عاشت جماهير الزمالك ليلة «ولا أجمل»، وسهرت حتى صباح الأحد، ترقص وتغني، فرحاً بكأس مصر وعودة البطولات إلى أحضان البيت الأبيض، بعد أن زال النحس الذي لازم الفريق طوال الموسم، وتجرع خلاله مرارة الإخفاق بالفوز بالدورى والتراجع إلى المركز الثالث.
وحرصت أعداد كبيرة من الجماهير ورابطة ألتراس «وايت نايتس» على انتظار أتوبيس اللاعبين خارج استاد الدفاع الجوى ومصاحبته حتى مقر النادى بميت عقبة للاحتفال مع اللاعبين وطواف الشوارع المجاورة للنادى.
وبمجرد أن أطلق جهاد جريشة صافرة النهاية، معلناً فوز الزمالك على سموحة بهدف حازم إمام «القاتل» في المباراة التي جمعتهما، مساء السبت، في نهائى كأس مصر، تحول ملعب استاد الدفاع الجوى إلى ساحة احتفال للعرس الأبيض، وراح كل لاعب يحتفل على طريقته الخاصة، وحرص محمد إبراهيم على الصعود إلى سور المدرجات للاحتفال بالكأس مع الجماهير القليلة التي حضرت في المقصورة الرئيسية والأمامية، ومارس حازم إمام هوايته المفضلة في الاحتفال بأداء حركات بهلوانية، وحرص عبدالواحد السيد، قائد الفريق، الذي حضر المباراة من المدرجات على النزول إلى أرض الملعب والاحتفال مع اللاعبين وتقدمهم لتسلم الميداليات من المسؤولين كبير الياوران، مندوباً عن رئيس الجمهورية، وخالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، وجمال علام، رئيس اتحاد الكرة، واحتفل لاعبو الزمالك على منصة التتويج بالرقص، فرحاً بالكأس الغالية التي أعادت الحياة للنادى مرة أخرى، وكانت أفضل هدية منهم للجماهير، كما شاركهم الاحتفال مرتضى منصور، رئيس النادى، وأعضاء المجلس، ودخل اللاعبون وصلة رقص جديدة داخل غرفة خلع الملابس، حيث خلع أوباما وحازم إمام وشيكابالا «التى شيرتات»، وأخذوا يرددون أغانى «وايت نايتس»، وحرص ثلاثى مجلس الإدارة الشباب أحمد مرتضى وسيف العمارى وشريف منير حسن على مشاركتهم الاحتفال.
وعاش أعضاء النادى ليلة سعيدة، بعدما حرصوا على مشاهدة المباراة على شاشات عرض عملاقة، وحرصت مجموعة كبيرة منهم على حمل الأعلام البيضاء والهتاف باسم الزمالك. ورددت الجموع: «كأسك يا عمرو»، رافعين لافتات تحمل اسم وصورة فقيد «وايت نايتس». وفضل محمد إبراهيم وحازم إمام ومؤمن زكريا وأحمد على وعمر جابر على التوجه إلى النادى في الأتوبيس الخاص وعدم الرحيل كباقى زملائهم بسياراتهم الخاصة، وذلك لمشاركة الجماهير الاحتفال أمام النادى.
وفى ظل الفرحة العارمة التي تسود النادى، استحوذ الحديث عن مصير أحمد حسام ميدو، المدير الفنى، على اهتمام الجماهير التي حرصت على تحيته أثناء مغادرته الاستاد في سيارته الخاصة، وطالبته بالاستمرار وعدم الرحيل.
يأتى هذا في الوقت الذي قرر فيه مجلس إدارة النادى تجديد عقد ميدو موسماً بعد أن تقدم الجهاز الفنى باستقالته الأحد، وعقد ميدو اجتماعا مع مرتضى منصور قبل اجتماع مجلس الإدارة عصر الأحد وافق فيه على الاستمرار مع الفريق وهو ما رحب به مرتضى. وقال ميدو إنه لا يمكنه التأخر عن نداء الواجب تجاه ناديه.
وقال: «نجاحي في قيادة الفريق للفوز بالكأس رد اعتبارى، بعد مهاجمة الكثيرين لى، واتهامى بالفشل، بالرغم من صعوبة الظروف التي عملت بها».
وأضاف: «دفعى بالناشئين وعودة روح الانتماء أهم المكاسب، بعدما استطاعوا أن يعبروا عن أنفسهم بالتتويج بالكأس»، وعن تتويجه بأول بطولة مع الزمالك، كأصغر مدرب يحصل على لقب مع الأبيض، أكد ميدو أنه ابن نادى الزمالك، وتحقيقه اللقب يأتى من إيمانه بأهمية تجاوز أي عقبات من أجل إسعاد جماهير النادى التي وقفت خلف الفريق طيلة السنوات الماضية، معربا عن أمله في أن يتحول إلى تاجر السعادة بالفوز بكل البطولات التي يشارك فيها الزمالك في حال استمراره.
من جانبه، أكد مرتضى منصور، عقب الفوز مباشرة، أن تحقيق لقب كأس مصر أصعب من الفوز بالدورى الذي خسرناه بسبب هدف أحرزناه في مرمانا، في إشارة إلى هدف أحمد توفيق في مرمى الزمالك بالدورة الرباعية، كما أهدى الفوز إلى شعب غزة في فلسطين وضحاياه من أطفال وشهداء خلال شهر رمضان الكريم. وقال منصور إن اجتماع مجلس الإدارة سيكون هدفه في المقام الأول رسم خريطة فعلية للفريق تكون بمثابة البداية الحقيقية للجمع بين بطولتى الدورى والكأس في الموسم المقبل، بالإضافة إلى تحقيق لقب أفريقيا الغائب.
وكشف منصور عن سعادته بالمستوى الذي ظهر عليه اللاعبون خلال المباراة، وقال: وجدت روحاً جديدة في الفريق، نافياً أن تكون هناك أي خلافات بينه وبين اللاعبين الذين من المقرر أن يرحلوا عن الفريق، خاصة عبدالواحد السيد، كابتن الفريق، وقال: «أنا صاحب قرار دعوة عبدالواحد السيد إلى تسلم كأس مصر، ولا أحد ينسى دور اللاعبين في الفترة الماضية». وعلمت «المصرى اليوم»، من عدد من أعضاء مجلس الإدارة، عقب المباراة، ترحيبهم الشديد بتجديد الثقة في ميدو، والتأكيد على أهمية تواجده، بعد تصحيح مسار الفريق بالتعاقد مع مجموعة من اللاعبين أصحاب الإمكانات الفنية والبدنية العالية، ووفقاً لمصدر مطلع، فإن مجلس الإدارة سيطلب الاجتماع مع المدير الفنى لبحث الصفقات المعلقة حتى الآن، وعلى رأسها عصام الحضرى، حارس وادى دجلة، وأحمد الشناوى، حارس المصرى، ومحمود عواد، حارس الإسماعيلى.
في سياق آخر، وفى سرية تامة، بدأ مجلس إدارة نادى الزمالك في البحث عن مهاجم أفريقى جديد بديل لوليام جيبور، المهاجم الليبيرى، الذي أصبح في حكم المؤكد انتقاله إلى ريو أفى البرتغالى، وعلمت «المصرى اليوم» أن عبدالله سيسيه، لاعب الفريق السابق، أصبح في اهتمامات النادى لسد العجز الواضح في خط هجوم الفريق.
