أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن الغالبية العظمى من وزراء الخارجية العرب أيدوا في اجتماعهم الأخير بمقر «الجامعة العربية»، المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال «شكري» في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية: «كان هناك جو من الراحة خلال الاجتماع بأن مصر تقدمت بهذه المبادرة»، مشيراً إلى أن مواقف الأطراف المختلفة كثيرة، سواء «الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية»، وهذه المواقف تتغير وتتبدل بصورة تكاد تكون يوميا، وتابع: «نحن نتعامل مع متغيرات سريعة جدا، وبحمد الله نحن قادرون على أن نستوعب هذه المتغيرات».
وأكد وزير الخارجية أن كل الأطراف سواء من القوى العظمى أو القوى الاقليمية تقدر أنه لابد من التعامل والتكيف مع الوضع القائم. وردا على سؤال حول ما ردده البعض بأن مصر لم تتشاور بشأن المبادرة إلا مع إسرائيل والولايات المتحدة وأن الفلسطينيين كانوا غائبين عن هذه المشاورات، أكد وزير الخارجية أن الولايات المتحدة لم تطلع على المبادرة إلا بعد نشرها في وسائل الإعلام، مؤكدا أنه منذ اليوم الأول للتصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية المحتلة والاتصالات تجرى مع الطرفين على قدم وساق سواء مع حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية أو إسرائيل.
وقال وزير الخارجية :«أتصور أنه مش ممكن نوقف هجمة مثل هذه وليس لنا هذه الاتصالات». وأكد أن «مصر ليست محايدة وأنها متحيزة للشعب الفلسطيني باعتباره الطرف الأضعف والطرف الذي يقع تحت الاحتلال»، بالاضافة إلى أنه الطرف العربي، وواصل: «كيف نكون محايدين ونحن منذ 1948 ومصر تفقد أرواح بعض أبنائها وثروتها، وما نعاني منه اليوم من ضغوط اقتصادية بسبب الحروب والتضحيات التي قدمتها مصر».
وتساءل الوزير سامح شكري: «هل نأتي اليوم ونفترض حيادنا؟»، وقال: «نحن بالفعل متحيزون لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي كل مناسبة نتحدث عن هذه الحقوق ونطالب بها ونصّر عليها»، فيما اعتبر أن «التحيز المصري برز عند صياغة المبادرة بعدم قبول أن يفقد أي فلسطيني روحه لأنه للأسف متورط في قضية سياسية لا شأن له فيها»، مشيراً إلى أن مصر أجرت بالفعل اتصالات مع عناصر من «حماس»، لافتا إلى أن مصر صاغت من خلال هذه الاتصالات مطالب الفلسطينيين.
وأضاف: «كما حصلنا من الجانب الإسرائيلي على مطالبه أيضا وهي كثيرة، ثم لم نحاول أن نضع حدا توافقيا بين الطرفين، حيث إن الفجوة بينهما أكبر من أن تصل»، وواصل: «ما وضعناه هو أساس يؤدي لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى التعامل مع قضية تؤثر على الشعب الفلسطيني وهي (المعابر) بشكل واضح، ثم إتاحة الفرصة بخلق إطار تشاوري يؤدي إلى فتح كل الموضوعات للطرفين أن يضعوه.
وتابع: «أما مسألة الوصول إلى حلول فهذه مسؤولية الطرفين وعلينا نحن أن نلعب دور المقرب لوجهات النظر بينهما»، مشيراً إلى أن مصر هي الضامن للطرفين فيما يصلا إليه من تفاهمات، وهذه مسؤولية ليست بالصغيرة، لافتا إلى أن هذا الأمر ربما يحجب أي تراجع بالنسبة لإسرائيل وذلك لأن إسرائيل تعمل حسابا لعلاقتها مع مصر ولن ترغب في أن تهتز هذه العلاقات لاعتبارات استراتيجية».
وردا على العلاقات بين مصر وحركة «حماس»، قال وزير الخارجية: «إن الفترة الحالية تشهد علاقة عدم توافق بين القاهرة و(حماس)، وإن بها قدرا عاليا من التوتر والصعوبة، مؤكدا أن مصر ليست السبب في هذا الأمر وإنما نشأ بسبب التوجه العقائدي لحركة (حماس)، الأمر الذي يجعل نقطة الاتصال والتلاقى مع مصر شبه مستحيلة».
وأضاف: «لكن ومع ذلك فإن مصر تتعامل مع (حماس) في إطار حماية المصالح الفلسطينية، وفى إطار يصب أيضا في مصلحة مصر، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن لمصر أن تقبلها أو تقبل بتجاوزها».