كشفت تحقيقات نيابة البدرشين، فى واقعة محاولة الهروب الجماعى، من داخل حجز مركز شرطة البدرشين، أمس الأول، عن تزعم 3 مسجونين احتياطيًا فى قضايا قتل للمحاولة التى أسفرت عن إصابة المقدم محمد عبدالواحد، رئيس المباحث، بجروح قطعية بالرأس والكتف، إثر تعرضه لضربات عشوائية بالأسلحة البيضاء التى كانت بحوزة المسجونين، وأفادت التحقيقات بأن الجناة أشعلوا النيران فى بطاطين الحجوزات، ثم طالبوا أمناء الشرطة والضباط بفتح الأبواب بعد وصلات من الصراخ عاليًا ليعتدوا على قوات الأمن.
وأكدت التحقيقات، التى أشرف عليها المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أن 15 من المسجونين الجنائيين فى قضايا تحريض على قتل وشروع فيه، واتجار فى المخدرات، نظموا أعمال شغب داخل الحجزات الخاصة بهم بالتزامن مع بعضهم البعض، وأخذوا يطرقون على الأبواب الحديدية ويسبون الضباط ورجال الشرطة، وأشعلوا النيران فى البطاطين لإيهام المتواجدين بديوان مركز شرطة البدرشين بأنهم سيتعرضون لاختناق شديد، بينما كانوا يضمرون الشر تجاه قوات الشرطة الذين فتحوا لهم الأبواب وحاولوا إطفاء الحرائق، إلا أن المسجونين حطموا نوافذ الحجز وسط حالة الهرج والمرج، وقام بعضهم بالقفز خارج الأسوار، لكن القوات تمكنت من ضبطهم وإعاداتهم إلى محبسهم من جديد.
وشرحت التحقيقات أن المتهمين رددوا هتافات تسىء إلى رجال الجيش والشرطة، وهو ما لم يعتد عليه هؤلاء المساجين الجنائيون، وخلال تدخل أمناء الشرطة والضباط لاحتوائهم والسيطرة على شغبهم، قاوموهم بالأسلحة البيضاء، حيث حمل بعضهم «مطواى» وشفرات حلاقة، وصنعوا من معالق الشاى أسلحة مدببة، وأصابوا رئيس مباحث مركز البدرشين فى رأس وكتفه بجروح قطعية، لنشر الرعب والفزع بين صفوف بقية أفراد الشرطة، الذين ضبطوا النفس حيال محاولتهم الهروب، واتضح من خلال التحقيقات أن المسجونين كانوا تحت تأثير المواد المخدرة ما جعلهم فى حالة غير طبيعية، ولا يشعرون بأى ضربات أو لكمات توجه إليهم.
وتبين من خلال التحقيقات أن الاشتباكات التى استمرت قرابة 3 ساعات كاملة، بين قوات الأمن وعناصر الإجرام، استعان خلالها ضباط مركز البدرشين بقوات خاصة من مديرية أمن الجيزة، أحكموا سيطرتهم على جميع المسجونين، وأحاطوا أسوار المركز لمنع محاولة تسلل أى عناصر من المحبوسين إلى الخارج، كما مشطوا محيط منطقة مركز الشرطة لإحباط أى محاولة اقتراب أقرباء المسجونين أو زملائهم تجاه مركز الشرطة، لمنع أى مواجهات مع قوات الأمن بعدما انتشرت أخبار محاولة هروبهم الجماعى بين صفوف أهالى المنطقة.
وأسفرت معاينة النيابة لمركز الشرطة عن وجود آثار حريق بطاطين الحجز وتحطيم نوافذ من الداخل، فأمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائى لبيان سبب الحريق وتحديد بدايته ونهايته والأدوات المستخدمة فى إحداثه، واستدعاء رئيس المباحث المقدم محمد عبدالواحد، لمناقشته حول ملابسات الواقعة.
واتضح أن أحد المسجلين خطر، ويدعى صبرى.أ، ضمن المحرضين الرئيسيين على ارتكاب جريمة الهروب الجماعى، ضبط بحوزته مخدرات الحشيش وأقراص الترامادول، أمرت النيابة بتحريز تلك المضبوطات وإرسالها إلى رجال المعمل الجنائى لفحصها وبيان استخدامها.
وواجهت النيابة لـ15 متهمًا اتهامات مقاومة السلطات، وإحراز أسلحة بيضاء، وحيازة مواد مخدرة، فضلاً عن إشعال النيران عمدًا فى منشأة شرطية، ومحاولة الهروب من العدالة، والبلطجة.
وأمرت النيابة بحبس جميع المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات معهم، وطلبت تحريات المباحث بمديرية أمن الجيزة حول الواقعة.