فى دول متقدمة مثل أمريكا وبريطانيا، وفى ظل الديمقراطية وتعدد الأحزاب، يوجد ما يسمى «حكومة الظل»، وهى ببساطة حكومة موازية للحكومة الرسمية، ولديها مجموعة من الكوادر التى يتم إعدادها داخل الأحزاب لتكون على استعداد لتولى المناصب الوزارية فى أى وقت يطلب منها..
وكل وزير داخل حكومة الظل يقوم بدراسة كل الملفات الخاصة بوزارته، ويضع تصوراً وحلولاً للمشكلات والمعوقات الموجودة داخل وطنه ويكون ندا للوزير الرسمى، مما يجعل بينهم تنافساً شريفاً يصب فى النهاية فى مصلحة بلدهم، فالوزير يعلم أنه إذا لم ينجز فى حل تلك المشكلات وخدمة الشعب فهناك البديل الجاهز ليحل محله فى أى وقت وتسحب منه الثقة!!
وفى ظل الواقع وغياب الأحزاب الأخرى ورضاها بلعب دور الكومبارس، فإننا فى بلد يُحكم بنظام الحزب الواحد الذى يريد أن يستمر فى الحكم إلى ما لا نهاية!!
والسؤال الذى أطرحه على قيادات الحزب الوطنى: لماذا لا تكون لدى الحزب حكومة ظل؟ أى كوادر يتم إعدادها لتولى المناصب الوزارية فى حال فشل الوزير فى أداء مهامه.. إن كل اهتمامات قيادات الحزب منصبة فى المقام الأول على العملية الانتخابية، والحصول على أكبر عدد من المقاعد، وبكل السبل المشروعة وغير المشروعة وكلنا يعلم ذلك!!..
فى حين أن الحزب ليست لديه أى كوادر، ولقد تجلى ذلك فى وزارة النقل فعندما تمت إقالة الوزير محمد منصور استمرت الوزارة بلا وزير أكثر من ثلاثة أشهر!!
وهذا دليل على صحة ما أقول.. أليس من الأجدى أن تفكر قيادات الحزب فى مصلحة هذا الوطن ولو لمرة واحدة؟!.. لطالما أشرتم إلى الغرب والاقتداء بهم، فلماذا لا نقتدى بهم فى مثل هذه الأمور؟!
محمد طلبة أحمد
دراسات عليا فى سياسات الشرق الأوسط