عندما قامت الحكومة بتلك الخطوة المنطقية برفعها لأسعار الوقود والكهرباء خرج علينا البعض بقولهم إنهم وإن كانوا يتفهمون الأسباب الاقتصادية التى دفعت الحكومة لاتخاذ مثل هذا الإجراء إلا أنهم فقط يتحفظون على التوقيت، وليسمح لى هؤلاء أن أتوجه لهم بالسؤال عن ما هو التوقيت المناسب لمثل هذا القرار من وجهة نظرهم؟
إن رفع الأسعار بصفة عامة إجراء غير مرغوب فيه لأى شعب من الشعوب وفى أى توقيت كان. وبمناسبة حديثهم عن التوقيت غير المناسب قد يكون هذا القول صحيحاً فقط إذا اعتبرنا أن التوقيت غير مناسب لأنه قد تأخر كثيراً وكان يجب على الحكومات المتعاقبة على مصر أن تتخذ من الإجراءات الاقتصادية ما يصب فى مصلحة المنظومة الاقتصادية ككل وليس فى صالح فلسفة التأجيل التى طالما تعاملت بها الحكومات المتعاقبة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه بسبب عدم المواجهة الحقيقية لمشاكلنا والتى أدت بنا إلى أننا لم نحقق الاكتفاء الذاتى إلا فى المسكنات التى نلوذ إليها دائماً.
محمد عبدالفتاح السرورى
