قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين، إن «العشر الأواخر من رمضان هي أفضل الأيام، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف طلباً لليلة القدر، ويكون فيها ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}».
وأضاف «العثيمين»، في كتابه «الصيام»: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بقيام الليل كله، فينبغي للإنسان في هذه الليالي العشر أن يحرص على قيام الليل، ويطيل فيه القراءة، والركوع، والسجود، وإذا كان مع إمام فليلازمه حتى ينصرف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، وفي آخر هذه الأيام، بل عند انتهائه يكون تكبير الله عز وجل، ويكون دفع زكاة الفطر لقوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة)، وأمر صلى الله عليه وسلم أن تؤدى قبل الصلاة يوم العيد».
وأوضح الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية السابق، في موقعه: «بعد صلاة العشاء، كان النبي، يحيي العشر الأواخر من رمضان، قالت عائشة رضي الله عنها: «كان النبي إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره) هذا هو الأفضل إذا تيسر له ذلك، وإن نام بعض الشيء ليتقوى فلا بأس، أما من قدره الله على إحيائها فذلك سنة وقربى، يعني بالصلاة والقراءة والدعاء والاستغفار».
وأضاف «بن باز»: «السنة إحياء ليالي العشر كلها، هذا السنة، وإذا أحيا الإنسان منها الأوتار: إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس عشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين فلا بأس، لكن الأفضل أن يحييها كلها، لكن هذه الأوتار أولى بالإحياء، وهي متأكدة لأنها أرجى لليلة القدر، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (التمسوها في كل وتر)، وفي بعض الروايات: (التمسوها في العشر الأواخر)، لكن الأوتار أرجى الليالي: إحدى وعشرون، ثلاث وعشرون، وخمس وعشرون، سبع وعشرون، تسع وعشرون، وأرجاها الليلة السابعة والعشرون. إذاً العشر الأواخر تبدأ من إحدى وعشرين».