اختلفت المسميات والرايات، لكن الهدف واحد، سواء كان الجيش المصرى الحر، أو داعش، أو تنظيم القاعدة، فخدمة المخططات الغربية هى السبيل، ويبقى من المؤكد أن هناك عشرات من المسلحين يتلقون تدريبات عسكرية فى مناطق على أطراف مدينة درنة الليبية، القريبة من الحدود المصرية، يحملون أسلحة متطورة، ليست موجودة فى مصر، ويتصلون بعناصر داخلية، وتحديدا فى سيناء، يخططون لارتكاب أعمال إرهابية فى البلاد.
جهات سيادية أعدت تقارير حملت خاتم «سرى للغاية»، أكدت فيها رصد تلك المجموعات التى تضم عناصر جهادية كانت موجودة فى مصر، فضلا عن عناصر أخرى تنتمى لجماعة الإخوان، وبعضهم هارب من أحكام صادرة ضدهم لاتهامهم فى أحداث العنف التى أعقبت 30 يونيو، فيما أفادت التقارير بأن 4 من قيادات تنظيم القاعدة يتولون الإشراف على تلك المجموعات، وأن أحدهم ألقى القبض عليه فى مصر، كان حضر للتنسيق بين تلك المجموعات وآخرين مسلحين فى سيناء.
ووفقا للواء عنانى حمودة، مدير أمن مطروح، فإن ميليشيات مسلحة فى ليبيا تتناطح هناك، وأنه من المؤكد أن بينهم إخوانا وجهاديين، لكن الجيش وقوات الأمن يؤمنان الحدود بشكل تام.
بينما يقول عدد من شيوخ القبائل بمطروح والسلوم، إن المنطقة الأخطر فى الحدود هى منطقة «الجبل الأخضر»، نظرا لطبيعتها الجغرافية الموجود بها «بحر الرمال» وحقول الألغام. عاشت «المصرى اليوم» ساعات فى دروب صحراء السلوم، التى يستخدمها المهربون للعبور من أكمنة الشرطة، وخلال تلك الساعات أكد عدد من الأهالى أنه يظهر عليهم كل فترة مسلحون بسيارات دون لوحات، يشترون سلعا غذائية، ثم يختفون، ويدفعون أموالا بعملات مصرية وأحيانا بالدولار، ويرفعون أعلاما سوداء، مثل التى يرفعها تنظيما القاعدة، وداعش.
ربما الطريق الوحيد لدخول التنظيمات الإرهابية أو المجموعات المسلحة هو الدروب والطرق الفرعية بالحدود الغربية للبلاد، وتحاول القوات المسلحة متمثلة في حرس الحدود، تأمين المناطق الساخنة على الحدود الليبية، وبسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة، يواجه الجيش بحر الرمال وحقول الألغام، باستخدام الطائرات الحديثة، في المقابل يستغل العناصر المسلحة والمهربون الدروب التي يجيدون معرفتها أكثر من الجيش والشرطة للدخول والخروج من البلاد.
«المصرى اليوم» ترصد المناطق الأكثر سخونة في تلك المناطق، حيث إن الطريق من مطروح إلى السلوم يصل لقرابة 220 كيلو متراً تقريبا، وتفرض قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية والجيش، 10 أكمنة به لضبط المهربين أو الراغبين في الهروب من البلاد، ورغم أن قوات التأمين تعرف أن الهارب أو المهرب لن يمر من تلك الأكمنة، فإن أفراد الأمن يشددون ويفتشون كل سيارة تمر عليهم «ذهابا وإيابا». المزيد
حصلت «المصرى اليوم» على تقارير جهات سيادية تم إعدادها بشأن المجموعات المسلحة الموجودة على الحدود الليبية- المصرية، والمجموعات المسلحة التي تتلقى تدريبات عسكرية في مدينة درنة الليبية، وبينهم جهاديون ينتمون لتنظيم القاعدة، وآخرون ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ويمدون عناصر لهم داخل البلاد بأسلحة ومواد متفجرة لاستخدامها في ارتكاب أعمال إرهابية.
وأفادت التقارير، التي حملت خاتم «سرى للغاية»، بأن ليبيا وفور سقوط حكم معمر القذافى أصبحت قبلة ومأوى للجماعات الإرهابية وبقايا تنظيم القاعدة، وأن هذه الجماعات بدأت تجرى اتصالات بجماعة الإخوان فور سقوط حكم الرئيس السابق محمد مرسى، للتنسيق فيما بينهم والاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية. المزيد
كشف اللواء عنانى حمودة، مدير أمن مطروح، عن تفاصيل خطيرة فى قضايا تهريب الأسلحة من ليبيا إلى مصر، ومحاولات قيادات الإخوان وعناصر الجماعة الهرب عن طريق سيوة، مؤكدا أنهم يضبطون أسلحة متطورة كافية لتسليح دولة بأكملها، وتحدث عما يحدث على الحدود المصرية- الليبية وحقيقة تواجد الجيش المصرى الحر.
وقال، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن هناك ميليشيات مسلحة على الحدود تتناطح من أجل مصالح خاصة، وبينهم جهاديون مصريون وإخوان، مؤكدا استعداد الأمن والقوات المسلحة لأى محاولات اختراق للحدود، وفيما يلى نص الحوار:المزيد
ربما يدركون الحدود المصرية الليبية ودروبها، أكثر من الأمن وحرس الحدود، لذا ذهب إليهم المشير عبد الفتاح السيسى وحدهم مرتين دون أن يذهب إلى أى محافظة أخرى قبل أيام من فوزه بالانتخابات الرئاسية، لأنه يدرك أهمية عملهم مع الأمن والجيش لتأمين الحدود الغربية التى يهددها صراع الميليشيات العسكرية فى ليبيا، وتحرك عناصر جهادية على الحدود لاقتحامها وتنفيذ عمليات عدائية ضد البلاد.
جملة واحدة تتكرر على ألسنة شيوخ وقبائل السلوم ومطروح وسيوة: «سنحمى الحدود بدمائنا». لكن على أرض الواقع تجد عناصر منهم يساعدون مهربى السلاح فى إدخال كميات كبيرة من الأسلحة التى يستخدمها الإرهابيون فى عمليات الاغتيالات. عناصر من تلك القبائل يساعدون فى تهريب قيادات الإخوان والمحكوم عليهم من الجماعة، وينقلون الجهاديين الراغبين فى الانضمام للميليشيات العسكرية فى ليبيا، أو كما يطلقون على أنفسهم «الجيش المصرى الحر». صحيح أنهم يفعلون ذلك من أجل المال وليس لانتمائهم إلى الجماعة الإرهابية. لكن الجريمة واحدة لا تقبل التجزئة. المزيد