x

رئيس وزراء ليبيا السابق: «الإخوان» وزنهم محدود.. وتأثيرهم كبير (حوار)

زيدان أثناء حواره لـ «المصرى اليوم» زيدان أثناء حواره لـ «المصرى اليوم» تصوير : علي المالكي

أكد رئيس الوزراء الليبى السابق على زيدان أن السلاح منتشر في كل مكان بليبيا، موضحا أن الأسلحة الثقيلة متركزة في مناطق معينة وهذه الأسلحة الثقيلة هي المهدد لوحدة ليبيا، معتبرا في الوقت ذاته أنه رغم ما يحدث في ليبيا حاليا فهى أقل مشاكل من غيرها سواء في سوريا أو مصر، فليس بها مشاكل حقيقية.

وقال زيدان في حوار مع «المصرى اليوم»: إن وزن الإخوان المسلمين في ليبيا «محدود، إلا أن لهم تأثيرا سياسيا كبيرا لأنهم فئة نخبوية منظمة عندهم قدرة على التحرك والتواصل، والآخرون ما زالوا يحبون».

وأضاف زيدان في رده على سؤال حول مطالب البعض بنشر قوات دولية لحماية آبار النفط الليبية «نحن نريد أن يفهم إخواننا العرب شيئا مهما؛ أننا لدينا مشاكل كثيرة داخل بلدنا ومستعدون أن نتعاون مع من يساعدنا في حل هذه المشكلات عمليا».

وفيما يلى نص الحوار:

زيدان أثناء حواره لـ «المصرى اليوم»

■ بداية.. إذا وضعنا 5 نقاط أساسية للحوار.. نريد أن نعرف ملامح الدولة الليبية الآن من 5 زوايا، رقم 1 برلمانها.. كيف تراه الآن، المؤتمر الوطنى الليبى العام؟

- المؤتمر الوطنى الليبى العام انتهت صلاحياته الآن، وتمت الانتخابات أواخر يونيو الماضى حيث تم انتخاب برلمان جديد من 200 عضو، وخلال الفترة المقبلة سيتم انتخاب رئيس للبرلمان وهيئته ويمارس البرلمان صلاحياته، وبعد ذلك ستجرى انتخابات رئاسية لانتخاب رئيس للدولة وتشكيل الحكومة.

والحكومة الحالية مؤقتة لمدة 18 شهرا، وبعد ذلك ستجرى انتخابات جديدة وفقا للدستور الذي يتم إعداده حاليا.

■ وكيف يتم التمثيل في البرلمان؟

- التمثيل في البرلمان على أساس «الفردى»، فكما هو معروف فإن ليبيا لم تعرف الأحزاب كثيرا حيث بدأ تشكيل الأحزاب بصورة محدودة بعد الاستقلال، لكن جميعها انتهت في 1952 أو 1954 ولم تكن هناك حياه حزبية حتى انقلاب «سبتمبر»، وانقلاب سبتمبر أسس الاتحاد الاشتراكى ثم المؤتمر الشعبى العام، واللجان الثورية نظام آخر مؤسس على ترسيخ الحكم الشمولى.

■ وخريطة البرلمان.. كيف تشبه؟

- غالبية أعضاء البرلمان من التيار الوطنى المعتدل، بمعنى ليس فيه أعداد كبيرة من المنتمين للإسلام السياسى.

■ وكيف سيكون الدستور الليبى الجديد؟

- الدستور سيكون دستورا متوزانا، بمعنى نحن الليبيين شعب مسلم فالإسلام هو دين الدولة وأى شىء مخالف للإسلام مرفوض في ليبيا، نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطيا وتعدديا، ولابد أن يكون هناك تداول سلمى للسلطة، هذه كلها أمور ستنظم من خلال الدستور، كل هذه مبادئ عامة وثابتة تجدها في كل دستور، وأتوقع ألا يختلف الدستور الليبى كثيرا عن الدستور المصرى.

■ وجوهر السلطة هل سيكون في يد البرلمان ورئيس الوزراء أم سيكون النظام في ليبيا نظاما رئاسيا أم نظاما مختلطا؟

- هذه الأمور لم يتم البت فيها حاليا، وهى قيد الدراسة في هيئة الدستور وسيتم طرحها على الناس للبت فيها.

■ هل ستكون ليبيا طبقا للدستور الجديد دولة مركزية؟

- دولة لا مركزية ولا اتحادية، نحن نريد دولة توفر الخدمات في جميع مناطق البلاد وتوفر للمواطن الليبى خدماته في كل مكان، وتحقق انتشار الدولة في جميع ربوع ليبيا، وانتشار الدولة بمعنى تحقيق التنمية في كل مكان في ليبيا لأن التنمية يتحقق عليها الأمن ويتحقق عليها الاستقرار.

■ دستور 51 أنشأ دولة؟

- بالفعل دستور 51 أنشأ دولة ثم ألغى الدولة عام 1963.

■ ألغاها بعد ظهور البترول؟

-لم يلغها بعد ظهور البترول ولكن بعد نضج التجربة الليبية، القضية ليست البترول، فأنت لا تتحدث عن مصر، فمصر منذ بدء الخليقة وهى على النيل فهى هبة النيل، الوحدة الوطنية في مصر ليست محل جدال، ولكن الوحدة الوطنية في ليبيا بعد الاستقلال كانت محل شك.

■ ليبيا النموذج الفريد في التاريخ التي بدأت دولة كونفيدرالية ثم حولت إلى مركزية، وهذا تم في ظل النظام الملكى، فما هو الدافع الذي حول ليبيا من التجربة الاتحادية إلى المركزية؟

- الدافع وراء ذلك هو أننا كنا في وهج حمى الوحدة العربية ووحدة العروبة، كانت هذه هي المعزوفة التي كانت في ذلك الوقت من البعثيين والقوميين والناصريين صوت العرب وأصبحت الوحدة شعارا محببا للناس دون إدراك لاستحقاقات هذا المطلب، فهذا المطلب إذا أردت أن تحققه لابد أن تهيئ الوسائل لتحقيقه وهى أن المواطنين يكونون مهتمين به ويتعامون معه ويهيئون له كل أسباب التحقيق، ولكن إذا كانت الوحدة مجرد شعار يحقق ثم تحدث خيبة وصدمة مثلما حدث بعد انتهاء الوحدة بين مصر وسوريا، وكما حدث بعد اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة «مصر وليبيا وسوريا» سيكون شعارا براقا تخدع به الجماهير.

■ هناك مخاوف حاليا على وحدة ليبيا فما هي احتمالات تقسيم ليبيا؟

- أنا أرى أنه لو أن الليبيين تعاملوا مع الوضع تعاملا عقلانيا ووطنيا فيه حرص وإصرار وجمع الشمل والتوافق والوصول إلى رؤية مشتركة وقتها أنا لن أخاف على وحدة ليبيا.

■ ومتى تخاف على وحدة ليبيا؟

- أخاف على وحدة ليبيا متى استشرى السلاح واستمر.

■ وكيف هي خريطة السلاح في ليبيا؟

- السلاح منتشر في كل مكان في ليبيا، الأسلحة الثقيلة متركزة في مناطق معينة وهذه الأسلحة الثقيلة هي المهدد لوحدة ليبيا ومهدد للمسار السياسى والمسار الانتقالى ويجب على المجتمع الدولى أن يتخذ موقفا حاسما في عملية جمع السلاح.

■ وكيف يمكن تشكيل برلمان وإعداد دستور واختيار رئيس تحت السلاح؟

- حدث هذا في ليبيا وهى أشياء عجيبة، والسلاح موجود وأمر واقع، وكيف حدث هذا؟، الآن تكون برلمان وقد يردد الكثيرون أنه برلمان بدون صلاحيات وبدون فاعلية، وأنه يمكن أن يطوق بالبنادق وتفرض عليه عمل أي شىء.

أود أن أشير هنا إلى أن ليبيا رغم ما يحدث فيها حاليا فهى أقل مشاكل من غيرها، سواء سوريا أو مصر فليس بها مشاكل حقيقية.

■ وما هي مشاكل ليبيا الحقيقية؟

- مشاكل ليبيا الحقيقية تتمثل في الجهل وعدم الوعى.

■ وكيف ترى تركيبة الميليشيات في ليبيا ومستقبلها ومدى تأثيرها على العملية السياسية؟

- أنصار الشريعة يتواجدون في بنى غازى ومناطق محددة في شرق ليبيا، وبقية الكتائب الأخرى ذات الطبيعة المناطقية مثل مصراتة والزنتان وغريان وعدد غير عادى من المدن، فهذه الكتائب سلاحها يرتكز على خلفية عائلية وقبلية.

■ وما هو وزن الإخوان المسلمين في ليبيا؟

- وزنهم محدود.

■ لكن من الواضح أن لهم تأثيرا سياسيا كبيرا؟

- لهم تأثير سياسى كبير لأنهم فئة نخبوية منظمة،عندهم قدرة على التحرك والتواصل والجهات الأخرى ما زالوا يحبون في هذه المسألة.

■ وما هو مستقبلهم السياسى في ليبيا؟

- مستقبلهم السياسى متعلق بهم هم، فإذا توخوا العقل والحكمة ودخلوا العملية السياسية بشكل لا ينفر الناس منهم فسيكون موقفهم جيدا.

■ متى ستكون هناك دولة مؤسسات في ليبيا؟

- عندما يكون فيها جيش وشرطة، وتملك القوة لفرض هيبة الدولة.

■ وما هو وضع الجيش الليبى؟

- الجيش الليبى يحتاج إلى إعادة بناء.

■ نحن نقصد أي المناطق يسيطر عليها الجيش الليبى؟

- الجيش الليبى متواجد في كل مكان، لكن الجيش فرض عليه الإحباط وضعف الروح المعنوية بسبب 42 عاما من الأذية في عصر القذافى.

■ هل هناك مقارنة بين السلاح الذي في يد الجيش الليبى والسلاح الموجود في أيدى المدنيين؟

- السلاح الموجود في أيدى الناس العاديين أكثر من سلاح الجيش.

■ أي أن السلاح الذي يمتلكه المواطنون العاديون أكبر من سلاح الجيش الليبى؟

- أنا أقصد السلاح الذي في يد الميليشيات.

■ إذا افترضنا أن ليبيا تعرضت لخطر، فما هي قدرات الجيش الليبى للدفاع عنها؟

- قدراته ستكون محدودة.

■ وهل يملك الجيش الليبى قدرات على الحفاظ على وحدة ليبيا؟

- الأمر يختلف عن مصر فالجيش المصرى مؤسسة تملك تاريخا عريقا، فلقد تم تأسيسه منذ أيام محمد على باشا واستمر في العصر الملكى وهذه المؤسسة مستمرة حتى وقتنا هذا، ولكن الوضع مختلف بالنسبة للجيش الليبى، وأستطيع القول إنه في حال حسن تنظيم الجيش الليبى فإنه يستطيع القيام بأشياء كثيرة.

■ أنت ألتقيت بالمشير عبدالفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع فهل تحدثت معه في أمور تتعلق بتدريب الجيش الليبى؟

- نعم.

■ وكيف ترى العلاقة بين مصر وليبيا؟

- العلاقات بين مصر وليبيا يجب أن تكون جيدة ولابد أن تكون علاقة تعاون وتفاهم لأن الواقع يقتضى ذلك، ناهيك على الأمور الأخرى التي تحكم العلاقة مثل العروبة والإسلام وغير ذلك، وأنا عندما توليت المسؤولية كرئيس وزراء لليبيا حرصت على أن تكون العلاقة مع مصر جيدة وقمت بزيارة القاهرة حوالى 5 مرات.

■ وما هو وضع الشرطة في ليبيا؟

- الشرطة الليبية تحاول أن تنتعش وهى منتشرة في كل أنحاء ليبيا.

■ وماذا عن القضاء؟

- هو أيضا موجود، لكن الوضعية التي وضعها فيه المؤتمر الوطنى الليبى العام لم تساعده على القيام بدوره، وضعية مكبلة ومثبطة.

■ وكيف سيتم التعامل مع الميليشيات؟

- سيتم التعامل مع الميليشيات بوسائل مختلفة، بالحزم وبالإقناع وبوسائل مختلفة، فهناك أناس في الميليشيات مغرر بهم، فالبعض منهم تم إقناعه على سبيل المثال بأن الحكومة كافرة، فعندما يجد وزيرا يصلى يتساءل: كيف تقول إن الحكومة كافرة وهذا الوزير يصلى؟ .

■ أليس هناك مخاوف في ظل وجود جيش وشرطة ضعيفة ومؤسسات دولة متهالكة أن يحدث فراغ كبير ونفاجأ بإمارة إسلامية مثل داعش، خاصة أن مساحة ليبيا كبيرة؟

- هذا أمر من الممكن حدوثه، ورغم ذلك إذا تم تلافيه مبكرا فلن يحدث.

■ وما هي علاقة ليبيا بالناتو وأوروبا؟

- نحن ليس لنا علاقة بالناتو، فعلاقاتنا بالدول الأوروبية جيدة وساعدتنا وتربطنا معاهدات وتحالفات وهذه العلاقات ستستمر.

■ التساؤل هنا: لماذا ليبيا الدولة العربية الوحيدة التي تدخل فيها الناتو؟

- لظروف موضوعية هيأت هذا الأمر.

■ أي الدول الغربية التي لها استثمارات في البترول الليبى؟

- ليس هناك دول غربية تتحكم في البترول الليبى.

■ أليس هناك استثمارات صينية؟

- قليلة.

■ وروسيا؟

- في بداياتها.

■ هناك حديث متكرر عن وجود صراع فرنسى إيطالى على مناطق النفوذ في ليبيا؟

- هذا أمر غير صحيح، قد يكون هناك تنافس بين الشركات وهذا أمر طبيعى فهم حلفاء متفاهمون أكثر من تفاهمنا نحن مع بعضنا البعض.

■ وما هو دور القبيلة في ليبيا؟

- دور القبيلة دور فعال، ويجب استثمار دورها بشكل إيجابى.

■ وما هي الوظيفة السياسية للقبيلة؟

- القبيلة ليس لها وظيفة سياسية، فوظيفتها اجتماعية.

■ وما هو مستقبل الأحزاب في ليبيا؟

- الأحزاب الليبية في بداياتها ومستقبلها واعد لكنها تحتاج إلى أن تقدم نفسها بشكل جيد للشعب الليبى وتقدم برامج تحقق تطلعاته.

■ ما هي المجالات المتاحة للشركات المصرية في ليبيا؟

- الشركات المصرية تستطيع أن تعمل الكثير في ليبيا.

■ لكن العامل الأمنى قد يعرقل هذا الأمر خاصة أن هناك عملية استهداف للمصريين في ليبيا؟

- بالتأكيد العامل الأمنى سيؤثر، ولكن بالنسبة لاستهداف المصريين فعملية الاستهداف تتم مع مصريين وغير مصريين وحتى الليبيين أنفسهم مستهدفون.

■ وكيف تقيم العملية الأمنية في ليبيا الآن؟

- ليست بخير.

■ وما هو الحل برأيك لضبط الحدود المصرية الليبية؟

- الحل يتمثل في وجود أمنى بكثافة على جانبى الحدود، سواء من ناحية البشر أو التقنيات الحديثة لضبط الحدود.

■ وكيف تقيم ثلاث سنوات ونصفا من الثورة الليبية؟

- ما يحدث في ليبيا حاليا أمر متوقع وذلك في ضوء الظروف المحيطة بليبيا، فالمحافظة على الاستقلال أصعب من نيله، والمحافظة على أي شىء أصعب من نيله.

■ عندما تخلو إلى نفسك هل تردد في ذهنك أن الثورة الليبية فشلت؟

- لا أقول إن الثورة فشلت وإنما بوادر عدم نجاح من الممكن تلافيه، أما فشل كلى فهذا غير موجود.

■ هل أتت الثورة الليبية بجيل جديد من القادة في ليبيا؟

- للأسف لا، حتى الآن لم يبرز هذا الجيل الجديد، وثلاث سنوات في عمر الدول والشعوب ليست بالوقت الطويل.

■ لكن كانت هناك معارضة موجودة ضد القذافى وكان هناك من يرفض سياساته، وكان هناك كوادر ومتعلمون فبالتالى الكوادر الليبية لم تبدأ من الصفر؟

- انظر إلى مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، كم من القيادات تغيرت، مصر الدولة الموجودة منذ عهد محمد على حتى الآن، ودولة مثل ليبيا يسيطر عليها السلاح والميليشيات.

■ وكيف ترى قانون العزل السياسى في ليبيا؟

- أنا أرى أن هذا القانون يشرع لانتهاك حقوق الإنسان وبالتالى ينبغى أن يتم التعامل معه بأن يلغى أو يؤجل، فمسألة أنك تشرع لانتهاك حقوق الناس فهذه مسألة في غاية الخطورة، الشىء الآخر أن قانون العزل السياسى أصبح معيقا للدولة حيث فرغها من كل الكوادر الإدارية التي كانت تعمل فيها لمجرد أنه عمل في وظيفة في وقت نظام القذافى، فهذا النظام سواء اختلفنا أو اتفقنا عليه هو في واقع الأمر امتداد لتاريخ الدولة الليبية، ولا يستطيع إنسان أن يستثنيه من تاريخ الدولة،. وبالتالى العناصر التي عملت في الدولة وقته ليست بالضرورة سيئة، فالغالبية منهم عناصر جيدة ومتمرسون.

■ بعض المحسوبين على نظام القذافى على رأسهم أحمد قذاف الدم طرح مؤخرا مبادرة للمصالحة الوطنية في ليبيا، فما موقفك من مثل هذه الدعوات؟

- أحمد قذاف الدم عنصر من عناصر النظام السابق وكان قريبا من القذافى، وأنا ليس لدى تحفظ على أي شخص أيا كان، ولكن الآن لا الوقت ولا الظروف تسمح للعناصر التي كانت قريبة من هرم السلطة في الماضى بأن تأتى من جديد فالشعب لن يقبلها، ولكن أنا من أتحدث عنهم في ردى على السؤال السابق هم التكنوقراط والإداريون في سلم الإدارة الدنيا والمتوسطة يمكن أن يشاركوا في بناء ليبيا.

■ وكيف تقيم تجربتك رئيسا لوزراء ليبيا والوعود التي أطلقتها بحكومة كفاءات؟

- أنا لم أعد بحكومة كفاءات ولم أعد بحكومة تكنوقراط وإنما وعدت بحكومة توافق وطنى، حكومة أمر واقع، حكومة فرضتها وضعية غير مواتية وغير مساعدة، وعندما بدأت حكومتى عملها واجهت العديد من العراقيل والإشكاليات المتعمدة، وواجهت تيارا من التجاذبات السياسية الأيديولوجية من متطرفين وغير متطرفين من الإسلاميين وبين تيار مدنى غير منظم وغير قادر على الوقوف.

■ وكيف قرأت طريقة خروجك من الوزارة عن طريق حجب الثقة؟

- هذه عناصر كانت تريد أن تبعد شخصا حاول أن يقف بينها وبين التغلغل في الدولة واختطاف الدولة والذهاب بها، أناس يريدون استغلال الفترة الانتقالية ويمكنون أنفسهم من الدولة.

■ كيف رأيت قيام مجموعة أفراد ببيع بترول إلى كوريا الشمالية (حادث ناقلة النفط الكورية الشمالية)؟

- أنا قرأت هذا الأمر على أنه في ضوء الانفلات الأمنى وفى ضوء التوجهات السياسية كان مغريا لهم واستطاعوا أن يقوموا بهذا الأمر، من قام به هم حرس المنشآت النفطية، والسفينة تم إعادتها وتفريغها في مدينة الزاوية.

■ هناك أطراف حكومية ليبية كانت تدعو إلى الاستعانة بقوات دولية لحماية حقول النفط الليبية؟

- أشك أن يكون هناك أطراف حكومية تدعو لذلك.

■ ولكن بعض الدبلوماسيين الليبيين دعوا إلى ذلك بشكل معلن خاصة بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس في الأيام القليلة الماضية؟

- القضية ليست في الدعوة ولكن نحن نريد أن يفهم إخواننا العرب شيئا مهما؛ أننا لدينا مشاكل كثيرة داخل بلدنا ومستعدون أن نتعاون مع من يساعدنا في حل هذه المشكلات عمليا، فلدينا مشاكل متعددة ولا أستطيع أن أطلب من تونس الآن أن تساعدنى في حل مشكلاتى، وكذلك الجزائر لها ظروفها، ومصر أيضا، وبالتالى إذا وجدنا أنه ليس لدينا حل إلا هذا الأمر فلا نستطيع أن نترك البلاد تتدمر ونتغنى بالعروبة والإسلام، فلا يشعر بالنار إلا من يضع يده فيها.

■ هل نفهم من ذلك أنك تضع شروطا لطلب المساعدة الدولية؟

- لا توجد شروط، فهذا أمر متروك لتطور الأحداث في المستقبل، ولكل حادث حديث.

■ لكن ذلك شىء وارد؟

- كل شىء وارد في السياسة.

■ ألم يكن من المفترض أن يقوم الناتو بجمع السلاح بعد انتهاء عملياته في ليبيا كالتزام أخلاقى؟

- لم يطلب منه ذلك وكل الذي طلب منه هو القصف الجوى وحماية الأجواء الليبية من القصف الجوى وحينما انتهى من ذلك غادر في نفس الوقت دون شروط.

■ هل تتوقع نجاح حفتر في التحركات التي قام بها؟

- صعب أن أقيّم الموضوع الآن فأنا أرى أن الموضوع ليس حفتر، وإنما أرى أن هناك مشروعا وطنيا قام به قطاع من الضباط وانحاز له جزء كبير من الشعب ويحاول أن يبحث عن أسباب النجاح، وإذا تحققت له شروط وأسباب النجاح سينجح.

■ ولكنك أعلنت دعمك للعملية التي قام بها حفتر؟

- أنا أعلنت دعمى لعملية مقاومة الإرهاب وإعادة بناء الجيش والشرطة دون الارتباط بشخص معين.

■ بعض التقارير ذكرت أن ما قام به حفتر تم بالتنسيق مع السلطات المصرية؟

- مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية الليببية إلا ما تطلبه منها الحكومة الليبية.

■ ما هي علاقتك بالمؤتمر الوطنى العام؟

- علاقتى بمعظم أعضاء المؤتمر جيدة ولكن لا توجد لى علاقة برئاسة المؤتمر وبعض الكتل السياسية.

■ ما هي أهم هذه الكتل؟

- كتلة الوفاء لدم الشهداء والإخوان والوطن.

■ ولكن المؤتمر مازال يعمل؟

- نعم مازال يعمل ولكن لا يستطيع أن يعقد جلسة لأنه لا يتوفر له النصاب في انتظار المجلس الجديد.

■ تأجيل إعلان نتائج الانتخابات الجديدة هل ترى أن وراءه شيئا ما؟

- أنا لا أستطيع أن أتهم أحدا بعدم النزاهة ولكن أنصح الهيئة العامة للانتخابات بألا تترك الأمر يؤجل لأكثر مما ينبغى، وأن تعلن النتائج التي انتهت، واللجان التي تخضع للتمحيص والمراجعة يتم إعلانها بعد الانتهاء منها.

■ ما هو مصير الاستثمارات الليبية في مصر والأرصدة الليبية في دول العالم المختلفة؟

- الاستثمارات الليبية موجودة في أماكنها، بعضها مجمد والبعض الآخر تحت إدارة الحكومة الليبية، وكذلك في مصر هناك إشراف من الحكومة الليبية على الاسثتمارات الليبية.

■ بكم تقدرهذه الاستثمارات في مصر؟

- تقدر بثلاثة أو أربعة مليارات.

■ وبالنسبة لدول العالم الأخرى؟

- لا يمكننى أن أحدد حاليا.

■ كيف كان مشهد اختطافك من قبل مجموعة من الأفراد المسلحين؟

- عندما جاءوا لمقر إقامتى طلبت من الحرس ألا يطلق النار وسرت معهم.

■ وكم قضيت من الوقت مختطفا؟

- حوالى ست ساعات.

■ وما هي طلباتهم؟

- كانوا يريدون مالا.

■ تردد أنك قمت بصرف 900 مليون دينار لهؤلاء؟

- هذه الأموال كانت مرتبات والمؤتمر الوطنى العام هو الذي قرر صرفها، ورئيس المؤتمر الوطنى العام أرسل لنا رسالة بهذا الأمر.

■ ومن هؤلاء الذين صرفت لهم هذه الأموال؟

-ا لدروع.

■ ومن هم الدروع؟

- هم مجموعة من المدنيين أصبحوا يحملون السلاح خلال الثورة، والمجلس الانتقالى الذي كان يحكم ليبيا قبلنا سماهم الدروع وأعطاهم شرعية تحت مظلة وزارة الدفاع.

■ وهل هؤلاء مازالوا موجودين؟

- نعم، وفيهم كتائب الآن تحارب ضد اللواء حفتر.

■ يتردد أنك تنوى الترشح لرئاسة الدولة الليبية؟

- لم أفكر حاليا في هذا الأمر، فأنا رجل بلغت من العمر مبلغا.

■ وإذا فرض عليك الترشح؟

- إذا فرض علىّ الترشح وقتها سيكون لكل حادث حديث، والواجب الوطنى بالنسبة لنا مقدم على أي شىء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية