3 سنوات حرصت خلالها ولاء على، موظفة بمكتب بوسط البلد، على الابتعاد عن مقر عملها خلال أيام العيد، بعدما أصبح التحرش إحدى أهم فقرات الاحتفال بالعيد فى وسط البلد، لكن الحكم القضائى الأخير الصادر ضد متحرشى ميدان التحرير، شجعها على إنهاء مقاطعتها لوسط البلد، تقول ولاء: «لو استمر الأمر على هذا الحال والقوانين كانت فعالة وناجزة وليست مجرد بروباجندا، وقتها أستطيع أن أمشى فى الشارع فى أى وقت وبأمان». لكن الأحكام القضائية لم تكن كافية لطمأنة جيلان محمد، التى قررت قبل 5 سنوات ألا تتواجد فى الشارع طوال أيام العيد خشية التحرش، فهى لاتزال فى انتظار تغيير ثقافة الشعب وتقول: «الأحكام الأخيرة جيدة، لكن الموضوع لابد أن يأتى من داخلنا، كيف أشعر بالأمان ولايزال هناك من يتعاطف من شاب لأنه حكم عليه بالمؤبد بسبب التحرش بفتاة».
استحواذ قضية التحرش على اهتمام الرأى العام، بعد حادث التحرش بفتيات ميدان التحرير، وصدور حكم قضائى ضد المتحرشين، جعل الاستعداد للعيد تسوده حالة من التأهب والترصد للمتحرشين، تقول جانيت عبدالعليم، عضو مؤسس بحركة «شفت تحرش»، عن استعداد الحركة للعيد هذا العام: «كعادتنا كل عام سنكون فى وسط البلد قبل العيد بثلاثة أيام للتحدث إلى الناس وأصحاب المحال لتوعيتهم، وتوزيع بوسترات الحملة والخط الساخن الخاص بنا عليهم، لاستقبال البلاغات ضد المتحرشين». وتضيف: «العيد سيكون اختبارا حقيقيا لمفعول أحكام التحرش على الشباب، وسنرى إن كانت هذه الأحكام رادعة أم لا، وهو ما سنرصده هذا العام ونعلن عنه من خلال بيان نصدره فى نهاية أول أيام العيد». هانى عبدالرحمن، نائب مدير إحدى دور العرض السينمائى، يتوقع أن يصبح الحال أمام السينمات وشوارع وسط البلد أهدأ هذا العام، ويقول: «أعتقد أن الأحكام أتت فى وقت قريب من موسم العيد، وستظل عالقة فى أذهان الشباب وتكون كارت إرهاب يمنعهم من التفكير فى الإقدام على هذا الفعل». ويضيف: «لا أظن أن الأحكام كافية للقضاء على التحرش، لابد من اقتلاع المشكلة من جذورها ومعالجة أسبابها أولا».