رصدت الأناضول شوارع وسط مدينة غزة، واعتبرت المشهد أشبه بـ «يوم الحشر»، على حد تعبيرها مع استقبال المدينة لآلاف العائلات التي نزحت، جراء القصف العنيف والمكثّف بعشرات القذائف والرشاشات الثقيلة لمنازل وأراضي الفلسطينيين شرقي القطاع، وسط صراخ الأطفال وبكاء النساء، وبحث الهاربين عن مكانٍ ينجون فيه من الموت.
ونزح آلاف الفلسطينيين من منازلهم، متجهين صوب وسط غزة، بعيدا عن القصف المدفعي الإسرائيلي العشوائي على مناطقهم، وتحويل بيوتهم وأماكن سكناهم إلى «أراضٍ محروقة» بفعل القصف العنيف.
وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، إن طواقم الإسعاف انتشلت 13 قتيلا، ونقلت نحو 200 مصاب، جراء القصف العشوائي لمنازل الفلسطينيين شرق القطاع.
وأضاف :«منع جيش الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الفلسطينية من إجلاء القتلى والجرحى، وأطلق قذائفه بشكل مباشر على سيارات الإسعاف والدفاع المدني في مناطق شرق غزة، مما حال دون وصولهم إلى المنازل المدمرة على رؤوس ساكنيها».
وقالت نور الشوا (45 عاما) وهي تهرول بصحبة زوجها، وأولادها الستة أنّها خرجت من بيتها من حي الشجاعية، شرقي غزة بعد اشتداد القصف الإسرائيلي بشكل عنيف ومميت.
وأضافت :«الجيش الإسرائيلي هددنا بالاتصالات، والمنشورات أنّه سيحّول المكان إلى ضاحية لبنان الجنوبية دمرت عام 2006 عندما شنت إسرائيل حربا على لبنان، وخرجنا، وتركنا كل شيء وراءنا، ولم نحمل سوى أطفالنا وأنفسنا وهربنا».
وارتكبت القوات الإسرائيلية، فجر الأحد، مجزرة جديدة، لا تزال مستمرة إلى الآن في حي الشجاعية المكتظ بالسكان شرقي غزة.
وانهمرت القذائف المدفعية على منازل المواطنين بشكل كثيف وعشوائي، مما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة أكثر من 200 جريح في حصيلة أولية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له، الأحد إنّه قرر «توسيع رقعة المرحلة البرية من عملية»الجرف الصامد«بانضمام قوات إضافية إلى الجهد الهادف لـ«مواجهة الإرهاب في غزة وإيجاد واقع يتيح للإسرائيليين العيش بأمن وأمان»على حد تعبيره.