بدعوة كريمة من السيد وزير المالية هانى قدرى، على سحور الأحد 13-7-2014 مع مجموعة صغيرة من أصحاب الفكر، هذه المجموعة كانت أ. أيمن القصاص، مساعد وزير المالية للعلاقات الخارجية والتواصل المجتمعى، الأستاذ عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، الأستاذ عزت إبراهيم (الأهرام)، الأستاذة ابتسام سعد، نائب رئيس تحرير الأهرام، الأستاذ حسن المستكاوى، وكاتب هذه السطور.
قال السيد الوزير: طلبت الاجتماع بكم لأستمع إليكم فهذا يسمى THINK TANK أو بنك الأفكار.
تحدثنا جميعا.. قلت للسيد الوزير: تمنيت لو قرأتم أربعة مقالات فى «المصرى اليوم» للخبير الاقتصادى شيرين عبدالرؤوف القاضى، والمقالات الأربعة بعنوان: استيرادنا عدو اقتصادنا! وكيف نستورد القمح والذرة والقطن، وكلها فى مخازن الفلاح المصرى، كما يذكر.
كيف أن 50٪ مما نستورد يمكن الاستغناء عنه، كما ذكرت للسيد الوزير الخرائط الخاصة بمناجم الذهب الفرعونية وعددها مائة وخمسون منجماً.. والذى أرسل هذه الخرائط هو الدكتور مصطفى محمود سليمان، أستاذ الجيولوجيا بالجامعة البريطانية، وقد قام بنشر هذه الرسالة الدكتور خالد منتصر، فى جريدة «المصرى اليوم».
كان الملوك الحيثيون يطلبون من ملوك مصر ذهبا! أرسل أحدهم رسالة لأحد الفراعنة تقول: الذهب عندكم كالتراب.. أرسلوا إلينا بعضا مما عندكم! يؤكد هذا الكلام حديثا.. شارل سنجر يقول: كانت مناجم الذهب فى النوبة وحدها تنتج ثلاثين كيلوجراما من الذهب سنويا!!
تحدث السيد الوزير رجل وعى، وسمع، وارتحل، وقرأ، وجرب.. جاب الدنيا من أولها لآخرها.. ذاق حلوها ومرها، وزير مالية فى حكومة أطلق عليها عمرو أديب: حكومة السلك العريان.. أى السلك المكشوف الذى يصعق من يلمسه! قال الوزير عن نفسه: ياما اتشتمت ولكنى أدخلت لميزانية الدولة مليار جنيه!
وقال عن الرئيس عبدالفتاح السيسى: رجل الإنجازات السريعة، وأعطانا مثلا بنفق يتم حفره فى ثلاث سنوات، ولكن الرئيس السيسى قال: بل سنة واحدة إذا استعملنا عدد 2 من الحفارات، واحد من ناحية يلتقى بالآخر من الناحية الأخرى!
امتدت السهرة من العاشرة مساء حتى الثانية صباحا.. تحدثنا عن الطاقة الشمسية أمل المستقبل، حدثتهم عن علماء الهندسة الوراثية.
قال السيد الوزير: الشعب المصرى شعب عبقرى، قلت له: من كثرة المعاناة! إيريك هولمز، عالم الجهاز العصبى.. أجرى تجربة مثيرة على مجموعتين من الفئران، المجموعة الأولى عاشت فى نعيم.. الجبن والسكر دون حساب، المجموعة الثانية، عاشت فى معاناة وحرمان، وبعد سنة أخذ المادة السمراء فى مخ المجموعتين GRRY MATTER، هذه المادة السمراء هى مادة الذكاء، وجدها عند فئران المعاناة ضعف المادة التى عند المجموعة التى عاشت فى رخاء، خرج باستنتاج غريب فى تربية الأبناء، أسوأ أنواع الحرمان.. هو الحرمان من الحرمان نفسه!!
ليس غريب على هذا الشعب العبقرى أن يهدم خط بارليف بقنبلة مائية بدلا من قنبلة ذرية! هذا يؤكد أن تعريف العبقرية هو: الاستجابة المغايرة للأحداث!!