.. إلخ.

تفعيل مبدأ المقاومة بكافة أشكالها سواء على المسرح العراقى أو الفلسطينى أو الليبى أو اللبنانى وباقى الأمصار، فهذه المقاومة لو فعّلت فلسوف تكون قد ضربت المثل ولتقف وحدها دون عون أو مساعدة من أحد ولا يجرؤ أى نظام عربى حاكم على مساندتها حتى ولو بافتتاح مكتب سياسى أو إعلامى لها ورغم ذلك سوف تفقد أمريكا وغيرها هيبتها أمام هذه المقاومة، وللأسف فإن الصوت العالى للمقاومة الآن هو صوت وفعل التيار السلفى.. أين التيار القومى الأقوى والأفعل؟ نحن على الأقل لنا برامج ورؤى واضحة محددة تمثل أحلام جماهير عريضة جدا من الأمة ولكننا متشرذمين.. أهدافنا واضحة ومتفق عليها ولايختلف عليها اثنان ولكننا فى تيه.. أين العلة؟ وكيف العلاج؟المزيد

المفكر اليسارى الدكتور رفعت: كنا نحب «عبدالناصر».. والديمقراطية كانت مطلبنا الوحيد
الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع الوطني، فى حوار خاص لـ ;المصري اليوم ;، 8 يناير 2012 .

قال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق، إن من أكبر أخطاء ثورة يوليو أنها لم تجد من يدافع عنها، بالإضافة إلى غياب الديمقراطية وحرية الرأى ووجود سجون ومعتقلات دون مبرر، وأضاف فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن هناك اختلافات بين ثورة 52 وثورة 30 يونيو، منها أن ثورة 52 تحدثت عن العدل الاجتماعى بشكل جدى ووضعت أسسا له، وحققت مجانية التعليم ووفرت العلاج فى المستشفيات وتم القضاء على البطالة، أما السيسى فيسعى لنظام حر وسوق حرة بها عدالة اجتماعية.. وإلى نص الحوار:

■ فى ذكرى ثورة 23 يوليو ما تقييمك لها؟

- لخصها شاعر العربية المهدى الجواهرى وهو يرسم جمال عبدالناصر وقال «أكبرت يومك أن يكون رثاء/ فالخالدون كعهدهم أحياء/ لا يعصم المجد الرجال وإنما/ كان عظيم المجد والأخطاء»، فقد كانت هناك أشياء عظيمة حققتها الثورة وأخطاء كبيرة أيضا، ومن بين هذه الأخطاء مثلا أن منجزات ثورة 23 يوليو لم تجد من يدافع عنها، كما كان من أخطائها الكبيرة غياب الديمقراطية وحرية الرأى، وفتح السجون والمعتقلات بدون مبرر، فأنا وحتى وقتنا هذا لا أفهم لماذا كان التعذيب وحشيا بهذه الصورة، كنا نحب ونؤيد عبدالناصر فى جميع مواقفه سواء كانت الحرب أو الوقوف أمام العدو أو مساعدة العرب فى التحرر أو أى شىء آخر وكنا نريد فقط الديمقراطية، فجمال عبدالناصر حكم مصر 18 عاما قضيت أنا 12 عاما منها فى المعتقلات والسجون والتعذيب.

■ بعد مرور 62 عاما على الثورة.. هل ترى أنها تتجدد أم تتقاعد؟المزيد

الدكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق: نعيش الآن أجواء ما بعد 23 يوليو
د.محمود أباظة أثناء حديثه إلى «المصرى اليوم»

قال الدكتور محمود أباظة، رئيس حزب الوفد السابق، إنه برغم بدء ثورة 23 يوليو بانقلاب عسكرى إلا أن المرحلة التى جاءت بعدها تشبه لحد كبير مرحلة ما بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو من حيث التأسيس لمرحلة جديدة، مشيرا إلى أن النظام الذى سقط بعد ثورة 25 يناير، هو نفسه النظام الذى تم تأسيسه بعد ثورة 23 يوليو.. وإلى نص الحوار:

■ فى ذكرى ثورة 23 يوليو ما تقييمك لها؟

- أولا يجب أن نسمى الأشياء بأسمائها، فثورة 23 يوليو بدأت انقلابا عسكريا، سبقها تغير عميق خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، وكان يجب مع هذا التغير تغيير على المستوى السياسى، ومن هنا جاء نجاح قيادة الثورة فى التغيير الاجتماعى، ولم تكن المثال الوحيد، فالأنظمة الشمولية كانت هى السائدة فى العالم الثالث، وقد اعتمدت الثورة بشكل كبير على أنها حققت الجلاء والتغيير الاجتماعى الكبير، إلا أنها فشلت فى إقامة حياة ديمقراطية، وفشلت فى 67، ثم احتشد الشعب المصرى مرة أخرى وأيدها، فإننا نستطيع القول إن ثورة 23 يوليو أنهت مرحلة وبدأت مرحلة جديدة، والهيكل السياسى فيها ظل ثابتًا والمتغير المجتمعى كان كبيرًا وكان يجب أن يتواكبا معا.

■ وبماذا تصف إذن ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟

- فى الثلاث سنوات الأخيرة، نتجه إلى فترة تكوين نظام يريد أن ينجح، فـ25 يناير و30 يونيو ثورتان تؤسسان لمرحلة جديدة، وهناك تطور طبيعى، فإننا لا يمكن أن نفصل ثورة 1919 عن ثورة 1952، فالنظام الساقط فى 25 يناير هو النظام الذى وضع بعد ثورة 52 وهو سقط الآن.المزيد

المفكر الإسلامى مختار نوح: يوليو 52 نموذج انتهى
مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، فى حوار خاص لـ ;المصري اليوم ;، 3 سبتمبر 2013.

قال المفكر الإسلامى مختار نوح، إن ثورة يوليو نموذج انتهى ولن يتم تطبيقه مرة أخرى، لأنه يحتاج إلى نفس الأفكار والمبادئ، مشيرًا إلى أن هذا لن يعود إلا بعودة الرجال الذين يعرفون طريق تطبيق قواعد الثورات، وأضاف فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن ثورة يوليو عملاق فرض نفسه أما 30 يونيو فثورة ما زالت نائمة، خاصة أنها تتحدث عن العدالة الاجتماعية لكنها لا تعرف الطريق إليها حتى الآن.

■ فى ذكرى ثورة 23 يوليو وبعد مرور كل هذا الوقت ما تقييمك لهذه الثورة؟

- ثورة 23 يوليو هى التى يطلق عليها اسم الثورة، فهى أولى بهذا اللقب من ثورتى 25 يناير أو 30 يونيو، لأنها أحدثت تغييرات جذرية حقيقية فى المجتمع، وطبقت نظرية الواقعية، ولم تكن مجرد شعارات يتحدثون بها، فعلى سبيل المثال عندما التزمت ثورة 23 يوليو بالدفاع عن الفقراء استطاعت أن تقوم بتحول مجتمعى خلال عامين فقط، سواء كان تحولا تشريعيا أو رقابيا، فقد وضعوا القوانين والتشريعات، ووضعوا التسعيرة الجبرية ولم تكن بشكل فوضوى وإنما وضعوا أيضا الجهات الرقابية وأنشأوا الأجهزة التى تعمل على تنفيذ ذلك، كانت ثورة حقيقية، سواء كنت تختلف أو تتفق معها.

■ وبماذا تصف إذن ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟

- ثورات شكلية وتعتمد على أفراد، فثورة 30 يونيو ما زالت تعتمد على السيسى فقط لا غير، فى حين أن السيسى بمفرده لن يستطيع أن يفعل شيئا، أما 25 يناير فكانت تجرى خلف الانتقام والتخلص من العصر السابق، وبالتالى كان من السهل على الإخوان أن يستفيدوا منها على الرغم من أنهم كانوا ضدها وما زالوا، أما ثورة 1952 وبرغم اختلافى الشديد معها، لكننى يجب أن أؤكد أنها كانت ثورة حقيقية كان بها أفراد يفكرون ومؤسسات تطبق.المزيد

محمد الخولى: عبدالناصر بطلى لكن نكسة يونيو هزت صورة مصر فى أفريقيا
المصري اليوم تحاور « محمد الخولى »

يفتح المترجم والكادر السياسى الناصرى والمذيع القدير والكاتب الصحفى محمد الخولى فى هذا الحوار قلبه وعقله لـ «المصرى اليوم» ويكشف الكثير من أسرار الدعم الناصرى لليبيا وللجزائر وللدول الأفريقية وكيف خسرت مصر مواقعها الإقليمية والدولية وعقدة الرجل الأبيض عند السادات ويقارن بين دهاء ناصر مع الإخوان فى 52 وتعامل السيسى معهم فى 30 يونيو و3 يوليو. وإلى نص الحوار:

■ ما تفسيرك لاهتمام ثورة يوليو بالثقافة وهل كان بغرض الحشد أم التنوير؟

- وجود أكثر من ضابط مثقف أو كاتب بين الضباط الأحرار لا يبرر وحده اهتمام الثورة بالثقافة والفنون حتى صارت الثقافة والفنون فى العهد الناصرى مضرب الأمثال، إلا أننى لا أبخس فترة ما قبل ثورة يوليو حقها، وخاصة أن ما فعلته ثورة يوليو هو ما قلته أنت تحديدا وهو بعث عظمة مصر الثقافية والفنية، وأنا أعتبر الأربعينيات من أعظم الفترات فى تاريخ مصر المعاصر من حيث ازدهارالفكر والآداب والفنون وهذه هى المرحلة الغنية التى تربى ونشأ فيها الضباط الأحرار.المزيد

يوليو بين بيانين

تظهر القراءة الناقدة لبيان أنور السادات صبيحة 23 يوليو 1952 وبيان الفريق عبدالفتاح السيسى مساء 3 يوليو 2013 فروقا مهمة على الرغم من العلاقة العضوية التى تربط بين البيانين والحدثين وكون القوات المسلحة قاسماً مشتركاً بينهما، كما أن الشهر- قلب الصيف - واحد فى الحالتين والناطقين بالبيانين عسكريان.

فالبيان الأول يقدم مبررات للحركة لا تشمل تغيير نظام الحكم القائم فهو يتحدث عن: فترة عصيبة فى التاريخ الأخير ورشوة وفساد وتآمر وخيانة وعدم استقرار حكم، ويتحدث أيضا عن هزيمة فى حرب فلسطين وتولى جاهل أو فاسد للسلطة، وأولا وأخيرا تأثير كبير (سلبى) على الجيش.

أما الثانى فيتحدث عن تحديات ومخاطر على المستويات السياسى والأمنى والاقتصادى والاجتماعى تواجه الوطن، وانقسام مجتمعى واحتقان وأزمة راهنة ورفض لترويع وتهديد جموع المصريين، وإساءة لمؤسسات الدولة الدينية والوطنية (ومنها الجيش بالطبع)، وأخيرا جماهير تحمل مطالب ثورة وتلح على الجيش لكى يتحمل مسؤوليته وجيش لا يستطيع أن يصم آذانه. الجيش أوذى فى البيان الأول بحيث أصيب بهزيمة لا ذنب له فيها، والجيش أوذى فى الثانى لكن مع مؤسسات وطنية أخرى. مصر فى البيان الأول تبدو وكأنها تحتاج فقط إلى لجنة للإصلاح الإدارى ولمكافحة الفساد وللشفافية وتقوية الجيش، كل ذلك مع أن أهداف يوليو كانت إحداث تغيير جذرى بينما مصر فى البيان الثانى تحتاج كل شىء تقريبا: أمن ووفاق ونهوض اقتصادى واجتماعى وسياسى وعدالة وكرامة.المزيد

مساعد وزيرالدفاع الأسبق وأحد الضباط الأحرار:المصريون خلعوا «عباءة الخوف»

هو مقاتل، شارك فى أربع حروب، وعاصر 3 ثورات انطلقت شراراتها فى مصر.. حياته كلها محطات من الوطنية الخالصة والعسكرية الشريفة التى لم تفكر يوماً فى الدخول إلى معترك السياسة.. شاءت له الأقدار أن يكون واحدا من الضباط الأحرار، ويشارك فى اقتحام مبنى القيادة العامة تحت قيادة يوسف صديق، فجر يوم 23 يوليو 1952.. بعدها شارك فى كل المحطات المهمة فى النصف الثانى من القرن العشرين، فى الدفاع عن بورسعيد عام 1956، حرب اليمن، ثم مرافقة المشير عبدالحكيم عامر لحظة ضرب المطارات المصرية فى 5 يونيو 1967.

إنه المقاتل الفريق أحمد صلاح عبدالحليم الذى قدر له أن يكون قائداً لواحدة من أهم معارك حرب أكتوبر المجيدة، وهى معركة الكيلو 10 التى دارت رحاها يومى 6 و7 أكتوبر. وهو نفس المقاتل الذى دخل معركة الدبلوماسية ممثلاً لهيئة عمليات القوات المسلحة فى قضية طابا.

عشرات المحطات المهمة فى حياته، يكشف فى حوار لـ«المصرى اليوم» عن أجزاء منها.. وفيها حكايته مع الضباط الأحرار وثورة يوليو ورؤيته لها بعد 62 عاماً.

■ لا أخفى أننى وقفت حائراً أمام البداية التى يجب أن ننطلق منها، فكل من محطات حياتك تستحق التعمق، وربما الدراسة على حدة.. لكننى أجد نفسى مضطراً للوقوف أمام محطة الضباط الأحرار.. كيف كانت ظروف وملابسات الانضمام؟المزيد

ميزانية ثورة يوليو.. كش ملك.. ومخصصات الديوان تهبط إلى النصف

فاجأنى أحد زملائى مازحا، عندما وجدنى بين طيات أوراق ضخمة تحمل جداول وأرقاما عن ميزانية الدولة المصرية عام 1952/1953، ليسألنى عن حجم مرتب والده، وإن كان مدرجا أم لا؟.

هذه المزحة كانت خير تعبير عن وضوح هذه الميزانية التى تجعلك بين صفحاتها الطويلة، تستعيد التاريخ كأنك تقرأ حركة كل شخوصه من خلال مخصصاتهم،حيث تعود بك الأرقام إلى زمن يرى فيه من أيد ثورة يوليو ومن عارضها شيئا جميلا، ألا وهو البساطة، فالأموال فى جانبى الميزانية مبالغ ضعيفة، وتكوين مؤسسات الدولة وأدوار كل منها محدود مقارنة بمليارات وهموم الألفية الجديدة فى القرن الواحد والعشرين.

تعكس الميزانية بين طياتها خميرة الجديد، فمن غرائب الأقدار أن مرسوم ربطها صدر فى 18 أغسطس 1952 أى بعد قيام ثورة يوليو بأسابيع (فى زمن الوصى على العرش) وباسم حضرة صاحب الجلالة ملك مصر والسودان، غير أنك تجد فى تفصيلات مخصصات جلالة الملك، ومصروفات وزارات الحربية والبحرية، والداخلية والمعارف والمالية، وجميع مخصصات مؤسسات الدولة من الملك إلى صغار الموظفين، ما يجب التوقف عنده. نختار منها نموذجا تستعرضه «المصرى اليوم» فى ملفها الذى يحتفى بذكرى ثورة 23 يوليو 1952.المزيد

شباب يناير ويونيو يوثق ذاكرة يوليو

«يجب ألا يبقى التاريخ لعنة عندما يمكن أن يكون أملا» هذا ما يؤمن به شباب من زمن مختلف وله طموحات مختلفة يقوم بتوثيق وأرشفة وحفظ تاريخ ثورة يوليو وغيرها من الثورات المصرية الحديثة. فى مكتبة الإسكندرية جزء هام يؤرخ لتلك الثورات المصرية مع فريق يقوده الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات الذى يقول: توثيق الأحداث وإنعاش الذاكرة الوطنية وبناء أرشيف كامل ومتنوع لا يقل أهمية عن معارك التغيير الثورى والسياسى والاجتماعى.

وأضاف عزب: الثورات المصرية يتم توثيقها بهذه الطريقة المنهجية المتكاملة بدءا من ثورة المصريين فى 1805 قبل تولى محمد على مرورا بثورة عرابى ثم ثورة يوليو ثم يناير 2011.

وقال محمود عزت رئيس وحدة العلاقات الخارجية بدارة المشروعات الخاصة إن شباب توثيق الثورات المصرية يقوم بمجهود جبار من البحث والتنقيب وتصنيف المعلومات وإتاحتها على شبكة الإنترنت للباحثين.

وأضاف عزت: إن الباحثين من تخصصات مختلفة وهذا ما يؤدى إلى تكامل التاريخ، حيث استعنا بشباب من اقتصاد وعلوم سياسية وتاريخ وآثار ومكتبات ليشكلوا معاً نواة لمدرسة مصرية جديدة فى التاريخ.

وأكد عزت أن العمل بدأ فى 2005 ومستمر حتى الان ولن ينتهى لأنه يوميا يظهر الجديد الذى يحتاج المتابعة والبحث والتنقيب.المزيد

قالو عن 23 يوليو

محفوظ عبد الرحمن: الهجوم عليها كان ممنهجاً

قال محفوظ عبد الرحمن الكاتب والسيناريست إن ثورة 23 يوليو مرت بمراحل متعددة تحتاج حاليا إلى مراجعة، موضحا أنه بعد عام 1970 بدأت الثورة تتعرض لهجوم شديد بشكل ممنهج ومدبر لتدمير فكرتها، بعد أن أصبحت مصدر قلق لأناس كثيرين فى الغرب والمنطقة العربية، خاصة أن فكرة تحقيق العدالة الاجتماعية بدأت تقلق البعض.

وأضاف: «بدأت الحرب على الثورة بالكتابة واستخدام الفن أحيانا لمهاجمة هذه الفترة، واستمر هذا الهجوم حتى فترة التسعينيات، حيث بدأ يظهر شباب فى العشرينات من عمرهم يهاجمون ثورة يوليو بشراسة ودون حجة واضحة.

زكريا حسين:انتهى عمرها الافتراضى

قال الدكتور زكريا حسين، أستاذ الدراسات الإستراتيجية المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية، إن العمر الافتراضى لثورة 23 يوليو انقضى وولى، موضحا أنها حققت بعض أهدافها وأخفقت فى تحقيق بعضها الآخر، لذلك فهى أصبحت ذكرى بما قدمته وما لم تقدمه.

وأضاف أن ثورة 23 يوليو عمر انقضى من تاريخ شخصيات انتهت ورحلت عن عالمنا وبالتالى فهى ماتت وانتهت، مشيرا إلى أن الدور العسكرى للجيش تطور بالفعل لأنه من الصعب البقاء على حاله، فإذا بقيت القيادة العسكرية والجيش على حالها فإنها تتعرض للصدأ وتتقادم وتفسد وتصبح جميع إمكانياتها فاسدة.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية