هل رأيت الفهد القوى في أحد البرامج التليفزيونية وهو يتربص بالغزال البرىء استعداداً للهجوم عليه وافتراسه؟ إن بعض التجار بمصر يشبهون ذلك الفهد الذي يتربص بالموظف «الغزال البرىء»!! والحقيقة أن الموظفين يعملون لدى التجار الذين يعلمون كل كبيرة وصغيرة عن مرتب الموظف وعلاواته وحوافزه.. إن لسان حال التاجر يقول للموظف، وهو يضحك في باطنه: خذ ما شئت من الأجر حتى لو ارتفع الحد الأدنى إلى خمسة آلاف، ولكن إلى أين المفر وإلى أين ستذهب؟.. ليس أمامك أحد سواى وأنا ألاحقك وأتابعك وأتحصل على نصيبى من تلك الزيادات التي تحصل عليها، وأنت لا تعمل شيئاً!! هناك فئات كبيرة لا تهتم بزيادة الأسعار حيث إنها بالتالى تستطيع زيادة أتعابها، ولا تهتم كثيراً حتى إذا وصل سعر كيلو البرتقال إلى عشرين جنيهاً!.. أين هم مفتشو التموين القدامى، ومراقبو الأسعار. لقد كان كيلو البرتقال البلدى وحتى منتصف السبعينيات يساوى 35 مليماً!!.. وإذا لم تكن تعلم فالمليم عملة لا يعرفها أحد، وقد كان الجنيه المصرى يساوى ألف مليم.
محمد السيد رجب- مدير عام سابق- الإسكندرية