x

مصريون

الأربعاء 16-07-2014 21:13 | كتب: اخبار |
خدمة شكاوى المواطنين خدمة شكاوى المواطنين تصوير : بوابة الاخبار

أكتب إليك من برلين حيث تحتفل ألمانيا كلها بفوزها بكأس العالم لكرة القدم للمرة الرابعة، وقد عدت إلى مدينة «ليبزيج» التى قضيت فيها فترة البعثة فى الطب من مارس ١٩٦٧ حتى ١٩٧١. أى بعد أكثر من أربعين عاما. معهدها المرموق فى التربية الرياضية كان المصنع الكبير الذى يفرخ لألمانيا الشرقية أبطال العالم بدون منازع فى شتى أنواع الرياضة، ليكونوا الواجهة السياسية لها. كان ملحقا بهذا المعهد الأسطورى، معهد الطب الرياضى الذى ابتعثنا إليه للحصول على درجة الدكتوراة فى هذا التخصص.. عدت إلى «ليبزيج» التى تحولت بعد سقوط السور إلى مدينة مبهجة. تكاد تكون مزارا سياحيا، عاد إلى مبانيها رونقها العريق. تعددت المطاعم والكافيهات حول المتاحف والكنائس الأثرية مثل كنيستى القديسين توماس ونيقولا.

حفزنى مقال ناعوت فى «المصرى اليوم» منذ أيام قليلة وعنوانه: شاعر اسمه «هانى عازر» على زيارة برلين! التى أكن لها حبا كبيرا، لذكريات فترة التقسيم ما بين شرق وغرب!.. محطة قطارات برلين الموحدة هى قصر زجاجى على ستة أدوار صممها العبقرى «عازر»، لتحمل مصاعدها والسلالم المتحركة الآلاف بين خطوط القطارات الداخلية المتجهة إلى كل أنحاء ألمانيا، بل إلى أوروبا كلها. وخطوط داخلية تربط أحياء برلين المختلفة. وزد على ذلك خطوط المترو تحت الأرض.. شعور فكاهة خبيث حاق بى متصورا قرويا مصريا وسط هذه الشبكه الأخطبوطية!!..

ألم يكن هانى عازر صعيديا مصريا مثل مجدى يعقوب؟.. أما العبقرى المصرى الآخر فهو إبراهيم سمك، عالم الطاقة المتجددة الكبير، الذى تعود إليه إنارة شوارع برلين (النظيفة) بغير الوسائل التقليدية، وبطاقة صديقة للبيئة. كذلك صديقى العزيز هانى النقراشى، خبير الطاقة الشمسية. لا أدعى لنفسى مثل هذه العبقريات لكن أثلج صدرى مصرى فى مطار فرانكفورت عندما نادانى (مش إنت أحمد سعيد بتاع الروماتيزم؟) فعيادتى المتكاملة أول عيادة خاصة فى هذا التخصص فى ولاية هسن من سنة ١٩٨١ ربما الأولى من نوعها فى ألمانيا كلها. ولهذا حديث آخر ليس الآن مجاله!!

أما العبقرية المصرية الخالدة ربما تخمنها فهى ليست فى بيتها الذى عاشت فيه من آلاف السنين، وإنما هى فى الدور الثانى من متحف برلين الجديد على جزيرة المتاحف إنها «نفرتيتى»، ليست هناك جميلة مثلها فى هذا الوجود. أفردت لعظمتها قاعة كاملة، داخل حجرة زجاجية، لا تحس بزجاحها، لتحميها من أنفاس المتعبدين حولها.. يحومون حولها من كل جانب، وهى متطلعة فى ترفع إلى اللاشىء.. هذه أمثلة لتزاوج العبقرية المصرية مع الانضباط، الالتزام، والنظام الألمانى.. فى اليوم التالى ذهبت أنا وعائلتى إلى بوابة براندنبورج، لتحتفل ألمانيا كلها بأنها سيدة العالم.. فى كرة القدم!!

أحمد سعيد عمر- دكتور - ألمانيا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية