لو أن الجامعة العربية تقوم بشغلها بحق وحقيقى.. لأرسلت خطاباً لبنيامين نتنياهو تشكره على جهوده الواضحة فى توحيد الأمة العربية من جديد.. فقد أعاد العدوان تذكيرنا بالثوابت.. وضرورة التفافنا حول القضية الأم.. بالرغم من سقوط مئات الشهداء من الآباء والأمهات والأطفال.. مقابل أفراد محدودين من الجيش الإسرائيلى.. فهكذا الأصول فى حروب المقاومة.. وهكذا القواعد فى طريق التحرير.. وطريق الدم هو الطريق الواحد والوحيد الذى يمكن من خلاله تحرير الأرض واستعادة الكرامة واسترداد السيادة.
■ تصور نتنياهو، وهو يضرب غزة، أننا سوف نطنش ونمارس فضيلة الصبر الجميل.. ونغض البصر عن عدوان جيش «الدفاع» عن إخوتنا فى غزة.. وحسب أننا استبدلنا خرائطنا القديمة.. وغيرنا كتب التاريخ والجغرافيا.. فوضعنا إسرائيل فى قوائم الأصدقاء.. وصنفنا حماس فى خانة الأعداء.. ومحونا أغانى فيروز عن القدس مدينة السلام.. التى نحلم بالصلاة فيها مسلمين ومسيحيين!!
■ نتنياهو لا يدرك أن حسابنا مع حماس مؤجل لبعدين.. لا يمكن أن أختلف مع حماس وهى تتعرض للعدوان الصهيونى.. بعدين نتفاهم ونتحاور أو حتى نتخانق.. لكن الخلاف وهى تتعرض للعدوان عيب.. وخروج على قواعد الأصول والتكاتف العربى.. نعم نحن غاضبون لتجاوزات حماس ووقوفها ضد مصر التى نذرت نفسها للقضية الفلسطينية.. نحن غاضبون لوقوف حماس مع قطر وتركيا وأمريكا ضد النظام المصرى الجديد.. لتحالفها مع الإخوان أعداء الشعب المصرى.. ولكن كل هذا بعدين؟!
■ إن حبات المسبحة لا يمكن أن تنفرط.. والشقيقة الكبرى لا يمكن أن تنشغل عن باقى الشقيقات.. وليس الدم كالماء.. وفلسطين تقع دائماً فى موقع القلب.. وما يربطنا هو أواصر الدم والتاريخ والمصير المشترك.. والاعتداء على أهلنا فى غزة وضع النقاط فوق الحروف.
■ وإذا لم تبادر حماس بضرب إسرائيل بصواريخها البدائية.. فإن إسرائيل كانت ستفتش عن حجة أخرى للعدوان.. والعدوان الوحشى على غزة لم يكن الاعتداء الأول ولن يكون الأخير.. ودائماً تتحجج إسرائيل بأسباب واهية لممارسة الإرهاب والبلطجة الدولية.. عينى عينك..!
■ إننا لا ننسى.. ولا يمكن أن ننسى أن تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى هو تاريخ الاعتداءات الإسرائيلية الغادرة.. والعدوان هذه المرة جاء للم الشمل فى صفوفنا.. فشكراً بنيامين نتنياهو الذى أعاد توحيد الأمة من جديد..!
■ وأتعجب والله من تنظيم الإخوان عالى الصوت.. الذى أصابه الخرس السياسى فجأة.. وكنت أحسب أنه سوف يساند حماس سياسياً على أقل تقدير.. كنت أتصور أن جماعة الإخوان سوف تناشد الحليف الأمريكانى بإقناع نتنياهو بالعدوان بالراحة.. يعنى يضرب على خفيف.. وعدم قصف المساجد والمستشفيات وبيوت الآمنين.. كنت أتصور أن الإخوان ستطلب من الصديق القطرى الذى تربطه علاقات الود والغرام والتجارة والاقتصاد مع إسرائيل.. أن تطلب منه التدخل لوقف العدوان على الأشقاء الحمساويين فى غزة.. ولا أعرف والله لماذا لم تمارس جماعة الإخوان ولها تنظيم دولى يسد عين الشمس.. فلماذا لم تمارس نفوذها مع تركيا لإقناع إسرائيل بأن ما تفعله مخالف لجميع القواعد الإنسانية والأخلاقية الدولية.
■ يا ميت خسارة وقد أصيب الإخوان بالخرس السياسى.. وكأنهم متفقون مع إسرائيل التى هى تضرب حماس التى تحارب معهم وتدافع عنهم فى الأراضى المصرية المفتوحة للجميع..!
■ شكراً بنيامين نتنياهو وكنا نجد صعوبة فى إقناع جيل الأبناء الذين لم يعاصروا الحرب.. بأن إسرائيل التى تتشدق بالديمقراطية وتتغنى بحقوق الإنسان..!
■ ويا عينى على خيبة باراك أوباما الثقيلة. وقد أعلن عن قلقه.. هكذا والله صرح فجأة: أنا قلقان.. فسألوه قلقان ليه.. فذكر أن قلقه بسبب سقوط 18 قتيلاً من جنود إسرائيل.. يعنى هو لم يقلق ولم ينزعج والمدافع الإسرائيلية تدك البيوت والمستشفيات!!
هو لا يدرك أنها مجرد البداية.. وغداً يسقط آخرون.. وأن النصر فى النهاية للشعوب الراغبة فى النصر.. القادرة على تقديم قرابين الشهداء.. حباً وكرامة..
عزيزى باراك أوباما.. طظ فيك..!!