x

في غزة.. أمهات يذرفن الدمع على أولادهن «الناجحين الراحلين»

الخميس 17-07-2014 15:55 | كتب: الأناضول |
تشييع جثامين الفلسطينيين الذين قتلو نتيجة الغارات إلاسرائيلية على غزة تشييع جثامين الفلسطينيين الذين قتلو نتيجة الغارات إلاسرائيلية على غزة تصوير : الأناضول

«لقد نجحت»..كلمتان فقط تكفيان لأن تزرعا الفرح في قلب أي أم في العالم، وهي تُخبر ابنها بنجاحه في امتحان الثانوية العامة «التوجيهي»، وهو الامتحان المؤهل للدراسة الجامعية، غير أن «وفاء»، والدة الطالب «أنس قنديل»، 17 عاماً، تُلقي هاتين الكلمتين وهي تنتحب طويلاً. فالناجح في الثانوية العامة، رحل قبل أن يفرح بنجاحه، أو يعرف رقما لنتيجته، التي تؤهله للالتحاق بالجامعة كما كان يحلم.

«حصلت على 75% يا حبيبي»، تقولها أم أنس وهي تضع إكليلاً من الزهور على قبره، وتواصل النحيب على طالب حولته الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى رقم زاد من حصيلة القتلى والجرحى، ووضعه في قائمة «الطلبة الشهداء».

وبعد 3 أيام من مقتل أنس قنديل في غارة إسرائيلية، على مخيم جباليا شرق قطاع غزة، فتح إعلان نتائج الثانوية العامة جرح والدة أنس على آخره كما تقول لوكالة الأناضول.

وتابعت من وسط دموعها: «حبيبي أنس، مات قبل أن يعرف نتيجته، لقد نجح، لكن لن يذهب إلى الجامعة كما كان يحلم».

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، الثلاثاء، نتائج الثانوية العامة، وسط غياب كامل لمظاهر فرح الاحتفال بهذا اليوم. وعلى أنقاض البيوت المدمرة، والدموع المسكوبة على الراحلين، استقبل أهالي قطاع غزة نتائج الثانوية العامة، للحدث الاستثنائي بالنسبة للفلسطينيين، في كل عام، والذي يؤهل أبناءهم للدراسة الجامعيّة.

وتتحسر أم أنس على رحيل ابنها، الذي اغتالت أحلامه، الصواريخ، وتستدرك بألم: «ما ذنبه، لقد كان خائفا من القصف الإسرائيلي المتواصل، وكان يحلم بأن ينتهي هذا العدوان، ويحمل شهادته، ليلتحق بجامعته».

وتذرف «أمل»، أم الطالب زياد النجار، دموعا حارة على ابنها الذي رحل، قبل أن يحتضن اسمه بين الناجحين. وتقول والدته وهي تبكي: «لقد نال شهادة خيرًا من شهادة التوجيهي، إن شاء الله هو الآن في الجنة». وتستنكر الأم الغزيّة ما تصفه باستهداف أحلام الطلبة وأيامهم، وتمضي قائلة: «يوم إعلان النتائج كان يومًا قاسيًا حزينًا، كان من المفترض أن نوزع حلوى النجاح، لكن ها نحن نذرف دمع الفراق».

واحتفل طلبة قطاع غزة بنجاحهم بشكل خجول، أمام ارتفاع صوت الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي غيبّت الألعاب النارية، ومكبرات الصوت التي تصدّح بأغاني النجاح والتفوق. وانشغلت الإذاعات المحلية في متابعة ارتفاع أعداد القتلى والمصابين جراء العملية العسكرية، واكتفت بخبر سريع يفيد بإعلان النتائج فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية