x

مسلسلات وبرامج «رمضان».. «كثير من التهريج قليل من الإبداع»

الأحد 20-07-2014 06:22 | كتب: أميرة عاطف |
مسلسل السبع وصايا مسلسل السبع وصايا تصوير : other

إذا كانت الشاشة الصغيرة تستحوذ على اهتمام المشاهدين طوال شهر رمضان، حيث تحقق المسلسلات والبرامج أكبر نسبة مشاهدة، فإن هناك أعمالا تم تقديمها هذا العام ونالت إعجاب الجمهور والمتخصصين والنقاد، بينما على الجانب الآخر هناك أعمال وصفوها بأنها «دون المستوى».

ومع الأيام الأخيرة من شهر رمضان، يقيم عدد من المتخصصين والنقاد مستوى المسلسلات والبرامج وشكل الشاشة الصغيرة.

قالت الإعلامية نجوى أبوالنجا: «هناك زحام رهيب في المسلسلات، ولا يستطيع أي مشاهد أن يتابع هذا الكم الهائل بعناية، «بجد حاجة تجيب صداع»، وقد جذبنى مسلسل «عد تنازلى» واستوقفنى موضوعه لا للإعجاب به بل لغرابته، ولا أدرى ما الذي يريد صناعه توصيله للمشاهد سوى كيفية صناعة إرهابى، هو فنيا عمل جيد لكن موضوعه لا يضيف للمشاهد أي شىء إلا أن يتعلموا أن يكونوا إرهابيين».

وأكدت «أبوالنجا» أن معظم الموضوعات المقدمة مغلوطة ولا تعبر عن الواقع الحقيقى، فمثلا المسلسلات التي تتناول الحارة المصرية والتى تقدم بنت البلد اللى شعرها مفرود على ظهرها ومكياج مبالغ فيه غير منطقية، لأن الناس في الحارة «متلفحة بالستر مش بتدور على الزواق».

وأوضحت أن مسلسل «صديق العمر» لا يمت للحقيقة بصلة، وأن الاقتراب من «عبدالناصر» كان لابد أن يكون أكثر حكمة، خاصة أننا نرى «عبدالناصر مش عارف يتكلم عربى».

وأضافت: «إذا كان الواقع أليما وبه سلبيات، فلابد ألا نؤكد عليها ونرددها في كل عمل فنى، بالعكس يجب أن ننساها ونوجد ما هو أفضل منها لكى تموت، فهذا الوضع يشير إلى أن الناس ماشية في سكة والبلد في سكة والفن والإعلام في سكة ثالثة، خاصة مع التجاوزات التي تنوعت بين تقديم فتيات يعملن في الدعارة، وكذلك زيادة مساحات الإيحاءات الجنسية والألفاظ الخارجة».

وتابعت: «شعرت بالحزن بسبب البرامج، فهى لا تحمل إلا المقالب والتخويف، ولا أعرف ما فائدة أن نظهر «مين فينا بيخاف أكتر من التانى»، فهذا ليس إعجازا لأن الخوف غريزة إنسانية، وحتى لو هؤلاء الضيوف يعلمون هذا المقلب فمن الممكن أن يصابوا بكارثة أو يحدث أي خطأ يودى بحياتهم، وحتى البرامج الحوارية التي يقدمها مذيعون عرب لا تليق بهذا الشهر الكريم، ومليئة بأسرار البيوت التي لا فائدة منها، فأين القيم الجميلة والموضوعات الهادفة التي من المفترض أن ينميها الإعلام».

وقالت المخرجة إنعام محمد على: «هناك بعض المسلسلات على مستوى عالٍ من الإخراج، وهناك ما هو «مكلف» بسبب ضيق الوقت، والكارثة الكبرى في المسلسلات التاريخية، فمثلا مسلسل «سرايا عابدين» مبنى على قاعدة تاريخية مليئة بالأخطاء سواء في الشخصية الرئيسية التي من المفترض أن لها قدرها في التاريخ المصرى، أو المعلومات المقدمة عن هذه الفترة».

وأضافت إنعام: «الفضيحة التاريخية الأخرى في مسلسل «صديق العمر» الذي يفتقد المصداقية، فلا أرى جمال عبدالناصر في جمال سليمان ولا عبدالحكيم عامر في باسم سمرة، والسيناريو جاف جدا ويفتقد عنصر التشويق، كما أن هناك انحيازا واضحا لشخصية عبدالحكيم عامر على حساب جمال عبدالناصر».

وأشارت إلى أن المسلسلات فيها استخدام مكثف للمرأة، خاصة في مشاهد الدعارة والمخدرات، متسائلة: عن أي مجتمع تتحدث هذه الدراما؟

وأكدت إنعام أن مسلسل «سجن النسا» مختلف تماما عن قصة كاتبته فتحية العسال، موضحة أن المسلسل أغرق المشاهد في الساقطات وابتعد عن الخط الأساسى للمسرحية التي كانت تتحدث عن مجموعة من السجينات السياسيات.

وأوضحت أن مسلسل «دهشة» به مجهود جيد وعدد من الممثلين المجتهدين، مشيرة إلى أن مسلسل «صاحب السعادة» لعادل إمام خفيف الظل ويخفف عن المشاهد قتامة باقى المسلسلات، لكن لابد أن يتخلى عن بعض السلوكيات والألفاظ الخارجة التي أصبحت غير مقبولة ولا تزيد من حجم الفكاهة.

وقال مدير التصوير سعيد شيمى: لا أستطيع أن أترك نفسى لهذا الكم غير المبرر من الازعاج، وقد رأيت بعض المشاهد من المسلسلات فأيقنت أن قرارى صائب، فمثلا الكادر المائل في مسلسل «كلام على ورق» غير مفهوم، ولا يجوز أن يستخدم إلا في تصوير الفيديو كليب، فهو «تهريج» ولا يستخدم في الدراما منذ أن خرجت للنور من 120 سنة والمفروض ألا تسمح النقابة لهؤلاء المخرجين بالإخراج.

وأضاف شيمى: رأيت مهزلة أخرى هي «صديق العمر»، فمن العيب أن يأخذ الجيل الجديد معلوماته عن فترة عبدالناصر من هذا المسلسل، فأنا ناصرى وعشت هذه الفترة، ومعالجة أي موضوع لابد أن تستند إلى الحقائق مع وجود وجهات نظر المخرج وإدخال جزء من الدراما، لكن أن تبتعد عن الواقع تماما فهذا غير مقبول، فعندما قدم الشخصية الراحل أحمد زكى كان شكله بعيدا عن عبدالناصر ولكننا لمسنا وشعرنا بروح عبدالناصر، أما جمال سليمان فيقدم الشكل ولكنه بعيد عن الروح، كما أن عبدالناصر ليس الوحدة والنكسة فقط.

وأكد شيمى أن المسلسلات ما هي إلا «أكل عيش وبيوت مفتوحة ورغى وناس بتتفرج وموسم وبيعدى»، مشيرا إلى أن ما وصلنا له في الفن والإبداع لا يعبر عن ثقافة مصر الحقيقية، وأن هذه المرحلة لا يجوز أن نحدد فيها شكلا معينا من المعلومات الصحيحة أو الثقافة الباقية لأنها مرحلة تخبط في كل شىء.

وقال الناقد طارق الشناوى: أفضل المسلسلات الموجودة «السبع وصايا» فهناك طموح عال من المؤلف والمخرج والسبعة ممثلين المشاركين في العمل، وميزته أنه يكتمل مع المشاهدة، أما كاملة أبوذكرى فكان ترقبى لها أن تكون أفضل بعد «ذات» ولكن «سجن النسا» مقبول مع وجود بعض الملاحظات داخل السياق الدرامى، كما أن تترات المسلسل حرقت أحداثه والمفروض أن يكون هناك اهتمام أكثر بالتترات، فمنذ 20 سنة كان المخرجون يستعينون بجمال عبدالحميد لإخراجها.

وأضاف الشناوى: مصطفى شعبان في «دكتور أمراض نسا» يكرر نفسه معتمدا على وجهة نظر خاطئة، وهى «الجمهور عاوز كده»، وليلى علوى في «شمس» تلعب لحسابها وتختار عملا تكون هي الشخصية المحورية به، ولابد أن تتطلع لمناقشة قضايا وتترك التمركز حول نفسها لأن «القطر هيفوتها»، ولها عظة في الفنانات اللاتى اختفين من الساحة مثل فيفى عبده التي كانت طقسا من طقوس رمضان، أما تامر حسنى فلابد أن يجدد من نفسه مع أنه أفضل نجوم جيله من المطربين إجادة للتمثيل، ومحمد رمضان يقدم امتدادا لأفلامه التجارية ولكنه ممثل جيد لا يملك في هذه المرحلة أن يختار أو يفرض رأيه.

وتابع: عادل إمام في «صاحب السعادة» هو عادل الذي يعتمد على المنحة الإلهية التي أعطاها له الله من حب الناس، ولابد أن يحب الناس كما يحبونه ويقدم لهم ما يستحقونه ولا يستغل مساحة حب الجمهور في تقديم موضوعات سطحية، ولا يفرض علينا ابنه محمد لأنه لن يصبح نجما جماهيريا أو بطل دراما لأنه مفتعل، أما يحيى الفخرانى في «دهشة» فوجوده ممتع لأنه طقس رمضانى منذ أكثر من ربع قرن، لكن «دهشة» ليس في قوة «الخواجة عبدالقادر».

وأكد أن محمود عبدالعزيز كعادته «هو اللى شايل» الموضوع وله حضور طاغٍ، وأن أشرف عبدالغفور وطارق لطفى ووفاء عامر بذلوا مجهودا كبيرا، وأدوارهم حلوة، موضحا أنه على سلوى خطاب أن تتخلص من «العفريت اللى لبسها» منذ مسلسل «نيران صديقة» والذى أخذته معها في مسلسلاتها هذا العام. وقال الشناوى: هناك بعض المفتعلين مثل مى عز الدين ويسرا التي «ركبها روح» مارى منيب في مسرحية «إلا خمسة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية