x

مينا دانيال في ذكرى الميلاد.. تفاصيل السعادة أبقى

الثلاثاء 22-07-2014 13:41 | كتب: صفاء سرور |
متظاهرة ترفع قناع للشهيد مينا دانيال خلال مسيرة حاشدة بشوارع بورسعيد، 17 فبراير 2012. قامت الجبهة الثورية ببورسعيد بتنظيم مسيرة خرجت من مسجد الرحمة بحي الشروق تقدمها الفنان عمرو واكد، والنائب زياد العليمي، والناشطة والمدونة نوارة نجم، والإعلامى معتز مطر، وشارك فيها عدد كبير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين والفنانين في محاولة لدعم أهل البلد عقب المجزرة التي شهدها استاد المدينة وأدت إلى مقتل ما يزيد على 74 شخصاً. متظاهرة ترفع قناع للشهيد مينا دانيال خلال مسيرة حاشدة بشوارع بورسعيد، 17 فبراير 2012. قامت الجبهة الثورية ببورسعيد بتنظيم مسيرة خرجت من مسجد الرحمة بحي الشروق تقدمها الفنان عمرو واكد، والنائب زياد العليمي، والناشطة والمدونة نوارة نجم، والإعلامى معتز مطر، وشارك فيها عدد كبير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين والفنانين في محاولة لدعم أهل البلد عقب المجزرة التي شهدها استاد المدينة وأدت إلى مقتل ما يزيد على 74 شخصاً. تصوير : محمد راشد

ابتسامة، وعلم، ولحظات حياة قصيرة تحفظها صور، واسم على «يافطة زرقاء» بمدخل شارع، وتفاصيل أخرى صغيرة، جميلة قدر بساطتها، هي تقريبًا كل ما سيبقى في وعي المحبين والرفقاء عن فتى كُتب له بالموت منذ أعوام ثلاث مضت خلود، فأصبح لقبه «الشهيد» بعد أن قضى نحبه في ليلة واجهت فيها أجساد عارية بلا سلاح إلا هتاف الحناجر، رصاص ومدرعات عسكرية، وصارت تركيبة اسمه ولقبه كاملة منذ ذلك اليوم هي، الشهيد مينا دانيال.

الشاب الصعيدي الأصل مينا دانيال، شهيد اشتباكات 9 أكتوبر 2011، التي يعرفها الناس باسم «مجزرة ماسبيرو»، تحل يوم 22 يوليو 2014، الذكرى الثالثة والعشرون لمولده، والثالثة لاحتفال الأهل والأصدقاء ورفقاء الدرب الثوري به على الرغم من غيابه، بعد أن ذهب في معركة كانت الأخيرة ضمن سلسلة خاضها بدءًا من 25 يناير وإلى الثلث الأول من أكتوبر، بحثًا عن أشياء تمثلت في «عيش، وحرية، وعدالة اجتماعية»، ويمكن أن يضاف إليهم بحكم الديانة «مواطنة»، معركة كانت الختام لنضال تواصل على مدار 9 أشهر تقريبًا، بدت وكأنها فترة ما قبل الميلاد الجديد لمينا.

رحل مينا أثناء تظاهره أمام مبنى «إعلام الدولة» احتجاجًا على قرار هدم كنيسة الماريناب، أماتته رصاصة استقرت في صدره هو دونًا عن آخرين كان قدر بعضهم الموت برصاصات أخرى والبعض الآخر الدهس بالمدرعات في فعل استقر ضمير المحكمة العسكرية على أنه «قتل خطأ» وحكمت فيه على «الفاعلين» بثلاثة أعوام سجنًا كانت بداية تنفيذها وقت حكم المجلس العسكري، ومرت تقريبًا أعوام ثلاثة على المعركة «المجزرة»، وذهب بدل الحكومة حكومات، وتبدل على كرسي الحكم بدل النظام ثلاثة، ومينا نفسه مات، لكن بقيت له تفاصيل.

قليلون ممن سيذكرون مينا وتفاصيله، في يوم تُطفأ فيه شمعة الذكرى الثالثة والعشرين لميلاده، ستمثل في أذهانهم آخر صوره وهو مغمض العينين وتتوسد رأسه الدماء، أكثر منهم هؤلاء الذين سيذكرون صورًا أخرى له يبدو فيها ثائرًا، هاتفًا، مبتسمًا، أو وهو مستلقٍ داخل ساحة مسجد ليتداوى من إصابة طالته في إحدى معارك الثورة، ومثلهم من سيتذكرونه وهو يغني ليلاً في ميدان التحرير، في أيام 25 يناير «ليه الثورة جميلة وحلوة وإنت معايا؟».

يقول البعض إن تلك الثورة التي غنى لها الشهيد، ولّت، مات من ناسها عدد بينهم مينا، والبقية بين سجين ويائس أو متحول، لكن سيذكر رفاق مينا في يوم مولده أغنيته عن تلك الثورة نفسها، بل يمكنهم أن يقولوا بثقة إنه تحوّل بالموت لإيقونة، لدرجة أن أطلق عليه البعض، وبسبب تشابه في الملامح والغايات مع المناضل الأرجنتيني، اسم «جيفارا المصري»، وسيدللون على شعبيته بأن ملامحه رُسمت على «تيشرتات» لشباب واصلوا من بعده الهتاف والبحث عن سبيل لتحقيق أهداف الثورة، والقصاص لشهدائها.

سيتحدث آخرون من الرفقاء عن تكريم حكومي للشهيد مينا دانيال، بإطلاق محافظة القاهرة لاسمه على شارعين، وعن تحول وجهه لشعار مُلهم على علم أحمر رفعه شابان، يقاربانه في العمر، اسمهما طارق ومايكل، في الصفوف الأمامية أثناء مواجهات «محمد محمود» 2011، بحثًا عن دعم وثبات في المعركة حامية الوطيس.

سيتغلب، في الذكرى الثالثة والعشرين لمولد مينا، ابن يوليو عام 1991، صوته مغنيًا وهاتفًا، ووجهه محتقنًا في هتاف تغلب به على رائحة قنابل الغاز أو وهو مبتسم لرفيق، على أي تفاصيل أخرى، لأن تفاصيل السعادة أبقى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية