x

«التفاضل والتكامل» يصيب طلبة المرحلة الأولى بـ«الصدمة».. وسيارات الإسعاف تنقل عددا كبيرا منهم إلى المستشفيات

الجمعة 18-06-2010 00:00 |
تصوير : other

اختتم طلاب المرحلة الأولى للثانوية العامة الأسبوع الأول من الامتحانات، بامتحان التفاضل والتكامل، وجاءت الأسئلة أشبه بـ«المجزرة»، وفقا لوصف الطلبة وأولياء الأمور، واعتبر مدرسون أن الامتحان «غير متوقع» بالمرة، ولم تصدر الوزارة تقريرها حول الامتحان، فى الوقت الذى يتم فيه تصحيح عينات من المادة فى الإدارة العامة للامتحانات.

وتعرض عدد كبير من الطالبات للإغماء وفقدان التوازن، ووقفن يصرخن ويبكين بشكل «هستيرى»، وقام عدد من أولياء الأمور بفتح باب مدرسة المنيرة الإعدادية بالقوة عندما سمعوا صراخ بناتهم، وحاول أفراد الأمن منعهم ولكن دون جدوى، حتى فتحوا الباب وأخرجوا البنات بالقوة، وتكرر المشهد نفسه الذى تم منذ أيام قليلة فى امتحان اللغة الانجليزية، حيث وقف أولياء الأمور يصرخون بصوت عال، لائمين على الحكومة اختيار أحمد زكى بدر وزيرا للتعليم، واعتبروا أن الأخير جاء لإرهاب أبنائهم، و«الضغط» على «أعصاب» 400 ألف أسرة.

وللمرة الثانية بعد امتحان اللغة الانجليزية، كان دعاء « حسبى الله ونعم الوكيل» هو القاسم المشترك بين أولياء الأمور والطلبة، ووقفت سيارات الإسعاف أمام المدارس لإفاقة الطالبات اللاتى تعرضن للإغماء وقامت بنقل عدد آخر إلى المستشفيات، وأجمع عدد من الطلاب والطالبات على أنهم لا يريدون استكمال امتحاناتهم بهذا الشكل. وقالت طالبات لـ«المصرى اليوم» إن الامتحان لم يكن متوقعا بهذا الشكل، خاصة أن التفاضل والتكامل يعدان الجزء الأسهل فى مادة الرياضيات، مشيرين إلى أن الامتحان احتوى على مسائل لم يعتادوا عليها فى المنهج سواء فى كتاب الوزارة أو أسئلة التقويم، أو الكتب الخارجية.

وأشار طلبة آخرون إلى أن الأسئلة الثالث والرابع والخامس، احتوت على نقاط جديدة تماما وتحتاج كثيرا من الوقت للتفكير، موضحين أن السؤال الأخير به جزء كامل من إحدى نظريات مادة الرياضيات فى الصف الثالث الإعدادى.

واعترض الطلاب على مستوى محافظات مصر من تعامل المراقبين معهم فى اللجان، والتى تعتمد على أسلوب «الشد» والتأثير النفسى عليهم، معتبرين أن هذه الطريقة هى واحدة من أساليب وزير التعليم لإرهابهم أثناء الامتحانات.

ولفت أولياء أمور إلى أن الوزير لم يراع الطلاب هذا العام، على اعتبار أنه كان «الأقل» فى التحصيل الدارسى، بسبب فيروس أنفلونزا الخنازير، وقالوا: «حرمنا أنفسنا من أشياء كثيرة هذا العام، لنجد أبناءنا فى مستوى أفضل، ومع ذلك لم يراع الوزير جهدنا وجهد مدرسيهم، وبصراحة هو عايز ينفّع الجامعات والمعاهد الخاصة، ومش عارفين إحنا هنجيب منين، ده عايز يخرب بيوتنا».

وأكدت وفاء كامل «ولى أمر» أنها اتفقت وعدد من أولياء الأمور بدعوة الطلبة وباقى أولياء الأمور على مستوى مصر عبر «فيس بوك»، لعمل إضراب ومنع أبنائهم من حضور الامتحانات، لحين اتخاذ قرار من قبل رئيس الوزراء تجاه «أفعال بدر».

وقالت الحاجة زمزم مدبولى، جدة أحد الطلبة، إن حفيدها ممتاز بشهادة جميع مدرسيه وفى مدرسة لغات، ولأول مرة يأتى إليها فى حالة «انهيار» كامل بسبب صعوبة الامتحان، مضيفة: «ابنتى دعت على نفسها بأن يصدمنى قطار قبل ما تطلع النتيجة.. والله اللى بيعملوا الوزير فينا حرام»، فيما اعترض ضابط شرطة، ولى أمر إحدى الطالبات بسوهاج، فى اتصال هاتفى بـ«المصرى اليوم» بجملة واحدة «ما حدش حاسس بالشعب».

من جانبهما، أجمع عماد طه ووليد سيد، مدرسا رياضيات، على أن الامتحان جاء غير متوقع بالمرة، وأكثر صعوبة من العامين الماضيين، مؤكدين أن طبيعة المنهج وطريقة تناوله لا يؤديان لوضع مثل هذا الامتحان.

وقال طه لـ«المصرى اليوم» إن الامتحان احتوى أفكارا جديدة، ويعادل فى صعوبته امتحان اللغة الانجليزية للمرحلة نفسها، مشيرا إلى أنه من الناحية العلمية يعد امتحانا جيدا ويعتمد على التفكير، ولكن الـ«السيستم» المعمول به فى الدراسة لا يسمح بوجوده بهذا الشكل.

وأضاف: «الأفكار الجديدة فى الامتحان، ستوضح الفرق بين الطالب المتميز والمتوسط، ولكن الطالب الممتاز فى هذا الامتحان لن يحصل سوى على 21 درجة من الدرجة الكلية البالغة 25»، مطالبا الوزارة بوضع الامتحانات، وفقا للمنهج لحين تعديل المناهج وتطويرها.

وأشار «سيد» إلى أن السؤال الثالث به جزئية جديدة بها فكرة جديدة تماما على الطلاب وتحتاج وقتاً طويلاً للتفكير، ولم يعتد عليها الطالب من قبل فى أى من النماذج أو الكتب الخارجية التى من المعروف أنها تساعد الطالب على حل مسائل أكثر، موضحا أن السؤال الرابع احتوى أيضا على جزئية صعبة فى مسألة الدالة، فضلا عن النقطة رقم (ب) فى السؤال الخامس، والتى اعتمدت بالكامل على إحدى النظريات فى مادة الرياضيات بالصف الثالث الإعدادى، وهو ما أثاره الطلاب أيضا.

ولفت «سيد» إلى أن الرياضيات مادة تراكمية بالفعل، ولكن تجب مراعاة «خوف» الطالب من الامتحان، والوقت المتاح، مشيرا إلى أن الامتحان مستواه فوق المتوسط، ومن الصعب حصول أحد الطلاب فيه على المادة النهائية، بسبب الأفكار الجديدة وضيق الوقت.

وفى المحافظات لم يختلف الأمر عن القاهرة، ففى الإسكندرية لم يفق طلاب المرحلة الأولى من صدمة امتحان اللغة الإنجليزية، حتى تسبب امتحان التفاضل وحساب المثلثات فى صدمة جديدة لهم، حيث شكا معظم الطلاب من صعوبة الامتحان، مؤكدين وجود أسئلة من خارج المقرر واعتماد واضع الأسئلة على فقرات لايتم حلها إلا بالرجوع لقوانين، تمت دراستها فى الأعوام الماضية.

وشهدت مدرسة الإسكندرية الثانوية التجريبية انهيارات ودموع وإغماءات بين الطلاب. نفس هذه المشاهد تكررت فى القليوبية والدقهلية والبحيرة وبنى سويف، حيث شهدت العديد من اللجان إغماءات بين الطلبة والطالبات، والذين وصفوا الامتحان بـ«التعجيزى».

فى بورسعيد، أكد طلبة وطالبات أن الامتحان كان طويلا، وشكا غالبيتهم من صعوبة الأسئلة وضيق الوقت.لكن فى الإسماعيلية لم ترد شكاوى من «التفاضل وحساب المثلثات». وفى الوادى الجديد أجمع عدد كبير من الطلاب على صعوبة بعض الاسئلة، مؤكدين أنها تحتاج إلى وقت إضافى.

أما فى أسوان، فشهدت مدرسة اللغات التجريبية الثانوية مهزلة أثناء امتحان مادة الرياضيات لطلاب الصف الثانى، حيث تم توزيع أوراق امتحان المادة باللغة العربية على الطلاب بدلا من توزيعها باللغة الإنجليزية، حيث من المفترض أن يؤدى الطلاب الامتحان بالإنجليزية، مما أدى الى حدوث ارتباك داخل اللجنة وتأخر بدء الامتحان نحو 30 دقيقة.

وفى المنيا، تضرر عدد من الأهالى بقرى المحافظة من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى، وقال عدد منهم لـ«المصرى اليوم»: نعانى انقطاعا متكرراً للتيار الكهربائى، بحجة تخفيف الأحمال دون مراعاة لمصالح المواطنين وأبنائنا الطلبة.

من جهة أخرى، أكدت مصادر مسؤولة أن الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، أصدر تعليمات لكنترولات التصحيح بمنح طلاب المرحلة الأولى درجتى «رأفة» فى مادة اللغة الإنجليزية، بحيث يمنح الطالب درجة النجاح البالغة 10 درجات إذا كان حاصلاً على 8 درجات فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية