x

إبراهيم البحراوي مبادرة مصرية لإقامة الدولة الفلسطينية بالضفة وغزة إبراهيم البحراوي الإثنين 21-07-2014 22:12


اسمحوا لى أن أسجل بعض الملاحظات الضرورية لتفهم اقتراحى الوارد بالعنوان:

1- أدهشنى أن تحصر إدارة الرئيس السيسى حركتها في نفس الإطار الضيق الذي تحرك فيه الرئيس مرسى المعزول في أعقاب معركة 2012، حيث طرحت مبادرة تهدف إلى أمرين الأول وقف إطلاق النار والثانى فتح المعابر بين غزة وإسرائيل. إنها نفس مبادرة مرسى الذي كان متلهفاً على الحصول على الرضا الأمريكى وإثبات قدرته على كف الصواريخ المنطلقة من غزة عن تهديد المدن الإسرائيلية من ناحية وتكريس حكم حماس لغزة من ناحية ثانية.

2- إن المزايدات التي قامت بها قطر وتركيا على مبادرة إدارة السيسى لم تغير شيئاً في جوهرها بل أضافت بعض التسهيلات لأهالى غزة مثل إقامة ميناء والسماح بالصيد لمسافة 12 ميلاً والإفراج عن أسرى صفقة الجندى شاليط. وفوق كل شىء سحب دور الوساطة من مصر ووضعه في يد الولايات المتحدة الراعى للأطماع الإسرائيلية.

3- إن الأفكار المطروحة داخل الحكومة الإسرائيلية لإنهاء المعركة الحالية لا تتضمن القضاء على حكم حماس في غزة بل تثبيته بعد إضعاف قدراته على تهديد إسرائيل. من المعلومات المذهلة في هذا الشأن ما نشره موقع ديبكا المقرب من المخابرات الإسرائيلية عن تجنب الجيش الإسرائيلى التعرض لغرفة عمليات حركة حماس الكائنة تحت الأرض في وسط مدينة غزة بالقرب من مستشفى الشفا. يقول الموقع إن جميع قادة حماس موجودون في هذه الغرفة الواسعة المبنية بصورة تكفل كل الراحة والرفاهية لمن بداخلها. أما لماذا لا يتعرض لها الجيش الإسرائيلى؟ فذلك لأن الحكومة الإسرائيلية تريد الحفاظ على قيادة حماس كشريك للتهدئة في نهاية العملية.

4- إننى أستطيع التمييز جيداً بين الدور الإرهابى الإجرامى الذي قامت به حماس داخل مصر ودورها كقوة مقاومة وطنية فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى.

5- إننى كمصرى أتفهم وأؤيد المطالب التي عبر عنها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زياد نخالة والذى حضر إلى القاهرة لمناقشة المبادرة التي طرحتها إدارة السيسى حيث قال: «نطالب بإنهاء كل مظاهر الحصار البرى والبحرى والتجارى وإن هذه مطالب معظم أبناء غزة وليس القوى السياسية فقط».

بناء على الملاحظات الخمس السابقة أنتقل إلى فكرتى الواردة في العنوان والتى أطالب فيها إدارة الرئيس السيسى بتبنى مبادرة شاملة تهدف إلى إنهاء الصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى وإقامة الدولة الفلسطينية. ذلك أن الاكتفاء باتفاق تهدئة في غزة يعنى تجدد القتال كل عامين ولا يحقق شيئاً في جوهر تطلعات الشعب الفلسطينى لدولة مستقلة يعيش فيها بحريته كسائر الشعوب. كذلك فإن ترك الرئيس محمود عباس يفاوض إسرائيل بمفرده قد أثبت عدم جدواه إذ تنفرد به إسرائيل وتستهلك وقت المفاوضات وتواصل الاستيطان وقهر الشعب الفلسطينى في الضفة ومحاصرته في غزة.

إذن أمام إدارة السيسى هذه الرؤية الواضحة التي أهدف منها إلى إحياء الدور المصرى وتنشيط مسؤوليته التاريخية عن الشعب الفلسطينى بإطلاق مبادرة تقوم على ما يلى:

1- استثمار لفح النيران المتبادل لكسر جمود المفاوضات التي أفشلها نتنياهو وحكومته.

2- استثمار الاهتمام الدولى الذي تجدد بإنهاء معركة غزة لإقناع القوى الكبرى بضرورة فتح العملية السياسية لإنهاء النزاع من جذوره.

3- الدعوة لمفاوضات للحل الشامل لجميع قضايا الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى على أساس قرار مجلس الأمن رقم 242 ومعادلة الأرض مقابل السلام وبناء على مبادئ مبادرة السلام العربية.

4- يكون تشكيل الوفد الفلسطينى طبقاً لما تتفق عليه إدارة عباس مع جميع الفصائل مع الاتفاق مسبقاً على القاسم المشترك من مطالب الفصائل في المفاوضات.

5- دعوة جميع الدول العربية الموافقة على مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 للمشاركة في المفاوضات بهدفين الأول إعطاء ثقل للوفد الفلسطينى، الثانى تشجيع القوى السياسية في إسرائيل على إنجاح المفاوضات للحصول على جائزة السلام مع دول المبادرة العربية.

إن إدارة السيسى أمامها فرصة مواتية لإنهاء آلام ومعاناة الشعب الفلسطينى تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى البغيض بطرح هذه المبادرة والتحضير لها جيداً عربياً ودولياً وفلسطينياً بل إسرائيلياً. فلدينا كل الأدوات اللازمة لذلك.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية