أكد الأمير الحسن بن طلال، الثلاثاء، أن تعلق إسرائيل بالأوهام لن يدفع باتجاه أي حل عادل يحفظ الأمن ويؤدي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن استعمال المزيد من القوة المفرطة لن يؤدي إلى حل القضايا كافة.
وشدد «الأمير الحسن»، في بيان صدر عنه، على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي والأمن والسلم العالميين، مشيراً إلى أنه لا يلوح في الأفق أي تقدم فعلي نحو تسوية سلمية وأن محاولات محو فلسطين من الخريطة لن تنجح.
وقال: «لقد مر أسبوع على العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو الذي أعاد إلى ذاكرتنا بكل قسوة وألم ما واجهه هذا القطاع الصامد وأهله الصابرون في الأعوام 2008 و2009 و2012، حيث يتكرر المشهد ونحن نتابع على وسائل الإعلام قوافل الشهداء من المدنيّين الأبرياء أطفالاً ونساء وشيوخاً وصرخات الألم ونحيب المظلومين ومشاهد الخراب والدمار، ما أدمى مشاعر ملايين الناس حول العالم».
وتساءل: متى سيستمر العالم في تقبل أنصاف الحقائق وسياسة الكيل بمكيالين والتزام الحياد تجاه سفك دماء المدنيين الأبرياء، قائلاً: «لقد حملت أرض فلسطين رسالة السلام إلى العالم أجمع لكن علينا أن ندرك أنه لا سلام في غياب العدالة وسيادة القانون».
ولفت إلى أن ما تعرض له الطفل محمد أبوخضير من خطف وتعذيب وإحراق لجسده حياً، في رد انتقامي على عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتلهم يشير إلى استباحة للنفس البشرية وإسكات صارخ لصوت العقل وتنافس في الممارسات الوحشية.
وقال إن اعتماد سياسة التصعيد واستمرار النشاطات الاستعمارية وتواصل الإجراءات العدوانية، يقربنا من نقطة اللاعودة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عندها سيكون من المستحيل تحقيق أي تقدم في المفاوضات أو الوصول إلى حل عادل للقضية، مؤكدًا أن الحل المنشود يجب أن يكون كلياً وشاملاً للقضايا كافة.
وتساءل: متى سنخرج من إطار الثنائيات إلى دائرة التشاركية والحلول الإقليمية؟ مشدداً على أنه لا يمكن تجاهل التحولات المقلقة الجارية في الشرق الأوسط حيث تخوض سوريا حرباً طاحنة وتواجه أفواجاً من المقاتلين ويهدد الصراع الدائر فيها استقرار لبنان.
ودعا «الأمير الحسن» إلى ضرورة صوغ آلية فعالة تدعمها قرارات استراتيجية فلسطينية وعربية ودولية من أجل بحث القضايا المتعلقة بكلية الحل وليس القضية الفلسطينية العادلة وحدها، وأهمية أن تقود إلى بلورة مفهوم للأمن والتعاون الإقليمي.